الرئيسية » تحرر الكلام » “يهودية الدولة” تعني عودة نظام الأبرتهايد إلى العالم من جديد بدعم أمريكي!!

“يهودية الدولة” تعني عودة نظام الأبرتهايد إلى العالم من جديد بدعم أمريكي!!

أضواء على القانون

يجيء قانونيهودية الدولة” العنصري هذا، بعد مرور قرابة سبعة أشهر على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة “عاصمة” للكيان الصهيوني الذي اتخذه في 6 كانون الثاني/ديسمبر 2017، وشهرين على قيام واشنطن بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في 14 أيار/مايو من العام الجاري 2018، وفي ظل الحديث المتواتر عن حلول إقليمية ودولية، تستثني القدس، وتقدمها على طبق من ذهب لسلطات الاحتلال الصهيونية، وفي مقدمها ما سمي “صفقة القرن” أو “صفقة العصر”، والذي يعتبره الفلسطينيون على المستويين الشعبي والرسمي صفعة العصر لهم ولقضيتهم وللسلام في منطقة الشرق الأوسط.

وافقت جميع الأحزاب في الكيان الصهيوني على “يهودية” الكيان الصهيوني وعلى “المشروع الصهيوني” بشكل عام، واعتبرته حجر أساسٍ في إقامة “الوطن القومي للشعب اليهودي”. وهي تعمل من خلال هذا القانون على تأصيل وتشريع وجود الكيان من منطلق ديني قومي، غير أن القانون العنصري هذا، يستهدف بالأساس الوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية عام 1948م، ويعرض الفلسطينيين في تلك الأراضي لخطر “الترانسفير”.

والقول بأن “إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي”، هو أبرز نصوص القانون الذي صدّق عليها بشكل البرلمان الصهيوني “الكنيست” بموافقة 62 عضوًا مساء يوم الأربعاء الماضي، والذي كان من بنات أفكار الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي “الشاباك” آفي ديختر، وخرج للعلن في العام الماضي، 2017.

يقصر القانون العنصري هذا الحق في تقرير المصير والتعبير عن الهوية والتماهي مع الرموز القومية في الكيان الصهيوني على اليهود دون غيرهم، لتصبح اللغة العبرية هي اللغة الرئيسة والوحيدة للكيان، بينما تلغى العربية كلغةً رسمية ثانية وتصبح ثانوية، مع منحها “مكانة خاصة وضمانا للناطقين بها بالحصول على خدمات الدولة بلغتهم”!!

وتؤكد بنود القانون على أن الرموز اليهودية والصهيونية هي الأساس في النشيد الوطني وعلم الكيان، مع منح الأفضلية للطابع اليهودي على النظام الديمقراطي، على أن يضمن التشريع – لكل مواطن ودون تمييز – الحفاظ على ثقافته وتراثه، وتكون الدولة صاحبة الحق في إقامة بلدات خاصة بالمجموعات الدينية وأبناء القومية الواحدة!!

من جهته، اعتبر رئيس حكومة الكيان المجرم بنيامين نتنياهو أن القانون الذي يشرّع يهودية الدولة: “هو تشريع للعلاقة التاريخية ما بين الشعب اليهودي وأرضه”، في زعمٍ منه أن أرض فلسطين التي استولى عليها الصهاينة قبل 7 عقود هي أرضٌ لليهود فقط!!

ومن أسوأ بنود هذا القانون أنه يسرق الأرض الفلسطينية بأنامل الدين، وكذب القومية، مع أنه بالأساس يستهدف الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 بشكل خاص، ويهدف لإلغاء الهوية الفلسطينية العربية، والحقوق الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني، ويعرضهم لخطر التهجير القصري والتعاطي معهم بطريقة عنصرية متطرفة.

ويؤكد القانون الخطر الوجودي الذي ينتظر قرابة مليون ونصف مليون فلسطيني في الأراضي المحتلة، وهو يؤسس لفوقية قومية اليهود بالقاعدة الدستورية للتشريعات في الكيان الصهيوني، ويعمل على تهميش وإقصاء المكانة القانونية لفلسطينيي 48 وحرمانهم من أي امتيازات تشريعية، كما يهدف إلى إلغاء اللغة العربية كلغةً رسمية ثانية.

