الرئيسية » الهدهد » يوسف زيدان عن تحريف “الجفري”: توفى النبي ولم يكن لمصر جيش وكانت محتلة

يوسف زيدان عن تحريف “الجفري”: توفى النبي ولم يكن لمصر جيش وكانت محتلة

انتقد الكاتب الروائي  وأستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، يوسف زيدان، حديث الداعية الشيخ الحبيب علي الجفري في الندوة التثقيفية التي أقيمت بمسرح الجلاء، الخميس الماضي، عن مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم للجيش المصري.

 

ونشر زيدان، سلسلة من التدوينات، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، تحت عنوان “إظهار التحريف فيما قيل بجلسة التثقيف”.

 

وقال في التدوينة الأولى: عملاً بقول ابن النفيس: وأما نصرة الحق وإعلاء مناره، وخذلان الباطل وطمس آثاره، فهو ما التزمناه في كل فن، نقول: إن الكلام اللطيف الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، عن مدح النبي لجيش مصر خطأ. فقد توفي النبي ولم يكن لمصر جيش أصلاً، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني، وكلا الجيشين لم يكن يُجند المصريين وإنما يستعملهم كعبيد لجنوده وخدّامين لقواده، وخلال مئات السنين، لم يُعرف اسم جندي أو قائد مصري قط”.

وأضاف في التدوينة الثانية:” أن الكلام المُجامل الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، وإشارته إلى عظمة بيبرس التي ظهرت في مصر ولم تظهر في بلاده خطأ. لأن بيبرس الذي كان مملوكاً من “أولاد الناس” يعني لا يُعرف له أبٌ، جُلب إلى مصر طفلاً، و لم يكن بمقدوره إظهار أي شيء في طفولته. والذي ظهر منه في مصر، لم يكن فيه عظمة بأي معنى من المعاني، فقد شارك في موقعة عين جالوت للحفاظ على سلطة المماليك و حُكمهم لمصر، وفور انتهاء الموقعة تآمر على صاحبه قطز و قتله غدراً و حكم البلاد بدلاً منه، عملاً بالقاعدة المملوكية الحقيرة : الحُكم لمن غلب.. ولو بالغدر! فأين هذه العظمة الموهومة”.

 

واستطر في التدوينة الثالثة: “سها الأخُ الفاضلُ الحبيب الجفري، فأخطأ، حين أراد تمجيد جيشنا بما هو في غنى عنه من المجاملات، فقال وهو واثقٌ مما يقول، إن جيش جلال شاه الذي عجز عن صدّ المغول، كان عشرة أضعاف الجيش المصري الذي انتصر على المغول، والتاريخ لم يعرف شخصاً اسمه جلال شاه، و إنما المقصود هو “جلال الدين منكبرتي” ابن السلطان المسلم محمد خوارزمشاه الذي شاكس جنكيزخان و استفزه، طمعاً مملكته الواسعة.. وقد استطاع جلال الدين منكبرتي في بداية الحروب مع المغول، تحقيق الانتصارات عليهم، فلما جاء إليه جنكيزخان بالإمدادات المهولة، خانه بعض قواده وانشق عنه بجزء كبير من الجيش، فانهزم، ولم يكن لهذه الهزيمة أي علاقة بكون جيشه مصري أو خوارزمي!”.

 

وتابع في التدوينة الرابعة: “فكل الجيوش قد تنهزم و قد تنتصر، بحسب ما تضعه من خطط، وما تملكه من عتاد و سلاح وقيادة. وقد انهزم الجيش المصري أمام جيش إسرائيل مرات، وانتصر مرة حين استطاع عبور خط بارليف، و كان في هاتيك المرّات و تلك المرّة مصري”.

 

وواصل في التدوينة الخامسة: “لحرصه على مجاملة سامعيه و مغازلة مشاعرهم ، تحدث الحبيب الجفري عن مآثر الجيش المصري و انتصاره علي المغول (التتار) في عين جالوت، فذكر الأوهام المشهورة التي صوابها باختصار ما يلي، وهو ما يُحجب دوما عن أذهان معاصرينا: الجيش الذي حارب في عين جالوت كان مملوكياً و قواده غير مصريين، والذي انهزم في عين جالوت هو مؤخرة الجيش المغولي، وفي غياب قائده هولاكو خان. وتعداد المغول الذين كانوا في عين جالوت كان ثمانية عشر ألفاً، بينما الذين اجتاحوا بغداد قبلها بعامين كانوا مائة وعشرين ألفاً”.

