الرئيسية » تحرر الكلام » ماذا يريد محمد بن زايد ٢

ماذا يريد محمد بن زايد ٢

في قراءة متواضعة  للصورة التى ارتسمت على وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في لحظات المِحنة والصدمة التى احدثتها وفاة صابح السمو  الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله ، يدرك المتابع ببساطة ان صاحب السمو الشيخ محمدين بن زايد قد أدرك منذو الوهلة الاولى انه لا يحمل على كتفه جثمان والدة الطاهر كأنسان سرت عليه سَنَن الاقدار كغيره من البشر وإنما كان يحمل على كتفه كذلك تاريخا وعبقرية وحكمة ورؤية ثقابة سيواريها الثرى

وان تلك الاقدار التى اختارت والده لتحمله عبأ تلك الرسالة هى نفسها الاقدار التى وضعته مع بقية أخوته  وكل شرفاء الإمارات ووطنيها امام إرث لا يملكون أمامه الا

احد خيارين ، اما حمله وصيانته والمضي بها الى الامام على خطى زايد مهما كانت الصعوبات والتحديات ، او الانزواء والبكاء على أطلال مجد أشرق على يد زايد وتوارى بموته كما تتوارى الشمس بعد  ان تملىء الدنيا بضيائها

تحديا ربما لم يشعر بثقل مسؤليته وخطورته احد كما شعر به محمد بن زايد ، ومن هنا بدأ حقيقة التحدي وطريق الألف الميل الذي سيتوقف عليه الخطوات القادمة التى أخذت تتبلور في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله

وَمِمَّا زاد الطين بله كما يقال مرض صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن السلطان رئيس الدولة والذي يقع عليه الحمل الأكبر باعتباره رأس الدولة وسنامها  ،غير ان مرضه توالت ازماته الصحية ، وخلقت أوضاعا تشي بأن الاقدار  وكأنها تصر على وضع المزيد من التحديات على كاهل الشيخ محمد بن زايد، وتدفع به الى صدارة الاحداث  ليكون الرجل الذي عليه مواجهه خيارين لا ثالث لهما ،اما حمل المسؤلية بقوة واقتدار وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، وأما ترك إرث زايد ودولته التى بناها من العدم تتخطفها المطامع وتتنازعها مراكز القوى الإقليمية والدولية ، وتذوب كما تذوب الشمعة في قلب الليل المظلم

، ومن هنا من قلب الصراع وبين ما يجب ان يكون وما يمكن ان يكون ، وجد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد نفسه امام مسؤليته التاريخية التى تحتم عليه قيادة  السفينه بتوجيه ومباركة أخيه صاحب السمو رئيس الدولة ، وشد عضده بأخوته وأبناء الإمارات من شيوخها، ومواطنينها ، وشرفاءها ، وكل من أمن بأن الإمارات وطنا يستحق الحياة والكرامة والعزة ، وان الواجب يحتم عليهم ان يكونوا الى جانب اخوانهم العرب والمسلمين ، يعملون لمستقبل افضل لابناء الإمارات وللشعوب ألعربيه والاسلاميه وان تكون الإمارات جزء من عالم يرقى بالقيم الانسانية والتعايش السلمي مع كل بني الانسان على مختلف مشاربهم وأديانهم وألوانهم ، كقيم إنسانية زرعها زايد في قلوب أبناء الإمارات وسقاها طوال سنين قيادته ولم يتركها حتى أينعت واتى حصادها خيرا وأمنا واستقرارا ورسالة سلام لكل بني البشر.

ومن هنا وضع الشيخ محمد بن زايد أهدافا واضحة المعالم وخارطة طريق تحدد مساره واهدافه  ووسائل تحقيقها بقوة وعزيمة لا تلين ، وثقة بالنفس لا تعرف التردد ، واقدام لا يعرف التراجع او التخاذل ، وصبر في مواجهة الصعاب والتحديات لا يعرف اليأس الى قلبه سبيلا  ، وفي تصوري المتواضع ان سياسة الشيخ محمد بن زايد قد قامت على ثلاث ركائز أساسيه

