الرئيسية » تحرر الكلام » من يرفع راية العرب؟

من يرفع راية العرب؟

ارضُ الأنبياء و الجدودِ, اوطان منها خيرُ الناسِ و إشرافُ النسب,بقاعُ فخر العزة و الكرمِ, منذ فجر الحياة منبتُ ثقافات العلم و الأدب,غسان و عدنان عبسٌ و ربيعة و لنا من قريشٍ نبيٌ مصطفى ليس مثله جلّ الحسب.

وميزانُ صراط الحقِ اوتينا لمخضرم تاب لله ومن لله لم يتُب.

و لنا اعلام السلام و رايات الوغى رفرفت في علىٌٓ الآفاق فوق السحب,و إلينا الولاء بالعدل و لو داننا البعيد بعداً برامق شواسع الشهب.

دع عنك إن الحياة ما هي كما نهواها,جيوش استذوقت حمرة الدم,فاستهوت اجيج ويلات الحروب,تعيب شعوبها و تغتال بشاشة الاطفال في ساعات لهوها و ملاعب اللعب,و عساكر مرتزقة تحيطها العدى مؤازرة,

تتراجف و ترتبك,تجمدها محالك الدجى, وصفرة الريح تحركها كالقصب.

  عرفناهم حكام لعتمة العدم,سهامهم صوبت  بطيش العمى ما لها مرمى من يد رجفاء كي لا تصب.

  رايناهم وقد ضاعت مخيلاتم برخيص نواياهم,و سيوفهم بين ثرى الذل تغمدت تآكلها الصدأ, إلى أن تداع القوم بما علا من الرتب,و سهام أقواسها شدت بأصابع الشر من المشارق و المغارب, مع خيبة الغرب المختبيء في غياهب الغيب,يعيد الكرة علينا مفترس يباغتنا من خلف اضبية الحجب.

سمعناهم و الدواهي حوافر خيولها ترهلت,خائرات القوام عرجاء من إعياء املاق لا تثب,عاويات كالكلاب مزبدة من طفح قيح الجرب,تتراوح خلف اسيجة المكر بارزة الانيوب.

فهمناهم منذ زمن,و أيامهم كانت علينا طويلة معتمة,ساسة كالصوص بلثام صمت الكرى تسلب شعوبها الحرام خالص الذهب,بكأس خمر و دخان بيب مشتعل لغوان تبحثن عن الهوى بالسيب.

ساسة بيننا! على طل الهزائم تتباكى من أسى الغدر! تنتحب من لوعة جمر الأمس,و من فوق طباق الجهل لحومنا راميات لتلتهمنا كواسر الطير و الذيب,و أخيار الأمة بالقيد وثاقها رفاة بالاكفان تغمرها خضاب الردم و الترب.

و ما العطاء للعباد عندهم الا سموم يأس و ضيم كرب و وعود لعقود غاضت داوية, صداها صخب ضجيجُ تهتز لهديرها اسدل النفاق و الكذب,و للظلم بالمنون ميل غرور ملأ  عتيد صحف و أسفار الكتب.

كم خدعنا من العدى تنالنا سهامهم, مع أن القصة كاملة كانت بين ايدينا؟ خدعنا بألف باب و باب و ما كان بينهم صادق و إمامهم دجال نسال لخيوط التقية حواك للشقاق و الريب.

و مسالك احزاب كارثات تشعبت,و ما هي إلا  مثقل جحفل مالحات بالماء تذوب,في السهول و الوعور و فوق التلال الهضوب,و الأيام و أعوام الزمان العصاب عند النائبات ريحهم تهبهب خبيثة,تبور ملقة و حيناً بلسان شكوى المظالم تتذبذب ثم بالحروب علينا تحوب.

لو مكنتهم لخير فاعلة تداعوا وهن إعياء خلف بريق سدائل الحجب.

لكرسي الحكم لأثر الابصار موائل,لكن لا رفض لهم لظالم ولا شجب,بباب الحق بارت مناهل تجارتهم, بالفلس للعدى باعوا بيارق ثورة الشعب .

من منهج الاشرار خواطر الأبالسة على خطى  غدواتهم خلف الستر صَلل من حر سمها على اوطاننا تتوثب.

من ْنوافز الدنيا لجنائن الوجود عين الخلود بجناح العدل متتبع مترقب,و اليوم يوم عزم و سيف الحزم مهاب ناهض الآمال بأمة العرب.

ثارت ثورتنا سهامها و الاسنّة على ظالم تسربل من علىّ خيل المعالي ولى الأدبار يتبختر مهرولا بالهرب.

و الكنانة جنان نيلها مشرقة لمشارف الفيحاء ماثلة و جناب هلالها الخصب,شجتنا ظلمة الدياجي و الأجفان دامعة فأين المرؤة يا قادة احرار الدنيا و يا شهام العرب.

عمائم للهامات ما لها إلا لواحظ الحيرة و رجولة الشنب,لأي دين عدلٍ شعوبها خاذلة

كأن طيف الموت كفارة الذنوب.

ثورة من اعماق الدهر يا عرب,فقراء جياع لا لرفع العتب,هل يعقل أن أحزابنا للمصائب أنزوت بين خبايا طيات الأزمان و في زوايا النسيان عاقم اذبلها الردى لا تنجب.

عصائب جماعات و طوائف ضجيج لا رجاء لها,خالص احلامها انها لم تسدي ظماء الأجيال إلا نار ضرام و بريق سراب.

ثورة أجيال للحق و العدل ناظرة,ًفمن لأغادِ العلى رافع راية العرب؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.