الرئيسية » الهدهد » رغم هدنة روسيا المنقلبة على قرار مجلس الأمن.. الأسد يواصل دك الغوطة بالبراميل المتفجرة

رغم هدنة روسيا المنقلبة على قرار مجلس الأمن.. الأسد يواصل دك الغوطة بالبراميل المتفجرة

واصل طيران نظام الأسد قصف الغوطة الشرقية بالبراميل المتفجرة على الرغم من إعلان روسيا الحليف القوي له عن هدنة يومية لمدة 5 ساعات، بعد انقلابها على قرار مجلس الأمن الأخير الذي أقر هدنة لمدة 30 يوما في كافة أنحاء سوريا.

 

ووفقا لبيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن طيران النظام شن غارات جوية استهدفت الغوطة الشرقية، كما ألقى برميلين متفجرين.

 

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم ائتلاف المعارضة السورية أحمد رمضان أن ما أسمته روسيا وقفاً إنسانياً لإطلاق النار هو انقلاب على القرار الأممي الأصلي الذي جرى إقراره السبت، مؤكدا أن روسيا لم ترغب يوماً في وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية.

 

وقال “رمضان” في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، إن “الروس جاءوا بفكرة وقف إطلاق النار لخداع المجتمع الدولي الذي يمارس ضغطا على موسكو ويهدد باللجوء إلى وسائل أخرى” لفرض وقف لإطلاق النار في أنحاء سورية.

 

واتهم قائد القيادة المركزية الأميركية روسيا بلعب دور يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوريا والقيام بدور “مشعل الحريق ورجل الإطفاء” في نفس الوقت، بينما انهارت هدنة قصيرة الأجل أعلنتها موسكو من طرف واحد، في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

ومن ناحية أخرى، ذكرت مصادر دبلوماسية أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فتحت تحقيقاً في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة بالغوطة، لتحديد ما إذا كانت ذخائر محظورة قد استُخدمت هناك.

 

وكان الزعماء السياسيون في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا قالوا هذا الشهر إنهم سيؤيدون تحركاً عسكرياً ضد دمشق إذا توافر دليل على استخدام القوات الحكومية السورية أسلحة كيماوية.

 

من المستحيل توصيل المساعدات

وتنحي موسكو ودمشق باللائمة على المعارضة في انهيار الهدنة، قائلتين إن مقاتليها قصفوا طريقاً آمناً مخصصاً للمدنيين الذين يرغبون في مغادرة المنطقة. ونفت المعارضة قيامها بالقصف الذي تحدثت عنه روسيا وسوريا.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو ستضغط لإقرار خطط هدنة يومية مماثلة في القتال، مما يسمح بإيصال المساعدات للغوطة الشرقية عبر ما تصفه روسيا بالممر الإنساني.

 

لكن الأمم المتحدة قالت إنها تجد من المستحيل تقديم المساعدات للمدنيين أو إجلاء الجرحى، وقالت إن على جميع الأطراف أن تلتزم بدلاً من ذلك بهدنة مدتها 30 يوماً طالب بها مجلس الأمن الدولي.

 

وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، خلال إفادة في جنيف “وردت إلينا تقارير هذا الصباح تفيد باستمرار القتال في الغوطة الشرقية”.

 

وأضاف “من الواضح أن الوضع على الأرض في حالة لا تسمح بدخول القوافل أو خروج حالات الإجلاء الطبي”.

 

وقتل المئات في قصف جوي تنفذه منذ عشرة أيام القوات الحكومية في الغوطة الشرقية، وهي منطقة بلدات وقرى تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة على مشارف دمشق.

 

وعلى إثر ذلك قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها مستعدة لدخول الغوطة لإيصال المساعدات الضرورية، مشددة في الوقت نفسه على أن هدنة الساعات الخمس المقترحة قصيرة للغاية.

 

وقال روبرت مارديني مدير إدارة الشرق الأوسط باللجنة ومقدم الاقتراح، إن الممرات الإنسانية يجب التخطيط لها جيداً، وأن توافق عليها جميع الأطراف المتحاربة، في حين يتعين السماح للأشخاص بالمغادرة إذا رغبوا في ذلك. ولم يذكر مارديني روسيا بالاسم.