اولا : تحصين الوضع الداخلي وتقوية الجبهة الداخلية

ثانيا: إعداد قوة عسكرية  تركز على الكيف لا على ألكم

ثالثا: استغلال إمكانيات الإمارات في لعب دور إيجابي على المستوى الإقليمي والدولي

ومن منطلق هذه المحاور الثلاثة انبثقت كل  الخطوات والإجراءات التى ركزت على تحسين القوانين وتنقيتها من اى شائبة لا تتوافق مع مقتضيات الدولة العصرية ومحاربة كل فكر دخيل على الشعب الإماراتي العربي المسلم ، ومجابهة كل انواع التطرّف والارهاب التى قد تتسلل الى عقول البعض واستأصالها من جذورها قبل ان تستفحل وتتمدد في عقول الشباب ، وتحديد مراكز القوى ومنابع الخطر وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين  ، والتى شن عليها حربا لا هوادة فيها ، ورغم ان البعض حاول ومن خلال بروباجندا اعلاميه ان يصور مواجهة محمد بن زايد مع الاخوان المسلمين على انها حربا على الاسلام والمسلمين في محاولة لتشويهه وحرقه اعلاميا امام العالم وامام الشعب الإماراتي العربي المسلم  ، الا ان ثباته  ورباطة جأشه وإيمانيه بأن الاسلام اكبر وأعظم من ان يكون مطية لتحقيق غايات دنيوية قد جعله يسجل في كل مراحل الصراع نصرا يتلوه نصر على المستوى الداخلي والخارجي ، فالاخوان المسلمين ليسوا هم الاسلام ” تلك فكرة خاطئة ” وإنما مجرد حزب سياسي يسعى للسلطة من خلال تلحفه  بعباءة الدين وهذا هو لُب الصراع بين الشيخ محمد بن زايد وكل شرفاءالامارات ووطنيها وكل من وقف في وجه تمدد الاخوان المسلمين في الدولة والعالم العربي والإسلامي وبين جماعة ظنت ان اقرب الطرق الى كرسي السلطة هو استخدم الدين

وعلى المستوى الخارجي ادرك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ان أمن الإمارات لا يقف عند حدودها الجغرافيه فقط وإنما يمتد ليشمل البعد الإقليمي والدولي مؤمنا ان دولة الإمارات جزء من العالم وعلى عاتقها يقع جزءا من مسؤلية الأمن العربي والاقليمي والدولي ، ومن هنا ركز  صاحب السمو على إقامة قوة عسكرية فاعله تركز على الكيف لا ألكم ، قادرة على حفظ أمن الإمارات وصون حدودها وأمنها وتحقيق الأهداف الطموحة لدولة الإمارات وتطلعها للعب دورا محوريا على المستوى الإقليمي والدولي ، وفي بضع سنوات اصبحت دولة الإمارات تملك جيشا محترفا وسلاحا جويا يعد واحدا من أقوى الأسلحة  الجوية في المنطقة ، الامر الذي مكنها من ان تتواجد بقواتها البرية والجوية في اكثر من منطقة في العالم ، تساهم بقوة وفاعليه في حفظ الأمن والسلم الدولي ، وتساهم بقوة واقتدار في دفع المطامع التى تهدد المنطقة الخليجية والعربية ، ولعل دورها في دعم الشرعية في اليمن خير شاهد على ذلك

وماكان  لكل ذلك ان يتحقق لولا وجود قدرات ماليه واقتصادية هائلة تم التخطيط لها بعناية فائقه واستثمارات عملاقه تمددت لتشمل اغلب مناطق العالم من خلال سياسية خارجية وتعاون دولي تولى  زمام هندستها وتنفيذها صاحب السمو الشيخ عبدالله بن زايد سدد الله خطاه ، جعلت الإمارات في مأمن من تقلبات أسعار النفط ومشتقاته وحققت نجاحا ونموا اقتصاديا حفظ رفاهية الشعب الإمارات وصان دور الإمارات الإقليمي والعربي ، وابرز دور الإمارات وأهميته على المستوى الإقليمي والدولي

ان الأمة العربية والإسلامية احوج ماتكون الى قادة قادرين على تحمل المسؤلية بقوة واقتدار ، قادة يملكون من الحنكة والارادة والكاريزما  مايمكنهم من صد الاخطار التى تحيط بالامة ألعربيه والإسلامية ، ولعلنا هنا نشار بالبنان الى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله  كواحد من اهم وابرز القادة في المنطقة ألعربيه والعالم الذين ادركوا  معالم المنطقة ومتغيراتها المتسارعة وأدرك برؤيته الثاقبة المخاطر المحيطة بالعرب والمسلمين  ومتطلبات الأمن القومي والعربي واستشرف مستقبل هذه الامه وما يجب ان تكون عليه ، فسخر كل إمكانيته لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة قوية منيعه وحفظ الأمن القومي العربي باعتباره جزء لا يتجزء من أمن دولة الإمارات ، والمساهمة الفاعلة في حفظ الأمن والسلم الدولي كمسؤولية إنسانية واخلاقية ، ولعنا هنا نكون قد أجبنا على السؤال الذي استهللنا بهذه هذه المقالة بجزئيها الاول والثاني ، ماذا يريد محمد بن زايد.

حفظ الله الإمارات وشعبها وقادتها ورجالها الوفياء الصادقين

وعاشت حرة عربية إسلامية أبية .

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “ماذا يريد محمد بن زايد ٢”

  1. مقال كاتبه معرص منافق متملق منزوع الضمير و القيم و الاخلاق

    محمد بن زايد يبدد ثروات الشعب الاماراتي على دعم الفتن و تقويض الامن و السلم المجتمعي في الدول العربية

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.