الرئيسية » الهدهد » داعش يرسخ قدميه في صحراء ليبيا حيث يصعب القضاء عليه.. وهذا ما يخطط له والمناطق التي سيستهدفها

داعش يرسخ قدميه في صحراء ليبيا حيث يصعب القضاء عليه.. وهذا ما يخطط له والمناطق التي سيستهدفها

بعد هزيمته القاسية في مدينة سرت، التي اتخذها عاصمة له في ليبيا، يحاول تنظيم داعش المتشدد، البحث عن موطئ قدم في صحراء ليبيا، مترامية الأطراف، لمواصلة عملياته الرامية إلى زعزعة الوضع الأمني في البلاد، التي لم تعرف استقرارًا منذ سنوات.

وقال مسؤولون أمنيون: إن متشددي تنظيم داعش انتقلوا إلى وديان صحراوية وتلال تقع جنوب شرقي طرابلس، مع سعيهم لاستغلال الانقسامات السياسية في ليبيا بعد هزيمتهم  بمعقلهم السابق في سرت.

وأضاف المسؤولون أن المتشددين، الذين يُعتقد أن عددهم يصل إلى عدة مئات ويوصفون بأنهم “بقايا” داعش في ليبيا، يحاولون إشاعة الفوضى من خلال قطع إمدادات الكهرباء والماء، ويحاولون تحديد المجتمعات المحلية التي قد تتجاوب مع أفكارهم.

وتتم مراقبتهم من خلال الاستطلاع الجوي وجمع معلومات على الأرض، إلا أن مسؤولين ليبيين قالوا إن استهدافهم ليس بالمهمة السهلة دون وجود قوة جوية متقدمة، مثل التي استخدمتها الولايات المتحدة في 19 يناير/ كانون الثاني عندما قتلت قاذفات قنابل من الطراز بي-2 أكثر من 80 متشددًا في ضربة جوية جنوب غربي سرت.

ولفترة زادت على العام سيطر داعش على سرت بالكامل وجعلها قاعدته الأولى في شمال أفريقيا، لكن بحلول ديسمبر/ كانون الأول الماضي أجبر على الخروج من المدينة بعد حملة عسكرية استمرت ستة أشهر قادتها كتائب مصراتة المدعومة بضربات جوية أمريكية.

وفقد التنظيم المتشدد الكثير من مقاتليه في معركة سرت، ولا يسيطر حاليًا على أراضٍ في ليبيا، لكن متشددين هاربين وخلايا نائمة يُعتبرون مصدر تهديد في البلاد الممزقة بشدة، والتي يغيب فيها حكم القانون إلى حد بعيد منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.

وقال إسماعيل شكري، قائد المخابرات العسكرية في مصراتة، إن التهديد يتركز في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الشريط الساحلي بين مصراتة وطرابلس، وهي منطقة تلتف حول محيط مدينة بني وليد وصولًا إلى الصحراء الواقعة جنوبي سرت.

وأضاف أن “مجموعة من المتشددين مؤلفة مما يتراوح بين 60 إلى 80 مقاتلًا تنشط حول قرزة التي تبعد 170 كيلومترًا غربي سرت، بينما توجد مجموعة أخرى قوامها نحو 100 متشدد حول حقلي زلة ومبروك النفطيين الواقعين على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي سرت، وهناك تقارير عن مجموعة ثالثة موجودة في العوينات قرب الحدود مع الجزائر”.

بعض هؤلاء المقاتلين كانوا خارج سرت قبل بدء حملة العام الماضي، وفر البعض الآخر خلال المعركة، في حين وصل آخرون من شرق ليبيا حيث هزموا إلى حد بعيد على يد جماعات مسلحة منافسة.

وقال محمد القنيدي، وهو مسؤول مخابرات مع القوات التي نفذت حملة سرت “هم يعملون ويتحركون في مجموعات صغيرة، ويستعملون فقط مركبتين أو ثلاثة في نفس الوقت، كما أنهم يتحركون في الليل لتفادي الرصد.”

ونشرت تلك القوات صورًا في أعقاب الضربة الأمريكية الشهر الماضي، أظهرت مخابئ حفرت في الرمال وملاجئ مؤقتة مموهة بأغطية بلاستيكية وأغصان وكميات من الأسلحة والهواتف المرتبطة بالأقمار الصناعية.

وقال شكري، وهو يشير إلى صور بالأقمار الصناعية تظهر مناطق صخرية شديدة الانحدار وممرات رملية جنوب غربي سرت “هذه المنطقة صعبة جدًّا وبالتالي فهي صعبة على قواتنا للتعامل معهم… الحل الوحيد للقضاء عليهم في هذه المنطقة هو من خلال الضربات الجوية.”

هجمات على البنية التحتية

وقال محمد جنونو، وهو متحدث باسم قوات جوية مقرها مصراتة “إن المتشددين خضعوا لمراقبة استمرت 45 يومًا قبل الضربة الأمريكية” وأضاف أن المراقبة “أكدت وجود عدد كبير من الأفراد يعدون لأمر جديد في تلك المنطقة ويجهزون استراتيجية للتوجه إلى مناطق جديدة”.

وأشار إلى أن المنطقة شملت مناطق ريفية قرب مدينتي الخمس وزليتن الساحليتين بين مصراتة وطرابلس، ومناطق حول مدينة سبها في جنوب البلاد.

وقال جنونو: إن مقاتلي داعش تلقوا مساعدة لوجستية من المدنيين ودفعوا لآخرين لمساعدتهم على قطع إمدادات المياه والكهرباء، بما في ذلك تخريب خط يوصل المياه إلى طرابلس ومهاجمة البنية التحتية لشبكة الكهرباء قرب مدينة سبها الجنوبية، التي شهدت انقطاعات مطولة في الكهرباء في الأسابيع الماضية.

وأضاف “داعش دمر أكثر من ١٥٠ كيلومترًا من أبراج الكهرباء في الجنوب بين الجفرة وسبها. هذه الأفعال تزيد من الأزمة والإحباط في ليبيا كما أنها تعطي فرصة لعباد المال الذين يمتهنون التهريب من خلال الحدود المفتوحة وكسب المال بشكل سهل من داعش”.

وعانت سرت من أضرار جسيمة خلال المعركة ضد تنظيم داعش المتشدد، ويقول مسؤولون عسكريون من مصراتة إنهم “أمنوا المدينة وإن بعض سكانها بدأوا في العودة لأحياء بوسطها”.

لكنهم يشكون أيضًا من قلة الدعم من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وقال شكري “الدعم الذي نتحصل عليه لا يتكافأ مع الخطر الذي نواجهه والتضحية التي نقدمها.. نحن نحتاج إلى سلطات سياسية.. حكومة الوفاق الوطني عليها أن تستمر للخطوة التي بعدها.”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.