الرئيسية » تحرر الكلام » الله… سوريا… بلا بشار و بس

الله… سوريا… بلا بشار و بس

هذا هو الشعار اليوم وبس.

هذا الشعار الذي يناسب هذه المرحلة بل قد ناسب كل المراحل السابقة.

هذا هو الميزان والفرقان الذي عليه سيفترق السوريون إلى فرقتين.

فرقة تريد بقاء بشار ومعها فرقة ستذعن لبقاء بشار الأسد خوفاً ورهباً.

وفرقة لن تقبل ببقاء بشار الأسد حتى يلج الجمل في سم الخياط.

في الفرقة الأولى موالون شركاء تورطوا مع النظام في قمع الحراك الثوري السلمي وفي قتل السوريين وتدمير ممتلكاتهم.

وفي هذه الفرقة تقبع الفئة الرمادية التي ستعزز من وجود بشار الأسد وستحول صبغتها الرمادية إلى الصبغة السوداء التي تناسب بشار وتناسب الإيرانيين وتناسب الميليشيات الطائفية العراقية واللبنانية والأفغانية وليس اللون الرمادي ببعيد عن اللون الأسود القاتم.

اقرأ أيضاً:

بشار الأسد دخل موسوعة “جينيس” في التعذيب.. هكذا سخر ناشطون من قانونه لتجريم التعذيب

وفي هذه الفرقة أنصار حزب “كنا عايشين” الذين لن يستطيعوا مستقبلاً رسم شمس مشرقة وسماء زرقاء على قفا جزمة الاستبداد إلا في وضع الانبطاح الزاحف.

والفرقة الثانية فيها كل الذين خرجوا يريدون اسقاط النظام و كل الذين التحقوا بهم وكل الذين آووا ونصروا وكل الذين ضحوا وبذلوا وكل الذين اكتشفوا خطورة بقاء هذا النظام على سورية كشعب ووطن.

بقاء بشار الأسد أو زواله أمر أساسي يتبلور اليوم ووصلت الأمور فيه إلى النهاية.

بعد أسابيع قليلة سيفرز هذا الأمر المعارضين في الخارج والفصائل المقاتلة في الداخل إلى فئتين:

فئة لن تقبل بأي غطاء أو ضغوط لبقاء بشار الأسد.

فئة ستقبل بعروض مغرية ملونة مضمونة دولياً وأممياً و”ديمستورياً” باطنها بقاءٌ إجباري أكيد لبشار الأسد وظاهرها اختياري مريح, وستكون هناك عدة خيارات أمام الذين يدهنون ويلينون:

انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في 2018 يشارك فيها بشار الأسد ومن معه, وستشرف الأمم المتحدة ومنظمات كثيرة شتى على نزاهة الانتخابات وشفافية الاجراءات فيها…وسيفوز بشار الأسد ومن معه بدون تزوير بوجود الرعب ورمزية الرعب في أقصى حدوده.

وهناك عرض أشد وأعتى فيه يكمل بشار الأسد مدة رئاسته حتى عام 2021 ثم تكون انتخابات يشارك فيها بشار وحتى ذلك الحين ستكون هناك محدودية نظرية مكتوبة لصلاحيات الرئيس… وعلى أرض الواقع ستستمر الشبكة المخابراتية المتصلة ببشار بالتحكم بكل الوزارات والمؤسسات كما كانت كذلك دائماً.

هاذان العرضان أو ما يقاربهما سيكونان حاضرين في اجتماع المنصات القادم في الأسابيع القادمة… وبلا ريب إن الضغط للقبول بأحدهما يتم الآن على قدم وساق.

وسينسحب من بوتقة المنصات كل من صدق في توجهه وتعهده بزوال بشار وسيبقى آخرون وينصهرون في البوتقة, وسيتحدثون بإفراط عن فن الممكن وعن معاناة الشعب وتخلي الأصدقاء وعن انقاذ ما يمكن انقاذه وربما يصل كلامهم إلى ذكر الحكمة وضرورة التحلي بها في هذه الأوقات العصيبة.

الفرز مستمر وسيشتد في الأسابيع والأشهر القادمة حتى لا يبقى في المنطقة الضبابية الوسطى أحد…بقاء بشار سيفرز الجميع حتى لو وضع البعض ألف ذريعة وذريعة.

اقر أيضاً:

لهذا سيندم العالم على التطبيع مع نظام بشار الأسد 

زوال بشار الأسد يجب أن يوضع اليوم شرط وحيد وطرح يتيم.

زوال بشار الأسد يجب أن يكون الموضوع الوحيد في أي نقاش أو حوار أو مفاوضات ومن يطرح غير ذلك يضيع الوقت ولا يستفيد من ضياع الوقت إلا بشار ومن معه.

بشار رأس هرم الاستبداد في سورية وعلى ذلك أسس حكمه كما فعل أبوه من قبله, وهرم الاستبداد هرم مقلوب,  رأسه للأسفل فإذا انزاح الرأس انفرط العقد وتدحرجت أحجار الهرم.

العابثون واللاعبون بالقضية السورية كلهم اتفقوا على بقاء بشار الأسد بقناعة أو بضغط أو لانعدام البديل, وسيحاولون طرح كل شيء عدا زوال بشار الأسد. وسيتفنن ديمستورا في تعقيد المسائل وتفريعها حتى ينفذ من خلالها إلى تنفيذ الرغبة المشتركة التي وصل إليها اللاعبون.

ومن يلتقي بديمستورا ويعتبر نفسه سياسياً فطناً ومفاوضاً بارعاً فعليه أن لا يحدثه إلا عن أمور ثلاثة وأن لا يسمع إلا عن أمور ثلاثة هي:

زوال بشار الأسد ومغادرة بشار الأسد وأن لا نهاية أبداً للحرب في سورية إلا بزوال بشار الأسد.

على كل المُصرِّين المستمرين في الثورة السورية ان لا يطرحوا أي أمر سوى رحيل بشار الأسد وأن يجعلوا كل قضيتهم اليوم مغادرة بشار الأسد وأن لا يرفع أحد شعاراً إلا عن رحيل بشار…

زوال بشار الأسد, ومن بعد زواله كل الأمور تهون وكل القضايا تُبحث وكل الطروحات المخلصة ستلتقي.

العلاقة السرية اللاأخلاقية المحرمة للروس والإيرانيين في سورية هي بينهم وبين بشار الأسد شخصياً وبشكل حصري ملفت, وبزوال بشار سيجلسون مع ممثلي الشعب السوري مرغمين.

المصلحة الوطنية السورية الحقيقية اليوم هي المصلحة الثورية.

والمصلحة الثورية السورية الوطنية العليا هي بزوال بشار الأسد.

لتكن قضيتنا اليوم و شعارنا: الله…سوريا…بلا بشار وبس.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.