ويؤسس القانون العنصري لنظام الفصل العنصري وتطبيق نظام “الأبرتهايد” عبر تشريعات تمييزية بقوانين تمهد لإلغاء الوجود الفلسطيني في الداخل.

يشار في هذا الصدد إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية وحكومة سلطة رام الله أجمعوا على أن تصديق الكنيست على قانون “يهودية الدولة”، يقوْنن للأبارتهايد وللتطهير العرقي ويرسخ العداء ويشرع الاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطيني.

وعبرت “القائمة المشتركة” في الداخل الفلسطيني المحتل عن رفضها للقانون وقالت: “قانون أساس القومية، يشرعن التمييز ضد العرب في معظم المجالات الأساسية والأكثر أهمية، يقصي، ويميز ضد العرب في مجالات المواطنة، والممتلكات والأرض، واللغة والثقافة ويسوّغ دونيتهم في كل مجالات الحياة ومن خلال إقصائهم من المشهد السياسي”.

في ما يلي نص هذا القانون العنصري، الذي لا مثيل له بين القوانين في العصر الحديث:

1 – المبادئ الأساسية

أ – أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة “إسرائيل”.

ب – دولة “إسرائيل” هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.

ج – ممارسة حق تقرير المصير في دولة “إسرائيل” حصرية للشعب اليهودي.

2 – رموز الدولة

أ – اسم الدولة “إسرائيل”.

ب – علم الدولة أبيض وعليه خطان باللون الأزرق وفي وسطه نجمة داوود زرقاء.

ت – شعار الدولة هو الشمعدان السباعي، وعلى جنبيه غصنا زيتون، وكلمة “إسرائيل تحته”.

ث – ‌ النشيد الوطني للدولة هو نشيد “هتكفا”.

ج – تفاصيل رموز الدولة تحدد في القانون.

3 – عاصمة الدولة

القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة “إسرائيل”.

4 – اللغة

أ – اللغة العبرية هي لغة الدولة.

ب – اللغة العربية لها مكانة خاصة في الدولة؛ تنظيم استعمال اللغة العربية في المؤسسات الرسمية أو في التوجه إليها يكون بموجب القانون.

ت – لا يمس المذكور في هذا البند بالمكانة الممنوحة فعليًا للغة العربية.

5 – لمّ الشتات

تكون الدولة مفتوحة أمام قدوم اليهود ولمّ الشتات.

6 – العلاقة مع الشعب اليهودي

أ – تهتم الدولة بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودي ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهودًا أو مواطنين في الدولة.

ب – تعمل الدولة في الشتات للمحافظة على العلاقة بين الدولة وأبناء الشعب اليهودي.

ت – تعمل الدولة على المحافظة على الميراث الثقافي والتاريخي والديني اليهودي لدى يهود الشتات.

7 – الاستيطان اليهودي

تعتبر الدولة تطوير الاستيطان اليهودي قيمة قومية، وتعمل لأجل تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته.

8 – التقويم الرسمي

التقويم العبري هو التقويم الرسمي للدولة، وإلى جانبه يكون التقويم الميلادي تقويمًا رسميًا.

9 – يوم الاستقلال ويوم الذكرى

أ – يوم الاستقلال هو العيد القومي الرسمي للدولة.

ب – يوم ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك “إسرائيل” ويوم ذكرى الكارثة والبطولة هما يوما الذكرى الرسميين للدولة.

10 – أيام الراحة والعطل

يوم السبت وأعياد الشعب اليهودي هي أيام العطلة الثابتة في الدولة. لدى غير اليهود الحق في أيام عطلة في أعيادهم، وتفاصيل ذلك تحدد في القانون.

11 – نفاذ القانون

أي تغيير في هذا القانون يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء البرلمان “الكنيست”.

محمود كعوش

كاتب وباحث فلسطيني مقيم بالدنمارك

[email protected]

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.