الرئيسية » الهدهد » “العالم غرق حتى رقبته في سوريا”.. “هآرتس”: حرب اليمن مهزلة كشفت تواضع القدرات السعودية

“العالم غرق حتى رقبته في سوريا”.. “هآرتس”: حرب اليمن مهزلة كشفت تواضع القدرات السعودية

حذر “تسفي برئيل” محلل الشئون العربية بصحيفة “هآرتس” من مغبة انشغال العالم بالحرب السورية وتناسي الحرب الأهلية في اليمن، التي باتت تمثل أكبر كارثة إنسانية في العالم على حد وصفه.

 

وكتب في مقال بعنوان “غرق العالم حتى رقبته في سوريا، ونُسيت حرب اليمن في الصحراء”، يقول :”اليمن يتداعى ويسمى أكبر كارثة إنسانية في العالم، لكن لا يبدو أن هناك من يكترث بإيجاد حل. وبعد عامين ونصف من الحرب، تدرك السعودية أن السلاح المتطور ليس ضمانا للنصر”.

 

وتحدث عما وصفها بالمعطيات المخيفة: نحو 10 آلاف قتيل، وعشرات آلاف الجرحى، وسبعة مليون مشرد ونصف مليون سقطوا ضحية الأمراض والأوبئة كالكوليرا التي حصدت أرواح 2000 يمني حتى الآن. ولم يصل من المساعدات الإنسانية المطلوبة لإبقاء المواطنين على قيد الحياة سوى أقل من النصف.

 

الكارثة الإنسانية ليست وحدها المشكلة بنظر “برئيل” فليس في اليمن حكومة أو قيادة قادرة على تولي شئون البلاد أو البدء في أية مفاوضات لإنهاء الحرب.

 

” وبالإضافة إلى ذلك، تبتعد الولايات المتحدة عن الساحة اليمنية وتسمح للمملكة العربية السعودية بإدارة ساحة المعركة بفشل مدوي. ذلك في الوقت الذي تكتفي فيه روسيا والقوى الأوروبية بالجعجعة والتبرعات التي لا يمكن لأحد التأكد من مآلها”، أضاف “برئيل”.

 

وأوضح صحفي “هآرتس” أن الثورة التي شهدها اليمن عام 2011، وأطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح، أوجدت آنذاك فرصة لإقامة دولة منظمة وأكثر ديمقراطية وأقل فسادا.

 

لكن الانقسامات السياسية التي تميز المجتمع القبلي جرفت البلاد إلى دوامة صراعات داخلية، على أساس مطالب بحصة في الحكم من قبل كل الجماعات القبلية والعرقية.

 

وتابع :”شعرت القبائل التي أيدت الرئيس المعزول صالح بأن النظام الجديد يشكل تهديدا عليها فانتفضت ضده. في المقابل، رأى الحوثيون، وهم جماعة قبلية تنتمي للتيار الزيدي الشيعي (يختلف عن التيار السائد في إيران) رأوا في الثورة فرصة لتحسين وضعهم وشنوا معركة عسكرية جديدة، بعد نحو عقد من صراعهم السابق مع نظام صالح”.

 

نجح الحوثيون عام 2014 في السيطرة على العاصمة صنعاء وواصلوا توسيع سيطرتهم على الأجزاء الشمالية والجنوبية من البلاد، وتركوا الجنوب والجنوب الشرقي من البلاد لسيطرة الجيش الرسمي الذي يتمتع بقدرات محدودة.

 

بعد ذلك بعام، ومع تتويج سلمان ملكا للسعودية، قاد القصر الملكي بقيادة محمد بن سلمان، نجل الملك، معركة عسكرية ضد الحوثيين، طامحا في وقف تغلغل إيران ونفوذها الذي تمارسه على الحوثيين لاحتلال اليمن برمته.

 

“مع بداية الحملة كانت إيران تحديدا من اقترح على الحوثيين تجنب خوض حرب ضد النظام والتوصل لمفاوضات مع الحكومة الشرعية. لكن الحوثيين، الذين تغذيهم خيبة الأمل والحرمان، ضموا قواتهم إلى قوات صالح الذي أدار جيشا خاصا، وتحول عدو ما قبل الثورة إلى حليف يسعى للعودة إلى الحكم”، أوضح الكاتب الإسرائيلي.

 

واعتبر “برئيل” أن الحملة العسكرية التي قادتها المملكة لم تكن مجرد معركة للحفاظ على حدودها من انزلاق المعركة اليمنية داخلها، بل حرب تستعرض فيها الرياض قدراتها العسكرية أمام إيران.

 

ومضى يقول :”لكن بعد مرور عامين ونصف على الحرب، يتضح أن الأسلحة المتطورة، والطائرات أمريكية الصنع، وقوات المشاة المزودة بأفضل التكنولوجيا، ليست ضمانا للانتصار العسكري”.

 

“في هذا الصدد، أصبحت الحرب مهزلة تقدم السعودية كدولة متواضعة عسكريا، على الرغم من أنها نجحت في إنشاء تحالف عسكري سني يساعدها في الحرب”، تابع.

 

ويرى “برئيل” أن الحرب اليمنية أوضحت إلى حد بعيد مدى محدودية قدرة الدول العربية على حل الصراعات دبلوماسيا أوعسكريا، وإلى أي مدى تحتاج لتدخل الدول الغربية أو روسيا لتهدئة الصراعات الإقليمية.

 

ولكن على النقيض من سوريا التي تطورت إلى جبهة دولية حيث مصالح روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا والأردن وحتى إسرائيل تشق طريقها في الساحة، يبقى اليمن بلدا منسيا في هذا الصدد.

 

فالولايات المتحدة- والكلام لـ”برئيل”- معنية فقط بقصف قواعد القاعدة، وروسيا ليست حاضرة، وحتى إيران تشارك فقط من بعيد عن طريق الأسلحة والتمويل.

 

ولفت إلى أن اليمن على وجه الخصوص، يعد ساحة إستراتيجية أكثر أهمية بكثير من سوريا، وذلك أساسا بسبب موقعها الجغرافي وسيطرتها على مدخل البحر الأحمر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.