 

وأضاف “من المستحيل إدخال قافلة إنسانية في خمس ساعات. لدينا خبرة طويلة في جلب المساعدات عبر خطوط القتال في سوريا، ونحن نعرف أن مجرد المرور من نقطة تفتيش قد يستغرق ما يصل إلى يوم على الرغم من موافقة كل الأطراف مسبقاً. ثم يتعين عليك تفريغ حمولة السلع”.

 

“الموت تحت القصف”

وصاحب القصف الجوي المكثف هجمات برية لاختبار دفاعات المعارضة.

 

وفي ظلِّ عدم وجود علامة على ضغط دولي حاسم لوقف الهجوم، ستلقى الغوطة الشرقية فيما يبدو نفس مصير المناطق الأخرى التي استعادت الحكومة السيطرة عليها، حيث أصبحت الممرات الإنسانية في آخر الأمر طرق هروب لمقاتلي المعارضة المهزومين.

 

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو، عقب لقائه بنظيره الفرنسي جان إيف لو دريان “لقد أنشئ ممر إنساني سيستخدم في إيصال المساعدات الإنسانية، ويمكن في الوقت نفسه استخدامه في عمليات الإجلاء الطبي ومغادرة المدنيين الذي يرغبون في ذلك”.

 

لكن الفرع المحلي لوزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة وصف الهدنة السورية بأنها حيلة للالتفاف على قرار وقف إطلاق النار لمدة شهر، الذي طالبت به الأمم المتحدة.

 

وأضافت الوزارة أن الدعوة عرضت فعلياً على السكان الاختيار بين “الموت تحت القصف” أو النزوح الإجباري، مطالبة الأمم المتحدة بإرسال الإغاثة الإنسانية على الفور.

 

في غضون ذلك اتهم القائد العسكري الأميركي جوزيف فوتيل روسيا بأنها تلعب دوراً يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سوريا، وتقوم بدور كل من “مشعل الحريق ورجل الإطفاء” لتقاعسها عن كبح جماح حليفها السوري.

 

وقال “إما أن تقر روسيا بعدم قدرتها، أو أنها لا ترغب في لعب دور في إنهاء الصراع السوري. أعتقد أن دورهم مزعزع للاستقرار بشكل مذهل في هذه المرحلة”.

 

وفي موسكو، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن جنرال روسي قوله، إن المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية بدأت هجمات جديدة بالمدفعية والأسلحة بعد الظهر.

 

تصعيد

وتحدث سكان في عدد من البلدات بالمنطقة عن هدوء القتال لفترة وجيزة، لكنهم قالوا إن القصف سرعان ما استؤنف. وفي بلدة حمورية قال رجل لم يعرف نفسه سوى باسمه الأول “محمود” لرويترز، إن طائرات هليكوبتر وطائرات عسكرية تحلق في السماء وتشن ضربات.

 

وقال سراج محمود، وهو متحدث باسم الدفاع المدني السوري، إن المنطقة لا تزال تتعرض لقصف مدفعي وضربات جوية.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن طائرات هليكوبتر وطائرات حربية قصفت أربع بلدات وإن قتيلاً سقط في قصف مدفعي.

 

وأصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يوم السبت يطالب بوقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يوماً، لكنه لم يحدد المناطق التي يشملها. ولا تشمل هذه الهدنة بعض الجماعات المتشددة التي تقول سوريا إن قواتها تحاربها في الغوطة الشرقية.

 

وقالت مصادر دبلوماسية إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ستُحقق في هجمات، من بينها هجوم وقع يوم الأحد، قالت السلطات الطبية إنه أسفر عن قتل طفل وسبَّب أعراضاً مشابهة لأعراض التعرض لغاز الكلور.

 

وتعرَّضت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية لهجمات كيماوية في 2013، قتل فيها مئات الأشخاص.

 

والغوطة الشرقية هدف كبير للأسد، الذي استعاد السيطرة على العديد من المناطق بدعم عسكري من روسيا وإيران. وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص يعيشون في المنطقة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.