الرئيسية » تحرر الكلام » كل عام و انت بخير يا عيدُ!

كل عام و انت بخير يا عيدُ!

ما كانت بهجة هذا العيد كأي يوم من الايام!

و كأن العباد ملت اهازييج الدنيا من شجن لوعة احزان و عناء الأيام,و اختلاف طوائف على اهواء و اعباء ممدودة الأطراف تباعدنا,حيارى حول بيارق و أعلام.

أليس عيدنا عيدٌ للفرحِ و لغفران من خطايا و آثام?و هو لنا راحة بعد توبة من أوجاع و آلام،أم نحن في عصر التعساء شاعّ الضياعُ بأهله فجادت بالأحياء صنائع المناوىء الفتان و احايل الكزاب،و نمت بعمق طين تربتنا نمائم النمام,ثم أستودعت بين ضلوع دهرنا نوى الجهل و النفاق,و جرت سيلا في العروق خصائل الفسق و القتل و الإجرام,

فيا عيد المحبة و المسرة,الكل عند الكل في ايام دنيانا مُلامٌ ,شيوخ مكر,سادة جهل,و هامات لبست سواد الرقطاء فاكتست الاحياء ضغائن جفاء،عِمايم تلطم كالجهلاء،و عويل النائحات امام عمائم اللئام.

نحن اقوام تجمعت تتلمس ايام الرحمة ملياً مع انها تفتي للنكباء الرجام, و كأنها من الذي كان لها خلقا هي أدرى و اعلم،مزجت شهوة الحلال بنزوات خواطر المطامع والحرام,و اذا بموارج شرار لهب الهموم خوف جوع قاطعة لفاف حبل المحبة و عصمة الوفاء الشيام,امست الأيام للمرائين جنائن الرافدين القسوم دون انقسام,الى ان شاعت الآسيات بأهل الأرض شيع كوابح اعداء و خصام,

حول المساجد تحزب! هنا لأسوار نواصب،و حولنا سواتر روافض,و فوق بروج منابرها تشابكت فتن سخافات قضاياهم سهام،و تراشقت خلافاتهم صوارم.

لولا كيد الأقدار يا عيد ما دارت علينا دوائر القنوط و الوهم,و ما التفت آفات الدهر بأهل مصر العروبة و أحبة لبنان و الشام.

ديار هجرت الرحمة ثراها،تختال اجنحة الخوف فوق سماها، قلوب لا رأفة لها لبراءة طفلة درة أهلها,شقي الدهر ارداها,يبكيها الجفى لخسارة ما حملت بالأرحام, او لرضيع على ثدي جففتها حرقة الاحزان قبل أيام الفطام,

سئمت العرب حمرة الدم البريء و كرهت لكنة الوعاظ,و اشمئزت رائحة اثواب كهان اغراب على منابر اللطم ليئام,اعتلتها صفرة الوجوه و شيبة لحى الأعجام .

بين تلاطم كوابيس جزع اليقظة اولادنا و الاحفاد تحيا غربة الوحدة في عمق وديان حصباء رمام؟و أجلاف في قصور المجيد ولاة ساسان بغبطة سكنت صروح بغداد وقد أسدلت سندس أحلام المسرات متطيبة بعبق ياسمين بلور بٓرّدّىّ تهجع بغاربات الشموس ساطعات النجوم ببيادي عتماء المنام.تتحين القطوف في القطيف و المكرمة قبر الرسول و الفواطم.

افا بسهوة العصر تفنى احلام عواصم ألعروبة بعواصف صفرة أنواء ريب الغمام,أهلها في نور الضحى تسري بمواكب الحياة يتربصها الردى في الأصيل مع فاقة الاملاق للهيجاء,يتأرجحها الفناء تحت أنقاض الزمان بلا لاحدٍ لها في الأديم ايام طوافانُ العتام.

افا لما منا صارخ بصوته يعلو جهرا بين المدائن في السهول و الربى و فوق اطباق السماء حائم يدخل خمائل نخيلها متخفيا يتلصلص حتى بين دور الصفيح و الخيام:يحيا لواء الغرب و لتعش حشود دجال مرجعيات غدر الفرس المقيتة،و سماحة آية الله العظمى بالبغضاء،و هرتقات عار غدر الإمام!

و الله لا ندري لمن الشكوى، ان هو سيّد من اهلنا؟او هو من خوارج العصر او من سالف بني قريضة حاخام دخيل متهكما؟

فهيهات يا عيدُ الصيام و الاضاحي لو أن الكل يرضى بشاطر فتوى من بوارق دين عدل او بحد حق حزم أو حساما.

فيا فرحة العيد بنا! اضاحي عيدنا مستقبل أجيال للعدم و أرواح نساء و أطفال,و احلام امة تصدعت صروح ممالكها,أرضها بور ولى وردها، قفرة غاب عنها عطر اقاحيها،اين تلاشت نضرة مراعيها،و جفت ينابيع أراضيها،عطشى ما فيها نعمُ غيث او جنان من نعيم،ليس إلا غلاظة غبرة حرب و هشيم.

كيف هذا من حولنا تقتلُ الأمم اوطاننا،تسقينا كأس الردى و نحن  على حفر قبورنا نندب حال الأمم؟

فكل عام وانت بخير يا عيد،و طائر السلام تألق اثير السماء المترام منكسر الجناح،و القدس مصارع أبوابها لأزدحام و اقتحام بإرادة خضائم العرب الطام.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.