الرئيسية » تقارير » سجن العقرب .. جوانتانامو مصر الذي فضح النظام

سجن العقرب .. جوانتانامو مصر الذي فضح النظام

(خاص – وطن) أضحى سجن العقرب المصري أكثر شهرة من سجن جوانتانامو الأمريكي، خاصة وأنه بات مقرا معروفا لأبرز الوجوه المعارضة لنظام عبد الفتاح السيسي سواء من السياسيين أو الصحفيين، فضلاً عن طرق التعذيب التي تتبعها الأجهزة الأمنية ضد المعتقلين ومنع الزيارة عنهم، وهو ما دفعهم إلى بدء اضراب مفتوح تجاوز العشرين يوما حتى الآن.

 

مقبرة العقرب.. شهادات الموتى

دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” دعوة للحديث عن سجن العقرب والفظائع التي تتم به تحت عنوان “اكتبوا عن مقبرة العقرب”، وبدأت الدعوة بمشاركات محدودة مطلع ديسمبر الماضي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل تمددها مع تزايد الاهتمام بأوضاع نزلاء السجون على خلفية قضايا سياسية، خاصة السجن صاحب السمعة الأسوأ، والذي أصبح معها اسمه غير الرسمي- العقرب- علامته المميزة بين بقية مقار الاحتجاز المصرية.

 

ظروف احتجاز غير آدمية

تؤكد تقارير حقوقية مدعومة بشكاوى أهالي السجناء أن ظروف الاحتجاز هناك غير آدمية، وهو ما سلط الضوء مؤخراً على السجن، إلى الدرجة التي أعلن معها اثنان من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الاعتصام في مقر النقابة، احتجاجاً على سوء أوضاع زملائهم المحتجزين، رافعين شعار «لا للموت البطىء للصحفين»، وهو الشعار الذي قال محمود كامل، عضو مجلس النقابة إنه كاشف للأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها نزلاء السجن شديد الحراسة.

 

كامل الذي بدأ الاعتصام مع خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بالنقابة، وصاحب الدعوى للاعتصام من أجل تحسين أوضاع الصحفيين المحتجزين، قال إنه جاء قرار الاعتصام جاء بعد استنفاد جميع السبل القانونية الممكنة مع أجهزة الدولة لاستصدار تصاريح زيارة الصحفيين المحتجزين بسجن العقرب والوقوف على أوضاعهم، بعد تلقى مجلس النقابة شكاوى عديدة من أسرهم على ذمة قضايا مختلفة، خاصة المحبوسين بسجن العقرب، تزامن مع ذلك إعلان النزلاء في 24 فبراير الماضى، الدخول في إضراب عن الطعام، للمطالبة بمساواتهم مع نزلاء بقية السجون من حيث ظروف الاحتجاز، والرعاية الصحية، والزيارات.

 

العقرب.. تعداد المعتقلين يصل لألف شخص

كشف رضا مرعي، المحامي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن السجن المعروف بـ«العقرب» يحمل اسم «شديد الحراسة 2»، ورقم 922، وبمجرد افتتاحه استقبل معتقلين من أعضاء الجماعات الإسلامية والجهاديين، بموجب قانون الطوارئ، بالإضافة إلى سجناء إسلاميين تم نقلهم من سجون أخرى.

 

وأضاف: تأمين العقرب يختلف عن بقية السجون المصرية لأسباب متعلقة بطبيعة نزلائه من عناصر الجماعات الإسلامية، لكن هذا الوضع تغير تدريجياً منذ عام 2011 ليضم السجن سجناء سياسيين مع التوسع فى اعتقال جميع معارضي النظام بدعوى تورطهم في أعمال عنف أو انتمائهم لجماعة محظورة.

 

ولا يعرف المحامي الحقوقي تحديداً أعداد المحتجزين في السجن الذي يصفه بسي السمعة؛ لرفض مصلحة السجون الإفصاح عن قدرته الاستيعابية أو عدد نزلائه، لكنه يعرف الأرقام المتداولة بين أهالي السجناء والمبنية على إحصاءات تقديرية تشير في مجملها إلى أن العدد يتراوح ما بين 900 و1000 سجين.

 

شهادات الخزي

الشهادة الأولى سجلها محمد الرفاعي، أحد السجناء السابقين بسجن العقرب: أنا اعتقلت في العقرب عنبر 2 زنزانة 3 انفرادي تأهيل إعدام لمدة شهر، وعاوز أقولكم إن الحبس في العقرب انفرادي هو أسوأ شعور في الدنيا، تخيل لما بتنام وفى وشك قعدة الحمام والناموس والحشرات بياكلوك من فوق الهدوم؟.. تخيل إن نسبة الرطوبة في الزنازين عالية جدًا.

 

الشهادة الثانية سجلتها رفيدة شمس، ابنة أحد السجناء، وقالت فيها: بابا محكوم عليه بالمؤبد وأربع سنين إهانة قضاء -29 سنة – بابا آخر مرة شوفناه كانت من 6 شهور.. بابا كان بيقولنا إن اليوم في العقرب بمائة يوم.

 

وأضافت: بابا بيقولنا إن أوحش حاجة في العقرب إنهم محرومين مننا، ولو اتفتحت الزيارة محرومين من لمسنا.. الكلام دا من 6 شهور. بابا دلوقتى انفرادي ومش بيطلع تريض ولا هيطلع جلسات لأن النقض اترفض. بابا طبيب وكان عضو مجلس شعب منتخب.

 

نحن الأموات الأحياء

وفي هذا السياق، نشرت الصفحة الرسمية لرابطة أسر معتقلي العقرب رسالة عاجلة من السجن، يقول فيها معتقلون نحن الأموات الأحياء، كل الناس تموت مرة واحدة، ونحن نتجرّع مرارة الموت كل يوم، مرات ومرات، إن كنتم تظنون أننا نبالغ، فاسألوا من يقابلوننا في لحظات بعثنا من مقبرة العقرب، حين نخرج إلى جلسات المحاكم.

 

حملة دولية لإغلاق العقرب

وفي إطار الحملة الدولية بعدة لغات، لمخاطبة شعوب العالم الباحثة عن الحريات وحقوق الإنسان لإغلاق العقرب، ذكرت هيئة تنسيقية لها أن عدد القتلى داخل العقرب بلغ 15 شخصاً، خلال العام الماضي، بسبب سوء حالة السجن، وافتقاده أبسط المعايير الدولية، إضافة إلى الإهمال الطبي وسوء التغذية، ووصفت التنسيقية ما يحدث في السجن، بأنه لا يقل بشاعةً عما حدث في جوانتانامو في أميركا، وأبو غريب في العراق، وباجرام في أفغانستان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.