الرئيسية » تحرر الكلام » فلسطينيو سورية .. إلى أين ؟ (1)

فلسطينيو سورية .. إلى أين ؟ (1)

وجد فلسطينيو سورية أنفسهم يدخلون في كل مرة مرحلة جديدة من المعاناة، لكن هذه المرة بطريقة أكبر وأشد غرابة مما وقع عليهم من النكبة نفسها في العام 1948.

مايحدث للاجئ الفلسطيني في أيامنا الراهنة  يبدوا للوهلة الأولى أكثر غرابة، بل هناك كثير من الأحداث اليومية التي تشتبه على كثير منا، يختلط الحابل بالنابل ويقف أولو العقول حيارى ومذهولون مما يجري من أحداث تعود بنا إلى عصر شريعة الغاب وإلى تغييرالمفاهيم الإنسانية نتيجة ماتسببه الصراعات والأحداث المأساوية من ويلات وضياع وضرب للهوية وتمزيق للنسيج الإجتماعي .

ومما لاشك فيه أن الأحداث في سورية ومنذ اللحظة الأولى لاندلاعها قد أرخت بظلالها وثقلها على المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته، وكشفت عن سلسلة من المشاكل “المعضلة”على مختلف المستويات السياسية  والإقتصادية والإجتماعية، وأفسحت المجال للدخول في جدل واسع حول أحقية الإنحياز إلى الأكثر أهمية وأولوية في وجودهم الإجتماعي، وهنا لا بد من التطرق لقضية غاية في الأهمية وهي الآثار الإجتماعية للصراع ومايترتب عليه من آثار سلبية على المجتمع وعلى الأسر الفلسطينية التي ما زالت محاصرة في المخيمات، والعوائل التي اضطرت إلى النزوح إلى أماكن أكثر أماناً في مناطق أخرى وسكنوا مع أقارب لهم في سكن جماعي واختلاط إضطراري أدى إلى العديد من المشاكل الإجتماعية بدت آثارها السلبية واضحة على كثير من الأسر وعلى نمط الحياة ونفسيات الناس.

وأصبحت الحياة الإجتماعية  معدومة، والروابط  الاسرية مفككة، ولم يعد هناك تواد ولا تراحم بين الناسن ولم يعد هناك مشاركة إنسانية لافي الأحزان ولا في الافراح، لأن كل واحد أصبح مشغولا بنفسه وهمومه بمعزل عن الآخرين، ومع الأسف أن هذه الظاهرة قد تفشت في مجتمعنا وأخذت بكل واحد منا في طريق مختلف عن الآخرإن لم يكن ضداً له .

  وكذلك العوائل التي هاجرت إلى  دول الجوار وإلى أوروبا في هجرة قسرية يصعب على العديد منهم التأقلم في العيش في البلاد الجديدة، وكذلك صعوبة التكيف مع العادات والتقاليد هناك، والبعد عن الأهل والأقارب والأصدقاء، وفقدان الإحساس بالإستقرار والأمان، والتخلي عن المبادئ والعادات التي تربوا عليها وأيضاً الشعور بالغربة والعزلة والوحدة، وأنه أصبح يعيش على هامش الحياة  في مجتمعات لاينتمي إليها أو في مجتمعات لا تتقبله وتعتبره عبئاً إقتصادياً وإجتماعياً عليها.

وسط هذا التدهورالخطير في الحياة اليومية، وضمن هذه المشاهد كانت حالة اللاجئ الفلسطيني هي التجسيد الأبرز الذي تجلًى فيه هذا التعقيد والتشتت.

فالحرب والصراع الدائرالذي خلَف وما زال الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، والآلاف من المعتقلين والمهجرين، وقد كان الكثير من هؤلاء الضحايا أرباب أسر، لهم دورأساس في بقاء أسرهم وتماسكها سواءً أكان المسؤول عنها أباً أو أخاً أو من ينوب عنهما أو كلاهما في الغالب.

هذا الوضع خلق شرخاً عميقاً على مختلف المستويات وأفرز آثاراً كارثية على أبرز مؤسسة إجتماعية ألا وهي ( الأسرة )، حيث وجدت نفسها في حالة من عدم التوازن بسبب إنشغال كل فرد بقضاياه الخاصة، وهذا ماساهم في تباعد واتساع الهوة وضعف العلاقات الإجتماعية، وبالتالي حدوث  تصدع الأسرة وتفككها.

كما أن هناك عوامل أخرى ساهمت بشكل أوبآخر إلى إحداث شرخ  في العلاقات الأسرية مثل ـ البطالة، وعدم الإستقرار، ووفاة أحد الوالدين، والطلاق، والهجرة وغير ذلك…

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.