الرئيسية » الهدهد » جورج قرداحي: سوريا هي العمود الفقري للأمة وأنا مسيحي ثقافته إسلامية

جورج قرداحي: سوريا هي العمود الفقري للأمة وأنا مسيحي ثقافته إسلامية

أكد الإعلامي اللبناني جورج قرداحي، أن “المسيحيين هم عرب قبل الإسلام وبعده، وعرب قبل المسيحية وبعدها، وهم إلى جانب ذلك بناة أصيلون للحضارة العربية الإسلامية الغابرة والحاضرة والقادمة”.

 

وأضاف في محاضرة بعنوان “دور العرب المسيحيين في الحضارة العربية الإسلامية”، ضمن مهرجان الفحيص الخامس والعشرين “الأردن تاريخ وحضارة” السبت الماضي، على مسرح المرحوم خالد منيزل، إن “المطالبة بالدولة المدنية في هذه المرحلة ضرب من المثالية، لأنها تتطلب أناسا يؤمنون بها، وهذا يحتاج لجهد كبير غير متاح هذه الأيام”.

 

وأشار إلى أنه الاجتهاد بالتاريخ “لا يمكن أن يتم، لأنه موثق، لكننا نستطيع أن نقرا فيه بفكر منير، ونستخلص منه ما يفيد مجتمعاتنا العربية”.

 

وقال إن دور العرب المسيحيين في الحضارة العربية “حقيقة لا يمكن أن ينفيها أحد، وكتب عنها أهم الكتاب العرب من مسلمين ومسيحيين، وأشادوا بدورهم في حماية اللغة والقومية العربية”.

 

وأكد دور المسيحيين في تقديم اللغة العربية والعناية بها ورعايتها، وتمثل ذلك في نقوشات وكتابات مسجلة عبر التاريخ.

 

واسترجع قرداحي بعض الدلالات من الكتب التي تحدثت عن تاريخ المسيحيين العرب القدامى قبل دخول الدين الإسلامي، والذين كان لهم فضل في توليد ورعاية اللغة العربية، وكذلك دور بعض القساوسة الذين أسهموا في حماية التراث العربي مع المسلمين.

 

وحول المؤلفات المسيحية أيام الجاهلية، أكد أن هذه المؤلفات “لم يصل منها، للأسف، غير كتب الشعر والحِكم والخطب، والتي قدمت جزءا لا بأس به من التاريخ، لكنها لم تكن كافية”، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون “سببا وثغرة في الفجوة التي تؤجج الصراعات حاليا، ويجب أن يتنبه إليها الكتاب والأدباء لرفد تاريخ التعاضد والتعايش المسيحي الإسلامي السمح”. بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.

 

وربط قرداحي بين التمازج المسيحي الإسلامي، ودور المسيحيين في اعتلاء الترجمات، ومنهم القس ورقة بن نوفل، معتبرا أن المسيحيين العرب “ساهموا في إدخال الترجمات الإغريقية واليونانية، إضافة إلى أنهم لعبوا دورا مهما هيأ الطريق لقبول الدين الإسلامي لدى العرب وتعاليمه السمحة”.

 

وضرب أمثلة على أدباء اللغة العربية من المسيحيين، معتبرا أن “من رفع شعار العروبة كان إبراهيم اليازجي، ضد الأعداء”.
وقال “إذا عدنا إلى المرحلة العربية المسيحية التي امتدت لنحو ستمائة عام قبل الاسلام، فسنجد أن الفكر العربي المسيحي طبع بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية”.

 

وبين أنه “كان للنصارى في العصر الجاهلي دور في نشر الكتابة العربية التي انحدرت من الخط النبطي والسرياني”، لافتا إلى أن أقدم الكتابات العربية وجدت على أبواب الكنائس جنوب حلب”.

 

وقال قرداحي إن “الباحثين والدارسين أجمعوا على أن الجزيرة العربية لم تكن قاحلة فكريا وثقافيا في زمن الجاهلية”.

 

وحول الإعلام المعادي للقضايا العربية، قال: “من خلال عملنا الإعلامي لاحظنا منذ بداية الثورات العربية، المؤامرة الفادحة على المنطقة”، مضيفا: “لا تلوموا الإعلام بل اسألوا من يموله؟”.

 

وحول الوضع السوري، قال إن سورية هي “العمود الفقري للأمة العربية بغض النظر عن النظام، ولها دور ريادي وتقدمي، وإذا سقطت سورية سندفع الثمن جميعا، والخوف عليها نابع من خوفنا على فلسطين ولبنان والأردن”.

 

واختتم قرداحي محاضرته بالقول إنه “مسيحي لكن ثقافته إسلامية، وهو معتز وطنيا وقوميا بعروبته التي يتمنى أن تظل رمزا ضد أي عدو”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.