الرئيسية » الهدهد » مسؤول من دول الحصار يعترف لـ”فورين بوليسي”: قطر تفوقت علينا وربحت حرب العلاقات العامة في الخارج

مسؤول من دول الحصار يعترف لـ”فورين بوليسي”: قطر تفوقت علينا وربحت حرب العلاقات العامة في الخارج

أكدت مجلة “فورين بوليسي” أن هدف دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بعزل قطر فشلت بشكل كامل، ناقلة على لسان مسؤول من دول الحصار إقراره بهذا الفشل وتفوقها على السعودية “الكبيرة”.

 

وقالت المجلة في مقال للكاتب حسن حسن من معهد التحرير في واشنطن إن قطر بعد عام من الحصار ربحت الحرب على الحصار وخرجت منه أكثر تأثيرا في الغرب وتعاطفا من قبل الرأي العام العالمي مقارنة مع الرباعي- السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

 

وأوضحت المجلة أنه رغم حصول حملة الحصار الجوي والبري والبحري على دعم قوي في البداية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث كان الهدف إجبار الدوحة على تنفيذ سلسلة من المطالب والتي قامت على مزاعم دعمها المتطرفين الإسلاميين في الشرق الأوسط بما فيها دول الحصار، فإن الدوحة لم تتجاوز العاصفة بعد عام من انطلاقها فحسب بل كانت الرابح الحقيقي في النزاع.

 

وأكدت “فورين بوليسي” أن الرباعي فشل في مهمته لإجبار قطر على تطبيق 13 مطلبا والتي ضمت إغلاق قناة الجزيرة والمؤسسات الإعلامية الأخرى التي قالت إن الدوحة تمولها. وكذا التوقف عن دعم الجماعات الإسلامية في المنطقة، سنية كانت أم شيعية. واتهم القطريون بالخيانة وأنهم يدعمون المتمردين الحوثيين الذين كانت قطر تشارك بالحملة ضدهم. إلا أن المطالب كانت أكبر مما يمكن لقطر أن تقبلها وتطبقها مباشرة.

 

ونقلت المجلة عن مسؤولين خليجيين بارزون لهم علاقة بالأزمة إن المعسكر السعودي لم يكن مقتنعا بتغيير قطر سلوكها حتى بعد تنفيذها المطالب.

 

وتابعت المجلة:” كان هدف الرباعي هو تحويل قطر إلى دويلة غير قادرة على ممارسة سياسة خارجية مستقلة. ولتحقيق هذا بدأ الرباعي حملة علاقات عامة ضخمة لزيادة الضغط على قطر وتحويل الرأي العام ضدها”.

 

وبحسب المجلة فإن الأزمة وبكل الإجراءات التي اتبعت لعبت لصالح قطر. وأهم ملمح لهذا التغير سلسلة من التعليقات التي قدمها الرئيس ترامب مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني في نيسان (إبريل) فقد هاجم الرئيس الأمريكي السعودية مشيرا بشكل خاص لدعم الإرهاب ومدح التقدم الذي حققته قطر في هذا المجال. وبدلا من إقناع المعلقين والسياسيين في الغرب أن لدى الدوحة مشكلة خطيرة عليها معالجتها كان الأثر هو العكس. وهذا بسبب فشل الرباعي استكشاف الرد القطري حيث شنت الدوحة حملة علاقات عامة فاعلة في الغرب.

 

ونقلت المجلة عن مصدر مطلع على جهود اللوبي الخليجية قوله إن قطر أنفقت منذ بداية الأزمة ما يقرب على 1.5 مليار دولار على جهود العلاقات العامة، متوقعة إنفاق الدول الأخرى خاصة السعودية مبالغ مشابهة.

 

وأضافت أنه على خلاف الدول التي كانت تقوم بعلاقات عامة قبل الأزمة مثل الإمارات والرياض إلا أن الدوحة رفعت من سقف جهودها في مجال العلاقات العامة قبل أو في الفترة التي قادت للأزمة. وتم إلغاء حملات دعائية على قنوات تلفزيونية مثل “سي أن أن” بحملات مضادة على نفس القنوات. وكانت النتيجة هي تكبد الرباعي نكسات مهمة على صعيد السمعة. فالجهود السعودية الطويلة للحديث عن الدعم القطري للمتطرفين في أماكن مثل سوريا وليبيا أضعفتها الحزبية التي تبعت الأزمة، فقد استطاعت قطر الكشف أن المزاعم هي جزء من جهود مدفوعة الثمن مولها المعسكر السعودي.

