الرئيسية » تحرر الكلام » دمى عربية بأيدي أمريكية

دمى عربية بأيدي أمريكية

هل يوجد في عالمنا العربي والإسلامي مصطلح يسمى ” بهستيريا عربية إسلامية ” ؟ فهستيريا الجنون والعظمة التي تصيب أغلب الساسة العرب ما هي إلا حالة من الحقد والكراهية والشر التي يعيشون بها ويستخدمونها لمن هم أدنى منهم مستوى ، ومثال على ذلك حين يتم دعوة الرئيس الأمريكي أو أحد حاشيته أو أحد زعماء الغرب إلى إحدى الدول العربية أو الإسلامية في مهمة رسمية أو زيارة ، فما ستراه قد لا تصدقه العين أو لا تتقبله الأفكار ، فمنذ وصول هؤلاء الزعماء إلى المحطة المرتقبة في الدول العربية والإسلامية تبدأ حالة من الخوف أو بالمعنى الصحيح ” هيستيريا عربية ” ، فالهيستيريا تبدأ منذ  لحظة وصول الطائرة ، فحين إذن تدخل قائمة ” المنيو العجيبة “  والتي تتضمن ” ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ” وبفاتورة مسبقة مدفوعة التكاليف ومسروقة من ثروات الشعوب العربية ، فيبدأ الإستقبال الرسمي المبهرج بدرجة ” خمس نجوم” ، ويفرش لهم السجاد الفاخر ذو الجودة العالية ، ويتنقلون بأبهى السيارات الفاخرة ، ويسكنون بأفخر الفنادق والقصور ، ويأكلون ما لذ و طاب من الطعام ، ويتمتعون بأفضل خدمة على الإطلاق ، وتفتح لهم كل الخزائن لمعاينتها والتدقيق عليها ومن ثم سرقتها ،  وتقفل كل الشوارع والمدن والقرى لكي يسرح ويمرح هذا ” الضيف الثقيل ” الغير مرحب به عند عامة الشعوب العربية ، فهذه الهيستيريا العربية لم تأتي من فراغ بل أتت نتيجة خوف ورعب وذل سكن وترعرع في عقول هؤلاء الساسة العرب ، فعلا لقد أصبح هؤلاء الساسة العرب لعبة أو دمية بيد أمريكا و الغرب ، بينما عامة الشعوب العربية والإسلامية يعانون من الفقر والبطاله والفساد الذي زرعته أنظمتهم المستبدة في أوطانهم .

فأمريكا والغرب هما من بنوا وزرعوا وأسسوا فكرة ” الخوف ” لدى الشعوب في العالم ، لأنهم صنعوا الخوف عن طريق القتل ، وقاموا بتصديره إلى أغلب الدول العربية والإسلامية ، فهما لا يريدون للعرب والمسلمين أن يتقدموا ويزدهروا بنهضتهم الإسلامية ، وذلك لكي لا يكتسح الإسلام دول العالم الغربي .

فهما من زرعوا ودعموا التنظيمات الإرهابية كداعش و القاعدة وحزب الله والحشد الشعبي وأنصار الله ” الحوثيين “  في العالم العربي والإسلامي ، لكي يتم تركيع وتخويف الساسة العرب وتهديدهم بزوال عروشهم ذات الكراسي المخملية ، أليس ” أمريكا و الغرب ” هما من أثاروا المشاكل وزعزعوا الأمن العالمي برمته ، فالتاريخ لا ينسى ، فهما من أوجدوا وزرعوا محمد بهلوي “شاه إيران” بتكتيك أمريكي و غربي ، وهما من جاؤوا بالخميني من ورائه ، وهما من صنعوا صدام حسين وسمحوا له بغزو الكويت ، وهما من غزوا العراق في 2003 ، وهما الآن يستمتعون بألذ طبخة طبخوها والتي تلقب ” بثورات الربيع العربي ” ، وهما من أطلقوا فوهة الآجئين السوريين ودمروا سوريا بأكملها ، وهما من خلقوا الصراع الطائفي بين السنة والشيعة ، وهما من بثوا وزرعوا بذرة الشحن الطائفي البغيض لكي يضرب العرب  بعضهم البعض ، وهما من كانوا وراء فكرة انخفاض أسعار النفط ، وأخيرا وليس آخرا وبكل بساطة هما يريدون جرنا إلى حروب دامية قاتلة ، وزرع الفوضى و الدمار في شعوبنا العربية .

و فعلا هذا ما نراه اليوم يحدث ويحصل في واقعنا  المر من مجازر وحشية ترتكب في سوريا ، ورعب في العراق ، وقتل في اليمن ، وإرهاب في مصر ، وتفكك في ليبيا ولبنان ، وجرائم في فلسطين وبورما وأفريقيا الوسطى فكل هذا الإرهاب الذي يطال العالم العربي والإسلامي ما هو إلا نتاج خوف الساسة العرب من الإرهاب الأمريكي ، حتى وصل الحال إلى الحضيض وأصبح الساسة العرب  ” دمى عربية بأيدي امريكية ” .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.