الرئيسية » تحرر الكلام » لا، ما هكذا يا جبريل الرجوب تورد الإبل !!

لا، ما هكذا يا جبريل الرجوب تورد الإبل !!

لا شك أن تصريحات اللواء جبريل الرجوب الوزير الفلسطيني السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” الحالي الجريئة والمثيرة للجدل ، بل الوقحة حد التعري والتخلي عن ورقة التوت، والخاصة بالتنازل عن حائط البراق قد فجرت مفاجأة من العيار الثقيل في جميع الأوساط الوطنية والإسلامية الفلسطينية، إذ كشف فيها عن المخفي بشأن قبولحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” والسلطة الفلسطينية” “بأحقية الكيان الصهيوني بحائط البراق الإسلامي”.

وكان الرجوب قد رأى، في مقابلة له أجرتها معه القناة الصهيونية الثانية لصالح برنامج “واجهة الصحافة”، أن “المسجد الأقصى سيكون بيد الفلسطينيين خلال أي اتفاق مستقبلي، وبالمقابل فسيكون للإسرائيليين حائط البراق ليبسطوا سيطرتهم عليه”. ورأى أن “حائط البراق له مكانة وقدسية لدى الشعب اليهودي، وعليه يجب أن يبقى تحت السيادة اليهودية، فلا خلاف على ذلك. وبالمقابل فإن المسجد الأقصى وساحاته حق خالص للمسلمين وللشعب الفلسطيني”.

وفي رده على سؤال يتعلق بأمن الكيان الصهيوني قال أن “من حق إسرائيل أن تحفظ أمنها وتزدهر ولكن في حدود العام 67!!!!

وتحدث الرجوب في المقابلة عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المنطقة، واصفًا إياها بأنها مثلت فرصة للتقدم في عملية التسوية، وأن ترمب صاحب نوايا طيبة لاستئناف المفاوضات، وان السلطة مستعدة طوال الوقت للعودة لها.

وردًا على سؤال حول تسمية السلطة لشوارع ومفترقات على أسماء شهداء، ذكر الرجوب أن الصهاينة “يفعلون نفس الشيء بتسميتهم أحد الشوارع على اسم وزير السياحة الأسبق رحبعام زئيفي قرب أريحا”.

وكشف الرجوب عن أن زيارة ترمب اشتملت على دعوته لشخصيات فلسطينية لزيارة واشنطن للتحاور حول مستقبل التسوية، وذلك بالتعاون مع طاقم من الكيان الصهيوني.

وحول نوايا إجراء انتخابات عامة، لفت إلى أن السلطة تجري مفاوضات جدية مع حماس حول هذه المسألة وحول بسط الحكومة لسيادتها على غزة، وفي حال حصول ذلك فسيتم تحديد موعد أقصاه 6 أشهر لإجراء الانتخابات.

صحيح أن الرجوب نفى تنازله عن حائط البراق على صفحته الخاصة في الفيس بوك، إلا أن نفيه هذا لم يهدئ الغضب الفلسطيني العارم ولم يحد من موجات الرفض والاستنكار والتنديد التي صدرت عن فصائل وقوى وشخصيات فلسطينية عديدة . فمن جانبها، نددت الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية بتصريحات الرجوب، واعتبرتها سقوطاً أخلاقياً ووطنياً كبيراً له وللمشروع السياسي الذي يمثل. كما اعتبرتها محاولة لشرعنة مرحلة جديدة من التنازلات الفلسطينية للكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين للعام التاسع والستين.

الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، وصف تصريحات الرجوب حول حائط البراق بأنها من “أخطر التصريحات التي تؤكد تنازل السلطة الفلسطينية وحركة فتح عن المقدسات الإسلامية لصالح الاحتلال الصهيوني”.

وقال الخطيب، في تصريحات أدلى بها تعليقاً على تصريحات الرجوب أن “ما تحدث به الرجوب حول أحقية اليهود في حائط البراق الإسلامي، جاء بضوء أخضر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لم يعارض أو يسجل أي موقف من زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأخيرة للحائط التي تعد اعترافاً ضمنياً بأحقية اليهود به”، مضيفاً أن “السلطة الفلسطينية تسير في طريق التنازلات مقابل إرضاء الإدارة الأمريكية وفتح باب المفاوضات من جديد مع الجانب الصهيوني، لكن رغم كل تلك التنازلات الخطيرة التي تقدمها السلطة على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية لا يزال الاحتلال يطمع في المزيد”.

وحذر نائب رئيس الحركة الإسلامية من تسويق تصريحات الرجوب، مؤكداً أن حائط البراق مَعلم إسلامي خالص ولا حق لليهود به، معتبراً تصريحات الرجوب عاراً جديداً يضاف على جبين كل من يحاول التفريط بالمسجد الأقصى المبارك بكل معالمه الإسلامية، مطالباً بمحاكمته.

والجدير ذكره أن حكومة الاحتلال الصهيوني عقدت، الأسبوع الماضي، جلستها الأسبوعية في منطقة حائط البراق بالقدس المحتلة، دون صدور أي موقف من قبل السلطة الفلسطينية.

ومن جانبه عبّر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك في تصريحات إعلامية، عن غضبه من التصريحات التي تصدر حول التفريط في حائط البراق ومنحه لليهود، مؤكداً أن المسجد الأقصى وكل معالمه وجوانبه الإسلامية هي ملك للمسلمين كافة، ولا يحق للرجوب أو أي شخصية فلسطينية أخرى التنازل عن هذا الحق الثابت الذي رسخته القوانين الدولية، ومنها منظمة “اليونسكو”، بأنه مكان خاص للمسلمين.

