الرئيسية » الهدهد » بالأدلة والقرارات.. السيسي يحمي الأغنياء ويكشف الستر عن الفقراء

بالأدلة والقرارات.. السيسي يحمي الأغنياء ويكشف الستر عن الفقراء

“خاص- وطن”-  خنق المصريين واستنزافهم لأقصى درجة ممكنة، ربما هذه الجملة البسيطة هي التي تختصر استراتيجية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وباقي وزراء حكومته خلال الفترة الراهنة، فالرئيس منذ وصوله إلى الحكم يعمل جاهدا على استنزاف المصريين والاستفادة منهم بأقصى حد ممكن.

 

السيسي.. هرب من رجال الأعمال واتجه للفقراء

حاول السيسي مع الشهور الأولى من حكمه، بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي الظهور بصورة عبد الناصر الجديد، متجها نحو رجال الأعمال الذين نهبوا خيرات البلاد، لكنه مع أول اصطدام انسحب السيسي من باقي الجولات، ولم يجد أمامه سوى البسطاء الذي بالكاد يملكون قوت يومهم.

 

رغم تراخي السيسي في التعامل مع رجال الأعمال وعدم تحصيل الدولة لمستحقات الضرائب منهم، يصر الرئيس المصري على سلب محدودي الدخل والقضاء على الطبقة المتوسطة نهائيا، حتى أصبحت طبقات المجتمع تتلخص في اثنتين إحداهما فاحشة الغنى والأخرى معدومة الدخل.

 

وزير الكهرباء: لا يمكن استمرار دعمها

قال محمد شاكر وزير الكهرباء إن الكهرباء في مصر مدعمة بشكل هائل، ويتم بيع الكهرباء في مصر بنصف تكلفة إنتاجها، مضيفا هذا الحال لا يمكن الاستمرار عليه. وتابع شاكر، خلال الندوة التي عقدها مجلس الأعمال المصري الأوروبي، برئاسة محمد أبو العينين الثلاثاء الكيلو وات الواحد يتم إنتاجه بسعر 60 قرشا ويتم بيعه بـ23 قرشا، ولذلك تم تصميم شرائح جديدة لتوزيع الكهرباء، واستبعاد محدودي الدخل منها.

 

وأوضح شاكر أن الوزارة قامت بحملة للتشجيع علي ترشيد الكهرباء إلا أنها لم تحقق نجاحًا، متابعا: نسعي لعمل حملة أخرى للترشيد، ويتم مناقشة ذلك مع عدد من الشركات ووكالات الإعلان، والتي من المقرر أن يمولها البنك المركزي، لاستهلاك الطاقة بأكبر قدر من الترشيد.

 

وأكد شاكر أن الفحم المصري يمثل طاقة نظيفة، ولا تنتج عنه أي أضرار، مضيفا أنه قام بزيارات إلى ألمانيا والصين ووجد الفحم يستخدم دون أي أضرار، بعد إضافة بعض المواد عليه للتقليل من مخاطرة، مضيفا أن وزير البيئة أكد له أن استخدام الفحم كمصدر للطاقة لا أضرار منه.

 

رفع دعم المياه

كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، المسؤولين في الحكومة بإطلاع الرأي العام على الإجراءات التي تقوم بها الدولة في مجال مشروعات الإسكان والمياه والصرف الصحي، لافتا إلى أنه يجب توضيح التكلفة الحقيقية للخدمة والسعر الذي يقدمه المواطن في مقابلها. وأضاف “السيسي”، في كلمته خلال افتتاح عدد من المشروعات الخدمية بمدينة السادس من أكتوبر قبل أيام، أن التكلفة التى تتحملها الدولة نظير وصول متر المياه للمواطن تبلغ 160 قرشا، مشيرًا إلي أن المواطن يتحمل 23 قرشا فقط من تكلفة وصول متر المياه له، وبالتالي فالمواطن يتحمل أقل من ربع التكلفة.

 

وتابع: على الدولة الانتباه، وعلى المواطن أن يشعر بقيمة وتكلفة المياه التي تصل إليه، لأن الدولة لن تستطيع الاستمرار في تقديم الخدمة بهذه الطريقة، من أجل الأحفاد القادمة، مش هنعيش ونسيب الآخرين يواجهوا مصيرهم.

 

رفع الدعم الجزئي عن المحروقات

مع الشهور الأولى من الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي ووصول السيسي إلى الحكم، قرر الأخير رفع الدعم عن المحروقات، ثم تبع ذلك بالمياه والكهرباء، حيث أقدم في شهر أغسطس من عام 2014 الماضي على اتخاذ سلسلة قرارات بالرفع الجزئي للدعم عن أسعار المحروقات (السولار، البنزين، الغاز الطبيعي)، والكهرباء والمياه.

 

تأثر الكثير من هذا القرار، لا سيما السائقين البسطاء الذين لا يملكون لقمة عيش أخرى سوى العمل بهذه المهنة، فضلا عن حالات التذمر والغضب التي خلفها القرار بين المواطنين الرافضين له، خاصة وأنه أعقب قرار رفع الدعم زيادة كبيرة في سعر الغاز والبنزين.

 

خبراء: السيسي يحمي الأغنياء

وفي هذا السياق؛ قال الدكتور يحي القزاز، العضو في حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات: في البلاد الرأسمالية، يدفعُ رجال الأعمال الضرائب، وفي بلادنا نحميهم ونُعفيهم من الضرائب، بل ونمنحهم أرضا بلا مقابل ونفصِّل لهم قوانين تحميهم وتشجِّعهم على الفساد ولا نمكِّن أحدا من محاسبتهم، مثل قانون عدم الطّعن على عقود الدولة مع المستثمرين وتحصينها بأثر رِجعي، والذي يمنع محاسبتهم وتصحيح أوضاعهم.

 

ويرى الأكاديمي المصري أنه في غياب التنمية واستمرار سلطة الدولة الأبوية التي تُعاير المواطن بفقره وتقول له أجيب لك منين، فإن هذا يعني بوضوح عدم وجود رؤية واضحة ولا تخطيط مستقبلي. فمصر بها موارد طبيعية وبشرية، لو أحسن استغلالهما صارت من الدول المتقدّمة؛ مشيرا إلى أن رفع الدعم هو رفع للغطاء وكشف ستر البسطاء وحرقهم بجحيم الأسعار، فلا يجوز أن أرفع الدّعم عن الفقراء، بينما أمنحُ الأثرياء المزيد من المزايا والقوانين التي تُحصّنهم.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.