 

وأكدت المجلة أن سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الخارجية المشوبة بحملات قمع داخلية شوشت المفهوم الدولي للسياسات السعودية. ونفعت الدينامية هذه قطر، حيث طغى النقد للزعيم السعودي على بقية القضايا الإقليمية الأخرى.

 

فقد حمله الغرب وفي الشرق الأوسط بعامة مسؤولية حرب اليمن والتي بدأت بعد شهرين من تعيينه وزيرا للدفاع عام 2015.

وبدأت قطر التي طردت من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بموضعة نفسها كداعم للقضايا العربية والإسلامية بدلا من متابعة المكائد الجيوسياسية التي تخدم المصلحة الذاتية.

 

وأشار المجلة الى ان التطور الجديد والذي خدم قضية قطر وهو التقارب السعودي مع إسرائيل. وفكرة تقارب السعودية وحلفائها مع إسرائيل سابقة على الأزمة وفهمت على أنها جزء من الإجماع الإقليمي ضد إيران. لكن العدوانية المتزايدة في المنطقة سمح لقطر تصوير العلاقة بأنها تحالف رجعي.

 

واعتبرت المجلة أنه في الوقت الذي صور الرباعي المعادي لقطر إيران والجماعات الوكيلة لها بالتهديد الأكبر على منطقة الشرق الأوسط إلا أن العرب والشرق الأوسط بعامة بدأ ينظر للرباعية نفسها بأنها مؤامرة استبدادية ضد طموحات التغيير السياسي والتي عارضتها بشك مستمر منذ ثورات الربيع العربي عام 2011.

 

وينظر للسعودية والدول المتحالفة معها من خلال سياستها الخارجية المعادية للحركات الإسلامية والثورية. وبالمقارنة ينظر لقطر على أنها صديقة للقوى السياسية في العالم العربي التي تريد التغيير ولأنها صورت نفسها كضحية للغدر السعودي.

 

واختتمت المجلة قائلة:”وفي النهاية يعترف المسؤولون في الخليج ممن يعارضون الدوحة وإن سرا أن قطر تربح ملمحا مهما من النزاع.

 

وفي سؤال من مجلة “فورين بوليسي” وجهته لمسؤول عربي إذا ما كانت الدوحة تربح حرب العلاقات العامة ، اعترف قائلا “قطر الصغيرة تفوقت على دول أكبر منها” و “هناك السعودية على الجانب الآخر ومن الطبيعي أن يقف الناس مع قطر”.

 

 

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “مسؤول من دول الحصار يعترف لـ”فورين بوليسي”: قطر تفوقت علينا وربحت حرب العلاقات العامة في الخارج”

  1. السياسات الصبيانية العبثيه الغير مسؤوله التي ينتهجها جهلة السياسه في دول الحصار نتيجة عدم وعيهم بالنتائج الكارثية لتقدير موقفهم الفاشل . اختراقات ، تلفيق ، كذب ، تدليس ، اتهامات باطله ، طمع ، محاولات فرض وصايه ، محاولة انقاص من السياده ، وأخيراً محاولات لتغيير النظام الحاكم في قطر. هذه الاعمال الغوغائية كلها نتيجة شعور قادة ابوظبي والسعوديه بجنون العظمه نتيجة الشعور بعقدة النقص والتي توصلهم الى الإحساس بالقوه والتعالي والتكبر والغرور والشعور بالعظمة وتوهم الكمال ، وإن هذا التوهم بالشعور بالعظمة لن يغير شئ من ثوابت التاريخ ، من تكون دول الحصار لا شي فهي مجرد عصابه ومرتزقه تحاول أن تلعب على الغرب، وأن تتذاكى على الغربيين الذين اكتشفوا هذه الخدعة في مسلسل أكاذيبها وفبركاتها المكشوفة .

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.