الرئيسية » الهدهد » “ناشيونال انترست”: جهود الولايات المتحدة فشلت في تحقيق السلام والنظام في المنطقة

“ناشيونال انترست”: جهود الولايات المتحدة فشلت في تحقيق السلام والنظام في المنطقة

تواصل الدولة الاسلامية سيطرتها على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا. والحرب الأهلية تحتدم في اليمن. بينما يحارب الأتراك الأكراد.

 

وفي الوقت نفسه، تكافح حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي ترعاها الامم المتحدة لفرض سلطتها في ليبيا. بينما تسيطر ديكتاتورية عسكرية على مصر. ويتدفق اللاجئون الفارون من الفوضى الموجودة في سوريا على أوروبا وغيرها.

 

ولازالت حركة طالبان في أفغانستان، وتقوم بترويع باكستان أيضا. ولازالت حالة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين قائمة. بينما يعيق ملالي إيران، الذين تم تمكينهم عن طريق رفع العقوبات الدولية بموجب الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في العام الماضي، الديمقراطية في الداخل ويلوحون باستخدام الصواريخ الباليستية ضد جيرانهم في الخارج. وتوضح هذه القائمة التي تكاد تكون بالكاد شاملة الوضع اليوم في الشرق الأوسط الكبير.

 

وفي سردية جديدة شاملة، يستعرض المؤرخ أندرو باسيفيتش تاريخ المشاركة الأمريكية في المنطقة، وينتهي إلى استنتاج واقعي: “المشاركة الأمريكية في المنطقة غير مجدية”.

 

وفي الواقع، يعد الأمر أسوأ من ذلك بكثير. فقد فشلت جهود الولايات المتحدة في تحقيق السلام والنظام في المنطقة، وجاءت الأمور في كثير من الأحيان بنتائج عكسية. وفي الوقت نفسه، أدت هذه الجهود إلى تقويض أمن الولايات المتحدة هنا في الداخل.

 

وهذا يطرح سؤالين واضحين إلى حد ما كما يقول باسيفيتش في مجلة بوليتيكو: “أولا، لماذا لم يتمكن أقوى جيش في العالم من تحقيق الكثير، بينما مُني بخسائر كبيرة جدا وألحق ضررا أكبر بصورة أمريكا الجيدة المفترضة؟ ثانيا، لماذا رفضت الولايات المتحدة في ظل مثل هذه النتائج غير المرضية رسم مسار مختلف؟ باختصار، لماذا لم نستطع الفوز؟ ومنذ لم نحقق الفوز المنشود، لماذا لا نستطيع الخروج من هناك؟ “.

 

ومن أجل الإجابة على تلك الأسئلة، يشير باسيفيتش إلى العديد من الافتراضات الساذجة للغاية التي تسود في واشنطن.

 

الأول هو أن المسؤولين وصناع السياسة الأمريكيين يعتقدون أنهم “قادرون على فهم القوى التاريخية التي تعمل في المنطقة”.

 

ويمكن تتبع ذلك من خلال السرديات المهيمنة بأن الأمريكيين قد تعلموا من تجاربهم في آخر حربين كبيرتين في القرن العشرين: “الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة”.

 

وفي كلتا الحالتين، اختار الأمريكيون الانخراط في “سباق ملحمي بين إصدارات متنافسة من الحداثة”، وقد انتصر جانبنا المتمثل في الليبرالية الحرة على الجانب الآخر المتمثل في الفاشية والشيوعية على التوالي.

 

وقد لخص رونالد ريغان بإيجاز استراتيجيته لانهاء الحرب الباردة في قوله “لقد فزنا وخسروا “وهذا هو ما حدث.

 

وبحسب باسيفيتش، فإن نخب واشنطن “غير مدركة إمكانية وجود اختلاف إلى حد كبير بين القوى التاريخية التي تعمل في الشرق الأوسط الكبير”.

 

والافتراض الرئيسي الثاني هو “الاعتقاد الجازم بأن الولايات المتحدة تمتلك باعتبارها قوة عظمى عالمية وحيدة كلا من الحكمة والوسائل الكافية للسيطرة على تلك القوى وتوجيهها”.

 

وتسود هذه الحالة من الغطرسة على الرغم من جبال الأدلة التي تثبت أننا لم نفعل ذلك، ولا نستطيع ذلك. وثالثا، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن القوة العسكرية الأمريكية هي “المحفز الذي لا يمكن الاستغناء عنه” والذي من شأنه أن يحرك مجرى “التاريخ نحو وجهته المقدرة سلفا”.

 

وأخيرا، تعتقد النخب التي شيدت وحافظت على الحكمة التقليدية في السياسة الخارجية الأمريكية أن نوايا أمريكا الجيدة سوف تحظى بقبول واسع النطاق. ويلخص باسيفيتش الأمر في نهاية المطاف بقوله إن المحررين الأمريكيين سوف يحوزون الشرف الذي يستحقونه حقا.

 

لقد اختارت النخب الأمريكية الشرق الأوسط كمكان لاختبار افتراضاتهم المسبقة، على النحو المنصوص عليه في مشروع دليل التخطيط الدفاعي لعام 1992، والذي يقضي بأن القوة العسكرية الأمريكية سوف “تشكل” النظام العالمي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. لقد كان ذلك خيارا غريبا. فلم يكن الشرق الأوسط أبدا في واقع الأمر مهما بالنسبة للولايات المتحدة، بل أصبحت المنطقة أقل أهمية مع مرور الوقت.

 

ولكن الخطأ الأكبر كان مبالغة مؤسسة السياسة الخارجية في قدرة القوات الامريكية على تغيير مسار السياسة العالمية.

 

ومن المؤكد أن الشرق الأوسط قد أثبت أنه مشكلة صعبة بشكل خاص، ووجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط قد ولدت مقاومة كبيرة.

 

ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت نظرية الاستقرار والهيمنة لمشروع دليل التخطيط الدفاعي قد حققت نجاحا أفضل في المناطق المضطربة الأخرى أم لا. الجيش أداة حادة، والقدرة على إدارة القوة غالبا لا تُترجم إلى القدرة على إنتاج النتائج المرجوة.

 

وبحسب التقرير الّذي ترجمه موقع “إيوان 24” فإنّه اذا استمرت واشنطن في رسم الخطط الكبيرة من أجل إعادة تشكيل المنطقة والعالم، يجب أن نفترض أنهم تجاهلوا التحليل المقنع لـ”أندرو باسيفيتش”، وليس بإمكانهم القول أنهم لم يتم تحذيرهم.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول ““ناشيونال انترست”: جهود الولايات المتحدة فشلت في تحقيق السلام والنظام في المنطقة”

  1. علی من تضحگون امریکا هی من صنعت الارهاب وجمیع الویلات مع هولای الزعران حکام العربان.فکیف بالله علیکم بانها ستحاربه.(یمکرون ویمکر الله.والله خیر الماکرین)

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.