الرئيسية » الهدهد » استنفار داخل المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق لالحاق طلابه بالفيلق الخامس

استنفار داخل المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق لالحاق طلابه بالفيلق الخامس

في ظاهرة غريبة ولافتة تعكس الأزمة الأخلاقية التي تعصف بالنظام السوري الذي يقوده بشار الأسد وتؤشر إلى عجز بشري واضح في عدد قواته جراء الحرب التي يشنها على الشعب السوري دعت إدارة المعهد العالي للفنون المسرحية طلاب المعهد للالتحاق بالفيلق الخامس التابع لقوات النظام.

 

وأصدرت رئيسة المعهد الممثلة السابقة “جيانا عيد” كتاباً يدعو طلاب المعهد للإلتحاق بالمعهد المذكور وحمل الكتاب الرقم 719/ أ/ 73 77 تاريخ  21/ 12/ 2016 وجاء بناء على كتاب وزارة الإدارة المحلية رقم 51149 /صص 35 تاريخ 17/12/ 2016 بخصوص تشكيل الفيلق الخامس اقتحام طوعي.

 

ودعا الكتاب الراغبين بالتطوع في الفيلق المذكور لتسجيل أسمائهم لدى مديرة الشؤون الإدارية والقانونية خلال يومين من تاريخه.

 

وجرى توقيع الكتاب باسم رئيس مكتب الجاهزية “جيانا عيد” وكأن المعهد تحول إلى ثكنة عسكرية، ولقيت هذه الخطوة استهجان الفنانين وخريجي المعهد السابقين حيث دعا أحدهم لتحويل  مصطلح: مسرح الشارع إلى مصطلح: مسرح أبناء الشوارع وعلّق ورأى Obaida KO أن يد القاتل تمتد لتغتال الفن !!

أما Abdullah Alqaseer فعبّر عن استغرابه كيف لم تخطر “فكر الجاهزية والقتال إلى جانب الطغاة” على ذهن ستانسلافسكي– أهم المخرجين المسرحيين في العالم ووصف Yazan Alqaq ” عسكرة المسرح بـ”كتيبة مشاة أبو خليل القباني”أما الممثل بسام داوود  قسخر من صفة الإقتحام التطوعي التي جاءت في كتاب المعهد، واصفاً الأمر بالتطوع الأكاديمي.

 

بينما عقّبت  Gan Drak   بنبرة هازئة  “الاقتحام فن وذوق وأخلاق” -من أقوال الأب القائد حافظ الأسد المفدى إلى الأبد بالروح والدم-ورأى  Abdulkareem Alyousef   إن “جيانا عيد” التي لطالما كانت تأخذ أدوار المرأة المظلومة والمسكينة كشرت عن انيابها بعد تسلمها المعهد العالي للنون المسرحية

 

وبدوره قال الكاتب والصحفي ” نجم الدين السمان” لـ”وطن” إن نظام الأسد كشّر عن أنيابه الأمنية منذ أول مظاهرة سلمية” وروى السمان وهو موظف سابق في وزارة الثقافة بدمشق ورئيس تحرير مجلة “شرفات الشام” كيف كان المشرف الأمنيّ على الوزارة أهمَّ من الوزير ذاته؛ وصار يجبر الموظفين على الخروج بالعصيّ ليضربوا المتجمعين في المساجد وحولها قبل أية مظاهرة.

 

وأضاف السمان أن “يوم الجمعة أصبح يوماً أمنياً تطوعياً بالإكراه لكسر التظاهر السلمي؛ حيث استنفرّ أمنيّو النظام والمخبرون والمصفقون لشعار: الأسد أو نحرق البلد. ولذلك –ليس من المستغرب –كما يقول – أن تتولى جيانا عيد رئيسة مكتب الجاهزية في المعهد المسرحي؛ لأن منصبها كعميدة للمعهد قد تضاءل إلى درجة دعوة الطلاب للتطوع في الفيلق الخامس

 

وأردف محدثنا أن جيانا عيد وأمثالها فيما تبقى من معاهد الأسد وجامعاته قد حوّلوها إلى ثكنات أمنية ومرتعٍ للشبيحة من كلّ صنف ولون؛ ودعا الكاتب السمان جيانا عيد إلى تغيير لمصطلحات المسرحية ذاتها؛ فتضيف إليها-كما يقول- مسرح حصار الشوارع؛ مسرح التجويع؛ مسرح التهجير؛ ومسرح التعفيش الأسدي بخاصةٍ لأنه العرض الدائم في شوارع وأحياء سوريا منذ 5 سنين؛ في انتظار عرض تخرّج لطلاب المعهد يرتدون فيه لباس الشبيحة ويحملون على أكتافهم أغراضنا المنهوبة طوال عرضهم الأمني الأسدي.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.