الرئيسية » أرشيف - المجلة » : رمزي المدهون فنان فلسطيني يحيي الأماكن المهمّشة بفن الرموز 

: رمزي المدهون فنان فلسطيني يحيي الأماكن المهمّشة بفن الرموز 

 

“خاص- وطن”- كتب وعد الأحمد- في شقوق الجدران والزوايا المهمشة وعلى حواف الأدراج ومفاتيح الكهرباء يبدع الفنان الفلسطيني رمزي المدهون لوحاته الصغيرة ضمن ما يُعرف بفن الرموز Symbolic

وبسبب عدم تمكنه من إقامة معرض فني في غزة بسبب الحصار الذي يفرضه الإحتلال الإسرائيلي اختار رمزي أن يحول منزله إلى معرض دائم لأعماله الفنية توزعت في أركانه لوحات جميلة تنطق بالإبداع والجمال والبساطة، فحيث توجهت في منزله الواقع في حي الزيتون بغزة تجد منمنماته التشكيلية فوق برايز الكهرباء وأطر الابواب، أشخاص يرتقون خلف بعضهم إلى مرتفع عال في إشارة إلى تحدي الصعوبات والعراقيل التي تواجه المحاصرين في غزة، وأطفال يلهون بدراجات هوائية أو بوالين وأشخاص يتماهون مع شقوق الجدران .

 

بدأ رمزي فناناً هاوياً قبل 14 عاماً في مجال اللوحات الزيتية والألوان والحرق على الخشب، ولم يتعلم الفن في أي معهد أو جامعة–كما يقول لـ”وطن” – بل كان عمله عبارة عن تجربة ذاتية بحتة، مضيفاً أنه اختار فن الرموز المعروف عالمياً باسم Symbolic قبل عام وكانت بدايته من خلال من خلال رسمة تمثل رجلاً يمشي على تشققات المنزل فبدا وكأنه يمشي على حبل ممدود.

ولفت المدهون إلى أنه لم ينشر الرسم على الفور بل أخذ رأي معارفه وأصدقائه الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالعمل، وهذا ما شجعه الإستمرار ومواصلة العمل الفني في هذا المجال، وكان يحرص–كما يؤكد- على إيجاد أفكار جديدة في مناطق مختلفة كي يبرز هذا النوع من الفن”.

 

وحول مراحل عمله الفني في Symbolic أوضح المدهون أن “لكل رسمة وقتها وظروف إنجازها” مشيراً إلى أبسط رسمة تستغرق ساعتين على الأقل ليتمكن من تنفيذها بشكل متقن، وغالباً ما يرتبط وقت إنجاز اللوحة بعدة عوامل كالمكان أو المناسبة أو الموضوع.

لم تقتصر أعمال رمزي المدهون على تزيين الأماكن المهمشة في البيوت بل خرج لتزيين البيوت المهدمة كونه يعيش في حي الزيتون الذي تعرض للدمار خلال الحروب الثلاثة المتتالية، وهدفه من ذلك -كما يقول- إيصال رسالة للعالم حول ما خلّفه الاحتلال الإسرائيلي من دمار وتخريب في البنية التحتية وبيوت الأهالي في غزة ومحاولة إحياء هذه الأماكن ولو بطريقة رمزية من خلال الفن وإرسال رسالة للعالم مفادها أن غزة فيها مبدعون وناجحون”.

 

وحول سبب اختياره للون الأسود وما الذي يعنيه هذا الأمر أوضح الفنان الغزاوي الشاب “جربت الرسم بالوان أخرى غير الأسود ولكنها لم تظهر على الحائط ولذلك آثرت الرسم باللون الأسود” ويردف أن “هذا اللون هو أكثر الألوان دلالة على الوضع القائم في قطاع غزة من حصار وقطع للكهرباء والأكثر تعبيراً عن حياة تسودها العتمة في كل شيء للأسف”.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.