الرئيسية » تقارير » “فاينانشيال تايمز”: على طريقة ابن زايد.. ابن سلمان يقمع الدعاة في السعودية لتكميم الأفواه المؤثرة

“فاينانشيال تايمز”: على طريقة ابن زايد.. ابن سلمان يقمع الدعاة في السعودية لتكميم الأفواه المؤثرة

نشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية تقريرا علقت فيه على عمليات الاعتقال الواسعة التي تشنها السعودية بحق العلماء والدعاة والكتاب والاعلاميين, مشيرة إلى أن تلك الحملة التي تستهدف الاسلاميين السنة “تهدف” إلى تكميم الأفواه المؤثرة التي يمكن أن تنتقد سياسات الحكومة وإصلاحاتها.

 

وكان الشيخ «سلمان العودة» والشيخ «عوض القرني» وغيرهما من رجال الدين السعوديين قد احتجزوا هذا الأسبوع بعد انتقادت طالتهم من قبل مؤيدين للحكومة بسبب رفضهم إعلان تأييد قرار الرياض بفرض حصار إقليمي ضد قطر. يذكر أن السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر قبل أربعة اشهر، متهمة الدوحة برعاية الإرهاب ودعم الاسلام السياسي.

 

واعتبر الناشطون أن اعتقال رجال الدين البارزين -الذين يمتلكون الملايين من الأتباع على وسائل الإعلام الاجتماعية – هو علامة على توسيع حملة قمع ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» الذذي يتطلع إلى إسكات المنتقدين المحتملين لخططه الإصلاحية.

 

وقال أحد الناشطين السعوديين، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه : «هناك الآن حالة من العداء تجاه جميع أشكال الإسلام السياسي في المملكة».

 

ولم تعلق الحكومة على احتجاز السيد «العودة» والسيد «القرني» ورفقائهما. لكن وكالة الأنباء السعودية ذكرت أمس الثلاثاء أن قوات الأمن قامت باعتقال مجموعة من السعوديين والاجانب الذين شاركوا في «أنشطة استخباراتية» لصالح أطراف أجنبية ضد أمن المملكة.

 

وقالت المنظمة السعودية لحقوق الإنسان إنها تأكدت من عملية اعتقال «العودة». وأضافت إن رجل الدين اعتقل للتعبير عن سعادته حول تقارير صدرت يوم الجمعة بأن السعودية وقطر يمكنهما حل نزاعهما.

 

وجاء ذلك بعد اتصال هاتفي بين الأمير «محمد بن سلمان» ولي العهد السعودي وأمير قطر «تميم بن حمد» برعاية الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب». واتهمت الرياض في وقت لاحق الدوحة «بتشويه الحقائق» حول من بدأ الحوار.

 

وقد اعتبر آل سعود لفترة طويلة الإسلاميين أكبر تهديد لقبضتهم على السلطة، ولكنهم حرصوا على موازنة علاقاتهم مع رجال الدين والإسلاميين الأكثر تشددا الذين يتمتعون بالدعم عبر المملكة المحافظة.

 

ويقول النقاد إن الأمير «محمد» يتبنى الآن تكتيكات مماثلة لتلك التي استخدمها حليفه القريب «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي الذي تابع حملة عدوانية ضد الإسلاميين مثل أنصار الإخوان المسلمين.

 

وكان «سلمان العودة» أحد قادة حركة الصحوة، الذي دعا إلى إجراء إصلاحات سياسية محلية في المملكة في التسعينات. وقد أحيا من جديد هذه النداءات حين تحدث داعما للانتفاضات العربية لتي اجتاحت الشرق الأوسط في عام 2011.

 

ويصنف «القرني» أيضا كمؤيد لحركة الصحوة وهو أحد الداعمين لجماعة الإخوان المسلمين.

 

ويشرف ولي العهد السعودي على خطة إصلاح طموحة تهدف إلى إصلاح الاقتصاد الذي يعتمد على النفط وتحديث المملكة المحافظة.

 

ولكن في الوقت الذي تتصدى فيه الرياض لتراجع أسعار النفط، فرضت الحكومة تدابير تقشفية تسببت في إزعاج بين السعوديين. وقد أثارت خطط السماح بمزيد من الحريات الاجتماعية وخيارات الترفيه، بما في ذلك إمكانية فتح دور للسينما، رد فعل عنيف من المحافظين.

 

وقال «أندرو هاموند»، الباحث في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب «اليوتوبيا الإسلامية: وهم الإصلاح في المملكة العربية السعودية»: «هذا يتعلق بالبارانويا السعودية حول الإصلاح والسياسة الداخلية». ويضيف: «محمد بن سلمان يدافع عن برنامج إصلاحات حول الاقتصاد وقضايا اخرى، الا أن القضية الأولى التي ظلت خارج جدول إصلاحاته هي السياسة».

 

وقال المراقبون إن الأمير «محمد» يسعى أيضا إلى إضعاف المعارضة داخل الأسرة الحاكمة بسبب صعوده السريع نحو العرش منذ أن حل محل الأمير «محمد بن نايف»، ابن عمه الأكبر والأكثر خبرة، ولي العهد السابق.

 

وقد اضطر المسؤولون إلى إنكار الشائعات بأن والد الأمير محمد، الملك «سلمان»، كان يخطط للتنازل عن العرش لصالحه.

 

المصدر: الخليج الجديد..

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول ““فاينانشيال تايمز”: على طريقة ابن زايد.. ابن سلمان يقمع الدعاة في السعودية لتكميم الأفواه المؤثرة”

  1. حسب بعض المصادر المُطلعة في الرياض، فإن رجال الدين و الدعاة الموقوفون رهن البحث و التحقيق القضائي
    في السعودية كان على إثر وشاية كاذبة من مؤسسة رجال الدين الرسمية من آل الشيخ…
    الظاهر أنها تصفية حسابات قديمة بين “الفقهاء” من رجال الدين “التقدميين” و رجال الدين “التقليديين”.
    – التهمة الموجهة لرجال الدين الموقوفين هي “الأخْونة”…و هي تهمة فضفاضة ،و أغلبيتهم شاركت بحسن نية في نشاطات ” دعوية إسلامية ” في الخارج و ما كانت تدري حقيقة المرامي و الأهداف السرية لدوائر إستخباراتية عربية و دولية من برمجتها و توقيتها و طرح و مناقشة مواضيعها.
    – حسب التحقيقات فإن معظم الموقوفين من الفقهاء و الدعاة كانوا “على نياتهم” و بُرءاء من التهم المنسوبة إليهم بالإخلال بأمن الدولة و التخابر و التنسيق مع جهات أجنبية،إذ كانوا يعتقدون أنهم يخدمون الإسلام و المسلمين بكل بساطة.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.