الرئيسية » تحرر الكلام » ها قد دوي النفير

ها قد دوي النفير

غدرتم يا بني الأعجام و فعلكم على الشين شبا,بمدائن العرب عيث الردى,و الأوطان بدمع بؤس الزمان ثورة بركان فاض غضبا.

غدرتم يا اعجام العصر,و غاب عنكم انها ارض هلالنا الخصبا,و ما لرماحكم المسمومة ثمين صيد ولا لخيرها صك لتراث تسلب نهبا,ولو من خيرها دون كرم منا كسبا,او نمتم بسكينة فيء شامخاتها بشما,لتركت في الجوف حر جمر لهبا.

هي التي أبت أن تفنى بريح الردى,و نار سهام شرق و غرب و اشرار الدنيا عليها تكالب و تدبدبا.

اذا ما جف السبيل و البئر ظمأ! رفعتم بيض الرايات و المصاحف فوق سمر القنا,و بكم لهفة اشتياق لعيش رغدا,اما كنتم لحدود الزوراء خلف ظلال عباءة الشيطان لحرمة الدار متى رغبا؟و بمكر الثعالب ازلامكم تنساب خلسة الحندس و بحمرة الدما و صفرة نواجز الكلاب شلبا.

اشداق ضواري كشرت عن نيوبها فرحتم لها طربا,خلناها لا بل عرفناها من ديار اللئام سراحين اعترى جلودها الجربا ساحت الأرض ارهابا,ما حام حولها إلا الكثير لنتن لسع بعوض و حوام ذباب الأذنبا.

تنافخت ملاليها و زبد القيح بخبث لهاثها,بالدين محبة و على المنابر تحت قباب المساجد للقبلة جثو الصلاة اخوة و احبابا,و للروض الرحيب جوع جراد و شهية جندبا.

لا لا بل جبلتم بنار المجوس و نمت بين شجاياكم شريعة ساسان دينا و مذهبا,و في قلوبكم مرض و جفا عقود غل و نوايا مكر وربا,كم ناديتم لصدى الدهر توددا أنكم حماة طائفة و مسعف مستضعف العربا,و دفة سفينة الأمم المخلصين من حكم طغاة و ايام بالسيف عجاف اعوام سقما,أن لم تكن ارادة الشيطان قد رأت فيكم منفسا,فلما اطفال الاوطان تتنفس شهقات دخان الموت و الاجيال تلوك اوراق الاشجار غمسا برماد الردى؟,و الحروب في بلاد النزح بحمرة الدم ثلوجها بفعل البارود تزوب مع حمرة العدم للشرب خضبا.

كيف انقلبتم على الاعقاب؟و اي قطيعة هذه؟ بكبرياء عضد التعالي دارجين بشد قوس لسهام الفتح سحبا؟,فيا غزاة الفرس تاج كسرى على جباهكم توسم وشما,رسم اليراع في صفحات زلات التأريخ و سواد مدد طرائس الحكمة و افئدة العارفين دهور و مدى,أيرجع لنا الماضي البعيد وقد حناه الدهر و لواه فتحردبا

خبى نور ساسان ولن يسطع بعدها هنا و فصيح لسان الزمان امة العربا.

سيف العدل مختزل و حد الحق فوق رقاب العدى ممتشقا,هل الفقيه مرشد فارس حقا لحبل الله كان مبصرا و زمرته به تسعى لمعتصما؟أليست انفاس إبليس لحفر  القبور خير منه مرشدا و مرتقبا؟

كم اعوام مضت و نحن في حروب الموت والوجود و الوغى,و عيش الضنك لاح على الناس مزهلا,و الكل يجاهر بساعديه لمن طغى,و في أوطان بلادي رماح المآثم علينا رعب رهبا.

أي دين عدل و بشاعة اعجاما؟ معصومة دون خطايا, بلاد قم أهل الائمامة و غياهب محراب و سردابا!

كيف كان هذا الغدر منكم,دعاة صلة الارحام و عمائم في ضلالة لهاث لفرقة و بعادا,أمرهم المحال إلا ضرب الكفوف ببعضها و تلفت الابصار أمام غبار ريح سرابا و خيبة آمال شح ضبابا.

كيف تكيد مجوس العصر رقاب الاجيال حديد جيد مرس  و رسنا,دون رحمة,تمطرنا غرائب الموت و تسقينا العزاب صرفا,رهانا تدلل لبيع سلعة الخصام رواجا عجبا.

تفلت ارادة إبليس عليكم كفرها بارضنا,فكنتم من جوفه قيح أذى لزج و لعابا.

في مكة مع السجود رايناكم لطبول الفتنة ضربا؟ثم علينا كيد توعد و عواء ذئاب جرباء أتت ديارنا جلبا.

ما أغباكم أهل العجم! احسبتم ان لمكة المكرمة ثمن بخس نضبا؟

ها قد دوت فوق الاثير نفير صيحة,احسبتم ان العربا ما لها خير ملوك الحزم تعلمكم دين اوطان العروبة ادبا؟

و الله لن نترك لكم منها حبيبة رمل من ثرى بيداها,ولا تحت سماويها نور من نجمها او لمعان كوكبا.

هنا بلاد العرب فياحة للعرب,ليس فيها بعد اليوم موطن لروم ولا عجما هل فهمتم عجبا؟!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.