الرئيسية » الهدهد » الشرق الأوسط ما عاد مهما لمصالح أمريكا وأوباما يراه الآن “عبئا” عليه

الشرق الأوسط ما عاد مهما لمصالح أمريكا وأوباما يراه الآن “عبئا” عليه

علَقت صحيفةنيويورك تايمز” على نقد أوباما للسعودية بأنه غير مسبوق مع أنه يتناسب مع رأيه الذي يحمله منذ عام 2002 عندما أشار لكل من السعودية ومصر “ما يُطلق عليهم” حلفاء أمريكا.

 

وقالت إن التحالف مع السعودية ولد من مخاوف الحرب الباردة والاعتماد على نفط الرياض. ويبدو هذا التحالف اليوم مهشماً. ومع ذلك، فالتغيير صعب لأن المملكة تقودها مجموعة شابة وتواجه أزمة اقتصادية وتخشى من هيمنة إيران على المنطقة. وترى أن أوباما أجبر على الحفاظ على التحالف التقليدي، وسيزور السعودية في الشهر المقبل. ومن، هنا فالتغيير لن يتم في ولايته بل بيد الرئيس المقبل.

 

وناقش الأمر نفسه المعلق في صحيفة “واشنطن بوست”، جاكسون ديهل، فقال إنه وافق على رؤية أوباما بعدم ضرب النظام السوري على أنه انتصار “تكتيكي” بعد التخلص من الأسلحة الكيميائية.

 

خاصة أن الضربات الجوية التي وعد بها وزير الخارجية جون كيري لم تكن لتحقق الكثير بينما تم تخليص المنطقة من تهديد سلاح خطير.

 

إلا أن ديهل “غيَر رأيه بعدما سمع من عشرات وزراء الخارجية الأجانب ومسؤولين كبار من دول حليفة لأمريكا زاروا واشنطن في الأشهر والسنوات التي تبعت ذلك”، وقال: “يابانيون وجنوب كوريون وسنغافوريون وهنود أيضا إنهم مقتنعون بأن عدم توجيه ضربة لنظام بشار الأسد هو السبب المباشر في جعل الصين ترتكب سلسلة من الاعتداءات في نزاعات إقليمية في بحر شرق الصين وفي بحر جنوب الصين”.

 

أما البولنديون والليتوانيون والفرنسيون، فربطوا تراجع أوباما عن التدخل في سوريا بغزو بوتين لأوكرانيا. أما الدول العربية وتركيا وإسرائيل، فقد رأت أن القرار مسؤول عن تراكم المآسي في سوريا وعدد من دول الشرق الأوسط.

 

ويعلق الكاتب أن الجميع محق، فقد مات في الحرب مئات الألوف من السوريين فيما يواجه الإتحاد الأوروبي خطر الانهيار بسبب ضغط اللاجئين وتنظيم الدولة.

 

ويعتقد الكاتب أن تصريحات أوباما لمجلة “ذا أتلانتك” وفخره بالتراجع عن قراره يعكس “غطرسة” ودفاعاً عن موقفه. وتوحي كلماته بأن أوباما لا يزال غير مدرك تماما، أو أنه في حالة إنكار، لنتائج قراره.

 

واتهم الكاتب أوباما بضيق النظر، خاصة عندما تحدث عن “تحرره” من مؤسسة رسم السياسة الخارجية الأمريكية التي ينظر إليها بازدراء ومن “قواعد اللعبة الأمريكية”، والتي تدعو إلى عمل عسكري لتأكيد مصداقية أمريكا.

 

وإن كان الرئيس يعتقد أن مغامرة بوتين الأخيرة في سوريا لا علاقة لها بالقرار 2013، فإنه الوحيد الذي يعتقد بهذا الرأي. ويرى الكاتب أن هوس أوباما بتراجعه في سوريا دفعه لإيهام نفسه بنوع من العقيدة السلبية حول الموضوع. هذه العقيدة، بحسب غولدبيرغ، هي أن الشرق الأوسط “لم يعد مهماً جداً للمصالح الأمريكية”، وأن أمريكا لا تملك الكثير كي “تجعله مكاناً أفضل”، وأن أي محاولة في هذا الاتجاه لا تؤدي إلا إلى الحرب، وفي المحصلة “استنزاف مصداقية أمريكا وقوتها”.

 

وأشار إلى أن أول شيء يقال عن هذا هو إن كان أوباما يعتقد ذلك فعلاً، فسيكون قد خان نفسه عندما أرسل 4000 عسكري وأعداداً من الطائرات إلى العراق وسوريا لمحاربة تنظيم “الدولة”. فإن هذه الخطوات تثبت أنه لا تزال هناك مصالح مهمة لأمريكا في المنطقة وأن العمل العسكري الأمريكي قد يكون له مردود إيجابي.

 

وعليه، فالسؤال الصحيح ليس حول ما إذا كان على أمريكا التدخل في الشرق الأوسط ولا حتى إن كان يجب أن يكون هذا التدخل عسكرياً أم لا، بل يجب أن يكون عن حجم ذلك التدخل والأهداف المرجوة منه. ويعتقد الكاتب أن أوباما في النهاية وقع ضحية لمعتقداته. فكما أشارت تمارا ويتس من معهد بروكنغز، في مقال لها في “ذي أتلانتك”، فمحاولة الرئيس عدم التدخل ترك أثراً متناقضاً.

 

وفي النهاية، يرى “ديهل” أن أوباما مضطر الآن لمحاربة تنظيم الدولة وفروعه في المنطقة من دون أن تكون هناك فرصة لبناء دول قابلة للحياة. ولم يعد لدى أوباما الكثير من الحلفاء وليس لديه إستراتيجية خروج. و”لذلك، فالتحرر من الشرق الأوسط الذي يحتفل به الآن أوجد مستنقعاً سيرثه الرئيس القادم”.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “الشرق الأوسط ما عاد مهما لمصالح أمريكا وأوباما يراه الآن “عبئا” عليه”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.