واعتبر الشيخ محمد حسين التفريط في أي حق أو جزء من المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة، خطاً أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه، موضحاً أن الاحتلال يحاول السيطرة على كل المدينة ومعالمها الإسلامية، لكن هناك دائماً من يدافع عنها ويتصدى للمخططات الصهيونية لتبقى المدينة المقدسة والمسجد الأقصى ملكاً خاصاً للمسلمين وحدهم.

وكما نعرف فإن حائط البراق، هو الحائط الغربي للمسجد الأقصى الذي تعتبره قرارات “اليونسكو” الرسمية مكاناً خاصاً للمسلمين.

مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب، وصف ما نُقل على لسان جبريل الرجوب حول حائط البراق بأنه “كلام خطير يُمهد للاعتراف بيهودية الدولة”، مبيناً أن هذا الكلام يشكل تعدياً على ثوابت الفلسطينيين.

وأضاف “عقل فريق أوسلو التفاوضي، الأمني والسياسي، يجهل المقدس، كل شيء عندهم قابل للتفاوض وهذه مجلبة الكوارث”.

ومن جانبها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” تصريحات الرجوب، بخصوص تنازله عن حائط البراق، جريمة وطنية تحمل في طياتها إساءة إلى الشعب الفلسطيني ومقدساته.

كما اعتبرت حركة “حماس” على لسان الناطق باسمها حازم قاسم تصريحات جبريل الرجوب “رسالة واضحة للاحتلال بالتنازل رسمياً عن ثابت مقدس ووطني وتاريخي”، “مما يدلل على حالة الانحدار الوطني والأخلاقي التي وصل إليها بعض قادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح بعد انقلابهم على المشروع الوطني الفلسطيني”، مضيفة أن “هذه المواقف من قيادات فتح تؤكد مضيها في مشروع تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن ثوابتها الوطنية والدينية، وتأتي في سياق ترويج قيادات فتحاوية لنفسها في المجتمع الصهيوني كـحمائم سلام على حساب قضيتهم ووطنهم”!!

وأكدت “حماس” أن مثل هذه التصريحات هي استخفاف بنضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام، داعيةً أبناء حركة فتح إلى ضرورة رفض هذه التصريحات غير الوطنية التي تكررت مثيلاتها في الآونة الأخيرة على لسان عدد من قياداتها. كما طالبت الفصائل الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها ولجم كل من تسول له نفسه بالتنازل والتفريط في القضية الفلسطينية.

ويحدُّ حائط البراق المسجد الأقصى من جهة الغرب في القدس الشرقية التي يحتلها كيان العدو الصهيوني منذ 1967 والتي ضمها لكيانه، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

ويعتبر مصير الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة إحدى أكثر القضايا حساسية وتعقيداً في الصراع الفلسطيني-الصهيوني.

وخلال زيارته مؤخراً لكيان الاحتلال والأراضي الفلسطينية، أصبح الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترمب أول رئيس أمريكي يزور الحائط الغربي للمسجد الأقصى، ضارباً الحقوق الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية بخصوص الصراع العربي – الصهيوني والقضية الفلسطينية بشكل خاص عرض الحائط، ومتحدياً مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم.

يُذكر أن ترمب قام بتلك الزيارة دون مرافقة أي مسؤول صهيوني، حتى لا تُفهم زيارته على أنها اعتراف بسيادة إسرائيل على المكان. ولا تزال الإدارة الأمريكية تعتبر أن الوضع الدبلوماسي للقدس سيتقرر عبر التفاوض.

ويعتبر قادة كيان الاحتلال الصهيوني القدس عاصمة “أبدية وموحدة” لكيانهم، في حين تريد السلطة الفلسطينية جعل القدس الشرقية المحتلة “القدس الشريف” عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة.

ويذكر أن جبريل الرجوب كان قد تطاول على المسيحيين الفلسطينيين في لقاء تلفزيوني أجرته معه قناة مصرية في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي 2016، بزعم “تصويتهم لحركة حماس في الانتخابات السابقة”. وكان وقتها قد أطلق على المسيحيين الفلسطينيين تسمية جماعة “ميري كريسماس”. وادعى في فيديو مصور تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي أن “هؤلاء لم يجلبوا لفلسطين سوى الدمار والخراب”، في إشارة منه إلى حركة “حماس”.

بدورنا نضم أصواتنا إلى الأصوات التي استنكرت ورفضت ودانت تصريحات الرجوب غير المسؤولة بحق مقدسات فلسطينية، تماماً كما تعاملنا مع التصريحات التي كان قد أطلقها بحق إخواننا المسيحيين الفلسطينيين سابقاً، وكما تعاملنا مع الكثير من تصريحاته السلبية التي يطلقها بين الحين والآخر، والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على قصر في الأهليتين الوطنية والقيادية. وبالطبع لن نطالبه بالاعتذار، لأن اعتذاراته لن تفيد ولن تقدم أو تؤخر، كما لن تصلح الأخطاء السياسية الكبيرة التي عادة ما يرتكبها، إنما نطالب حركة “فتح” والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بكف لسانه عن إطلاق مثل هذه التصريحات التي تتعلق بالثوابت الفلسطينية على جميع المستويات، والتي عادة ما تفجر مفاجآت سياسية من العيار الثقيل.

أكرر ما قلته سابقاً:

لا، ما هكذا يا جبريل الرجوب تورد الإبل !!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.