وأكمل: “والذي انتصر على هولاكو خان، فعلاً، كان ابن عمه بركة خان زعيم القبيلة الذهبية المغولية.. ومعرفة حقائق الوقائع التي جرت في حروب المغول والمسلمين، لا تكون بمشاهدة الفيلم السينمائي الدعائي “وإسلاماه” وإنما بالرجوع إلى المصادر التاريخية المعتمدة، ومنها مثلاً كتاب الدكتور سيد الباز العريني: المغول”.

 

واختتم حديثه قائلًا: “اختتم الأخُ الحبيبُ الجفريُّ تثقيفه للسامعين، ومعظمهم من العسكريين، ختاماً مؤثراً ينكئ جراح القلوب، فقال مغازلاً ما ملخّصه إن بلده اليمن ضاعت مؤخراً وتضيع اليوم، بسبب تعدُّد الولاءات في جيشها، وجعل نجاة مصر من المصير اليمني، مرتبطة فقط بعدم تعدُّد ولاءات و أهواء أفراد جيشها ،و نحن نحمد الله ، طبعاً ، على أن لجيشنا ولاءٌ واحد. ولكن، أكان ذلك حقاً هو السبب في بلاء اليمن ونجاة مصر، لا يا أخي الحبيب الجفري. فجيش ليبيا لم يكن متعدّد الولاءات، و حالها اليوم لا يفترق كثيراً في بؤسه عن اليمن. البلاءُ جاء لليمن ولغيرها من بلاد العرب  بسبب هجمة المجرمين الذين يسميهم الإعلام العاهر بالجماعات الإسلامية المسلحة، و لا يصرّح باسم الذين يسلحونها”.

 

وأوضح: “البلاءُ جاء بسبب استبداد حاكم حيوان اسمه علي عبد الله طالح تقاعس مثقفو اليمن عن معارضته مثلما فعل المثقفون المصريون مع حكامهم، فاكتووا بنيران الاعتقال و الاغتيال والمطاردة طيلة ستين سنة البلاءُ جاء لليمن لأن الصفوة من أهلها، أمثال الحبيب الجفري، تركوها وساحوا في البلاد، بينما نحن المصريين بقينا نواجه ضراوة الحكام و شراسة المجرمين الذين يسمونهم إعلامياً الإسلاميين. فلما ارتجت البلاد استعادت توازنها بسرعة بسبب نضج عقلها الجمعي نسبياً، فنجت، وكان نضج عقلها الجمعي بفضل جهود الصفوة من مثقفيها وعلمائها و مواطنيها المخلصين. البلاءُ جاء لأن المملكة عالجت الطاغية الأخرق “طالح” وأعادته إلى اليمن ليثير الفتن، بينما رفض المصريون بمن فيهم (المتنّح، المتنحي) اللجوء إلى المملكة”.

 

ووجه زيدان رسالة للجيش  قائلًَا: “وأخيراً، يا أفراد الجيش المصري العظيم، لا تغتروا بكلامٍ ملقى على عواهن، فأنتم في غنى عن مدحكم بما ليس فيكم”.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “يوسف زيدان عن تحريف “الجفري”: توفى النبي ولم يكن لمصر جيش وكانت محتلة”

  1. في الحديث الشريف ان اخوف ما اخاف على امتي كل منافق عليم اللسان وامثال الجفري كثيرون منافقون هم صناع الطواغيت في عالمنا العربي والاسلامي يهرفون بما يعرفون وبما لا يعرفون ولكن بما يرضي طواغيتهم من اجل ما يجودون به عليهم مما سرقوه من اموال فقراء ومساكين شعوبهم يخدعون الناس بعمائمهم الضخمه التي تنوء عن حملها رقابهم الجفري وامثاله ممن ينطبق عليهم القول المأثور يبيعون دينهم واخرتهم لاجل دنيا غيرهم قاتلهم الله انهم من اعظم مصائب هذه الامه علماء بالنفاق واساليبه والتزلف وفنونه وخداع الامه واضرابه واضلال الناس وفتنهم عن دينهم بالاكاذيب التي يلفقونها ويلقونها على الناس بانها حقائق علميه وتاريخيه والحذر منهم واجب وتبيان جهلهم وضلالاتهم فرض عين على مثقفي هذه الامه وعلمائها الحقيقين الذين يبتغون بعلمهم وجه الله والدار الاخره

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.