الرئيسية » تحرر الكلام » النظام السوري والحدود الأردنية: تقدّم عسكري يفرض نفسه

النظام السوري والحدود الأردنية: تقدّم عسكري يفرض نفسه

مثّل تقدّم الجيش السوري نحو الحدود الشمالية مع الأردن صبيحة يوم الجمعة 6 تموز 2018م، تقدماً مزدوجاً للنظام السوري على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، فاستعادة درعا والجنوب السوري تعتبر نقطة محورية في الإستراتيجية السورية العسكرية، كونها تمثل الجيب الأول للمعارضة.  إضافة إلى أن التقدم السوري العسكري رافقه تقدماً في العلاقات مع الأردن ولو كان هذا التقدم طفيفاً.

شهدت العلاقات الدبلوماسية السورية – الأردنية  توتراً في السنوات الماضية من عمر الثورة السورية، إلاً أنه لم يتم قطعها بالمُطلق رغم أزمة طرد السفراء عام 2014م، حيث أن السفارات ما زالت مفتوحة في البلدين.

لاقى انتشار الجيش السوري على الحدود مع الأردن، ترحيباً من قبل قائد المنطقة العسكرية الشمالية الأردنية، العميد الركن خالد المساعيد الذي قال أن: “سيطرة الجيش السوري على الشريط الحدودي مع الأردن ينعكس إيجاباً على البلدين أمنياً واقتصادياً “. لا يأتي هذا التصريح بعيداً عن السياسة الأردنية، حيث شهد شهر أيار من نفس العام زيارة وفد اقتصادي أردني رسمي إلى العاصمة السورية دمشق ، تعتبر الأولى منذ خمس سنوات نتيجة إغلاق الحدود بين البلدين ، ما يعكس تطوراً ملحوظاً في العلاقات بين البلدين فرضه التقدم العسكري السوري، على الصعيد الأمني والاقتصادي على الأقل.

يمكن القول أن الايجابية الأردنية في التعاطي مع النظام السوري على الأقل في المستويات الأمنية والاقتصادية الرسمية، تأتي من منطلق حرص الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية _التي تعمّقت مع اندلاع الأزمة السورية_ التي تواجهها من جانب، وفتح نافذة اتصال مع النظام السوري، تضمن الحفاظ على أمن حدودها الشمالية، واستقرار الأوضاع العسكرية في الجنوب السوري، من جانب آخر.

على صعيد آخر، لا يمكن استبعاد احتمالية أن إدارة الرئيس الأميركي رونالد ترمب تقوم الآن بمراجعة لسياسة الولايات المتحدة تجاه الأوضاع في سوريا، خصوصاً في ظل ضعف الموقف الأمريكي في المنطقة. حيث أن استعادة الجيش السوري لدرعا والجنوب السوري، بعد حلب ودير الزور والغوطة الشرقية، ومعظم المدن والقرى السورية الأخرى، شكّل نقطة تحوّل محوريّة في الحرب السورية، وإضعاف للقوى المجابهة للنظام.

الدرس الذي يمكن استخلاصه هنا، أن التقدّم العسكري يفرض نفسه، وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها. وعلى الرغم من المؤشرات بتحسن العلاقات السورية الأردنية، إلاّ أن جميع العلاقات القائمة بين الدول المؤثرة والمتأثرة من الأزمة السورية، ستبقى في حالة تقلّب طالما هناك انتصارات خاطفة من هنا وهناك، وحرب مستمرة لم تُحسم بعد.

فادي قدري أبو بكر

كاتب وباحث فلسطينيالنظام السوري والحدود الأردنية: تقدّم عسكري يفرض نفسه

الرسالة:

النظام السوري والحدود الأردنية: تقدّم عسكري يفرض نفسه

مثّل تقدّم الجيش السوري نحو الحدود الشمالية مع الأردن صبيحة يوم الجمعة 6 تموز 2018م، تقدماً مزدوجاً للنظام السوري على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، فاستعادة درعا والجنوب السوري تعتبر نقطة محورية في الإستراتيجية السورية العسكرية، كونها تمثل الجيب الأول للمعارضة.  إضافة إلى أن التقدم السوري العسكري رافقه تقدماً في العلاقات مع الأردن ولو كان هذا التقدم طفيفاً.

شهدت العلاقات الدبلوماسية السورية – الأردنية  توتراً في السنوات الماضية من عمر الثورة السورية، إلاً أنه لم يتم قطعها بالمُطلق رغم أزمة طرد السفراء عام 2014م، حيث أن السفارات ما زالت مفتوحة في البلدين.

لاقى انتشار الجيش السوري على الحدود مع الأردن، ترحيباً من قبل قائد المنطقة العسكرية الشمالية الأردنية، العميد الركن خالد المساعيد الذي قال أن: “سيطرة الجيش السوري على الشريط الحدودي مع الأردن ينعكس إيجاباً على البلدين أمنياً واقتصادياً “. لا يأتي هذا التصريح بعيداً عن السياسة الأردنية، حيث شهد شهر أيار من نفس العام زيارة وفد اقتصادي أردني رسمي إلى العاصمة السورية دمشق ، تعتبر الأولى منذ خمس سنوات نتيجة إغلاق الحدود بين البلدين ، ما يعكس تطوراً ملحوظاً في العلاقات بين البلدين فرضه التقدم العسكري السوري، على الصعيد الأمني والاقتصادي على الأقل.

يمكن القول أن الايجابية الأردنية في التعاطي مع النظام السوري على الأقل في المستويات الأمنية والاقتصادية الرسمية، تأتي من منطلق حرص الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية _التي تعمّقت مع اندلاع الأزمة السورية_ التي تواجهها من جانب، وفتح نافذة اتصال مع النظام السوري، تضمن الحفاظ على أمن حدودها الشمالية، واستقرار الأوضاع العسكرية في الجنوب السوري، من جانب آخر.

على صعيد آخر، لا يمكن استبعاد احتمالية أن إدارة الرئيس الأميركي رونالد ترمب تقوم الآن بمراجعة لسياسة الولايات المتحدة تجاه الأوضاع في سوريا، خصوصاً في ظل ضعف الموقف الأمريكي في المنطقة. حيث أن استعادة الجيش السوري لدرعا والجنوب السوري، بعد حلب ودير الزور والغوطة الشرقية، ومعظم المدن والقرى السورية الأخرى، شكّل نقطة تحوّل محوريّة في الحرب السورية، وإضعاف للقوى المجابهة للنظام.

الدرس الذي يمكن استخلاصه هنا، أن التقدّم العسكري يفرض نفسه، وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها. وعلى الرغم من المؤشرات بتحسن العلاقات السورية الأردنية، إلاّ أن جميع العلاقات القائمة بين الدول المؤثرة والمتأثرة من الأزمة السورية، ستبقى في حالة تقلّب طالما هناك انتصارات خاطفة من هنا وهناك، وحرب مستمرة لم تُحسم بعد.

فادي قدري أبو بكر

كاتب وباحث فلسطيني

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.