“وطن-خاص”- كتب وعد الأحمد”- بث تلفزيون النظام السوري كعادته مسرحية هزيلة الإعداد والإخراج والتمثيل لرفع معنويات جنوده لما قيل إنهم مسلحون سلموا أنفسهم للجيش السوري وعادوا إلى حضن الوطن في حلب.
وظهر مجموعة من الشبان، وهم يخرجون من منزل شبه مهجور ويغطون رؤوسهم وقد رفعوا أيديهم إلى الأعلى بحركة مسرحية مكشوفة، فيما بدا بعض جنود الأسد وهو يسددون بنادقهم باتجاههم، وبعد خطوات من خروجهم يتلقف مذيع القناة السورية الأولى أحدهم الذي بدا ملثماً بغطاء أسود وبعد أن يهنأه بـ”السلامة” والرجوع إلى حضن الوطن يسأله بغباء إن كان قد سلّم سلاحه ويخاطبه قائلاً:”في أغلى من الوطن” فيجيب الشاب بنبرة تمثيلية مفضوحة وهو يهز برأسه: “ما في أغلى من الوطن”.
ويتابع: “الله يخليلنا سيادة الرئيس بشار الأسد طالعلنا عفو لنرجع لحضن الوطن والجيش العربي السوري” فيما وضع أحد الشبيحة يده على كتف المسلح المسالم تجسيداً ربما لهذا الإدعاء، ويتابع المسلّح التائب دون أن يُعرف من يقصد بكلامه: “نحنا بننصحن إنهم يطلعوا من هالبلد لأنو ما ظللهم خبزة” وأردف بنبرة مصطنعة:”نحنا كنا باركين ببيوتنا– جالسين- إجوا أخذونا وكبونا بالجبهات” -كبة الكلاب- حسب وصفه-
وهنا سأله المذيع بأسلوب ركيك وعبارات مفككة:”حسيتو بالمعاناة معهم هلأ لحسينا إش.. بتقول للكل إش بتشجعهم.. كيف شفت الإستقبال بصراحة وبضميرك” فرد صاحب الضمير بكلمات لا علاقة لها بالأسئلة المتداخلة: “بالروح بالدم نفديك يا بشار الله يخليلنا سيادة الرئيس والجيش العربي السوري الله يحميهم”.
والمفارقة أن المسلحين المزعومين خرجوا من المنزل الذي بدا أشبه بالمكان المهجور وهم يلبسون ثياباً نظيفة وأنيقة وكأنهم كانوا في نزهة، ويضع كل منهم لثاماً على وجهه دون مبرر بإعتبار أنهم أصبحوا في “حضن الوطن”، وبدا عليهم التصنّع والتكلف وكأنهم يؤدون أدواراً كوميدية تتحدى الملل.
عندما تكون قويا فانت تكون الذي يوزع الادوار بين الممثلين