مع قرب حلول الذكرى السنوية الأولى لحصار قطر، كشف برنامج “ما خفي أعظم” الذي تذيعه قناة “الجزيرة” تفاصيل جديدة وهامة عن واقعة اختراق وكالة الأنباء القطرية “قنا” وتلفيق تصريحات ملفقة على لسان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكشف التحقيق أن عملية اختراق الوكالة تم التنسيق لها داخل وزارة سيادية بالعاصمة السعودية الرياض، مشيرا إلى حصوله على بيانات وعناوين أجهزة استخدمت في عملية اختراق الوكالة.
عاجل | تحقيق للجزيرة: خلية قرصنة وكالة “#قنا” عملت من وزارة سيادية في العاصمة #السعودية #الرياض pic.twitter.com/ggmoInRyf4
— وطن. يغرد خارج السرب (@watan_usa) ٣ يونيو ٢٠١٨
ونقل البرنامج عن الصحفية في وحدة التحقيقات بصحيفة واشنطن بوست إلين ناكاشيما، نقلا عن مصادرها بالمخابرات الأمريكية أنها حصلت على معلومة مفادها أن مسؤولاً أمنياً كبيراً في الإمارات خطط لنشر خبرٍ كاذب على موقع وكالة الأنباء القطرية المخترق.
:إلين ناكاشيما-صحفية في وحدة التحقيقات بصحيفة واشنطن بوست: مصادري بالمخابرات الأمريكية أكدت أنها حصلت على معلومة مفادها أن مسؤولاً أمنياً كبيراً في #الإمارات خطط لنشر خبرٍ كاذب على موقع وكالة الأنباء القطرية المخترق.#ليلة_القرصنة
#ما_خفي_أعظم pic.twitter.com/vx2U4MdR54— وطن. يغرد خارج السرب (@watan_usa) ٣ يونيو ٢٠١٨
كما كشف التحقيق بأن شركة وهمية في أذربيجان تقف خلفها دولة الإمارات طلبت من 3 شركات تركية إعلامها عن الثغرات التقنية الموجودة في وكالة الأنباء القطرية من أجل إعداد خطة القرصنة.
تحقيق #ما_خفي_أعظم ..
شركة وهمية في #أذربيجان تقف خلفها دولة #الإمارات طلبت من 3 شركات تركية إعلامها عن الثغرات التقنية الموجودة في #وكالة_الأنباء_القطرية من أجل إعداد خطة القرصنة pic.twitter.com/lTbQzBTe4R
— وطن. يغرد خارج السرب (@watan_usa) ٣ يونيو ٢٠١٨
من جانبه، أكد الدكتور علي بن فطيس المري النائب العام القطري على أن كل دول الحصار تعرف ان التحقيقات القطرية صحيحة، وأن جريمتهم كاملة الأركان وتدينهم.
د. علي بن فطيس المري النائب العام القطري: كل #دول_الحصار تعرف ان تحقيقاتنا صحيحة، وأن جريمتهم كاملة الأركان وتدينهم.#ما_خفي_أعظم#ليلة_القرصنة pic.twitter.com/EFKVQXOK0l
— وطن. يغرد خارج السرب (@watan_usa) ٣ يونيو ٢٠١٨
وأضاف “المري” أن اختراق وكالة الأنباء القطرية قرصنة منظمة قامت بها دول وليس أفراد، مؤكدا تشكيل فرق قانونية من مكاتب دولية لاستعادة كل دولار من الذين تسببوا بالأزمة الخليجية والتي تقدّر بالمليارات.
النائب العام القطري: اختراق وكالة الأنباء القطرية قرصنة منظمة قامت بها دول وليس أفراد .. وشكلنا فرقا قانونية من مكاتب دولية لاستعادة كل دولار من الذين تسببوا بـ #الأزمة_الخليجية وتقدّر التعويضات بالمليارات .. pic.twitter.com/fhjmBC3XSZ
— وطن. يغرد خارج السرب (@watan_usa) ٣ يونيو ٢٠١٨
يشار إلى أنه بحلول الخامس من حزيران/يونيو الجاري، يمرّ عام كامل على الأزمة الخليجية، ولا تبدو في الأفق بوادر أمل أو مؤشرات إيجابية لحل أعنف خلاف سياسي يضرب دول مجلس التعاون، وما يزال العالم يتساءل عن الأسباب الحقيقية و”المقنعة” التي دفعت دولاً خليجية (السعودية، والإمارات، والبحرين، مدعومة بمصر) إلى فرض حصار بري وجوي وبحري على قطر فجأة، ومن دون سابق إنذار أو بوادر خلاف معها!
وبعد مرور 365 يوماً من الأزمة، لم تقدم دول الحصار أي أدلة مقنعة للعالم حول دوافع قرارها الذي لم يحظ بدعم أيِّ من الدول الكبرى أو المنظمات الدولية، باستثناء دول صغيرة، أعلنت في بداية الأزمة قطع علاقاتها مع قطر، تحت تهديد الضغوط السياسية والمالية للمملكة العربية السعودية والإمارات، قبل أن تستعيد تلك الدول علاقاتها بالدوحة سريعا، في صورة تشاد، والأردن التي تتجه إلى تطبيع علاقاتها بالدوحة تدريجياً، بدءاً بعودة التعاون الاقتصادي وتبادل زيارات بين مسؤولي البلدين.
وبعد مرور عام على الحصار تجمع العديد من التصريحات والتقارير لحكومات ومنظمات دولية وخبراء دوليين على أن القرارات السياسية والاقتصادية العقابية المفروضة على الدوحة، و”تنمّر” دول الحصار على الجارة الخليجية الصغيرة، لم يخضع قطر في ظرف أشهر كما توقع خبراء الدول المحاصرة، ولم يدفع الدوحة للتنازل أو التراجع عن سياستها الخارجية ومشاريعها الطموحة لتصدر مؤشرات النمو والتقدم العالمية، وفي مقدمتها مونديال 2022 الذي أبانت الاعترافات المتكررة لمسؤولي دول الحصار بأنه أحد الدوافع الحقيقية التي أثارت غيرتها وغضبها، ولم تتقبّل أن تكون قطر نموذجا لسنغافورة جديدة في المنطقة، تنافس الإمارات والسعودية.
وعلى الصعيد الداخلي، أثبتت قطر نجاحها في تجاوز الحصار، لدرجة أن أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعلن صراحة أن الحصار جعل بلاده أقوى مما كانت عليه، مخاطباً دول الحصار بقوله “نحن بألف خير من دونهم”.
والواقع أن تصريحات أمير قطر لم تكن من قبيل “البروباغندا” الموجهة للاستهلاك الإعلامي، أو محاولة لرفع معنويات شعبه، بل إن الدوحة أثبتت فعلا، بشهادة العديد من الدول وتقارير المنظمات الأممية والحكومية، أنها تبلى بلاء حسنا بعد عام من الحصار، وأنها تجاوزت الأزمة في ظرف قياسي، وأثبتت استقرار مؤشراتها الاقتصادية والإنمائية، موازاة مع نجاح قطر في كسر محاولات خصومها لفرض عزلة دبلوماسية عليها.