معاريف: السعودية وإيران.. المنتصر سيحدد الشكل السياسي والثقافي للمنطقة

“أكبر مؤيدي السعودية بالطبع هي دول الخليج الغنية المهددة بشكل مباشر من قبل إيران. لكن مؤيديها الآخرين كمصر والأردن دول فقيرة، فمصر نفسها تخوض صراعا مريرا مع الإخوان المسلمين داخلها ومع داعش بسيناء. من يعرف، ربما سيأتي اليوم الذي تؤجر فيه مصر جزء من جيشها للسعودية؟”.

جاء هذا ضمن مقال للمحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي العميد “عاموس جلبوع”، ذهب فيه إلى أن هناك صراعين مركزيين يقسمان العالم الإسلامي بالشرق الأوسط، هما الصراع السني الشيعي، والسني الداخلي، وأن نتائج الصراعين هي ما ستحدد الشكل السياسي والثقافي للمنطقة برمتها.

إلى نص المقال..

تجرى في هذه الأيام حفلة تنكرية في جنيف يطلق عليها مؤتمر دولي للسلام في سوريا. هذيان ومحاكاة ساخرة يختفي ورائهما الصراع الحقيقي الدائر في منطقتنا، وفيه إيران والسعودية هما الخصمان الرئيسيان.

بدأ الصراع بينهما على الأرض، فاستخدمت كلتاهما مندوبين، وكذلك أيضا عبر قواتهما. ساحة الصراع الرئيسية هي سوريا واليمن. بالنسبة لإيران، سوريا هي الأهم (تدعم هناك نظام الأسد ومندوبها هو حزب الله) ، وبالنسبة للسعودية فإن اليمن هو ساحة الصراع الأهم (يدعمون هناك النظام القديم، بينما يدعم الإيرانيون المتمردين عليه). في حين أن ساحة الصراع الثانوية هي لبنان والبحرين والعراق.

ما يميز تلك الساحات أن جميعها تضم سكان شيعة. فحيث لا يوجد شيعة لا يدور صراع بين إيران والسعودية، أي في مصر والأردن وليبيا ودول شمال إفريقيا، وجميعها سنية. في هذا الصراع الأوراق التي بحوزة الإيرانيين أقوى بكثير، من الأوراق التي تملكها السعودية.

إيران دولة أكبر وأكثر جودة، إمبراطورية سابقة وربما يكون بحوزتها سلاح نووي في المستقبل. تمثل بالفعل الشيعة في الدول العربية، رغم أنهم يشكلون أقلية بسيطة مقابل الأغلبية السنية الساحقة في العالم العربي.

لكن يمثل الشيعة الطائفة الأكبر في مناطق الصراع: في لبنان 40% وفي العراق أكثر من 50% ويحكمون هناك الآن، في اليمن نحو 40% ينتمون للتيار الشيعي، وغالبية شيعية محكومة بالبحرين. فقط في سوريا، وهي القلب الاستراتيجي للهلال الخصيب، هناك أقلية علوية، وهي أحد التيارات الشيعية، لكنها الحاكمة حتى الآن في البلاد.

الولايات المتحدة تحديدا، الدرع الأمني للسعودية منذ ما يزيد عن 80 عاما، موجودة الآن على الجانب الإيراني على حساب السعودية، بينما تدعم روسيا إيران بوضوح وكذلك الشيعة.

السعوديون، وبعكس الإيرانيين، لا يمثلون الإسلام السني ولا يمكنهم الإدعاء أنهم يمثلونه. هم أنفسهم ينتمون لتيار سني متشدد. وأمامهم تقف تركيا، الطامحة في الهيمنة على السنة بالمنطقة ولها تاريخ استعماري كبير، وباقي تنظيمات “الإخوان المسلمين” والتنظميات السنية الأكثر تشددا، مثل داعش والقاعدة.

أكبر مؤيدي السعودية بالطبع هي دول الخليج الغنية المهددة بشكل مباشر من قبل إيران. لكن مؤيديها الآخرين كمصر والأردن دول فقيرة، فمصر نفسها تخوض صراعا مريرا مع الإخوان المسلمين داخلها ومع داعش بسيناء. من يعرف، ربما سيأتي اليوم الذي تؤجر فيه مصر جزء من جيشها للسعودية.

في العالم الإسلامي بالشرق الأوسط هناك شرخين: الشرخ السني- الشيعي والشرخ الداخلي السني. الانقسام والصراع الداخلي في المعسكر السني يضعفه في مواجهة إيران والمعسكر الشيعي والغرب.

ما يجري في سوريا والحفلة التنكرية في جنيف هو انعكاس لتلك الصورة العامة لما يحدث بالشرق الأوسط. نتائج الصراعات في الشرخين هي ما ستحدد الشكل السياسي والثقافي للشرق الأدنى.

المخاوف الرئيسية لإسرائيل تكمن بالطبع في تزايد قوة الإمبراطورية الإيرانية القادمة، وتزايد قوى جميع التنظيمات السنية الجهادية.

لكن هل يتعين على إسرائيل إدخال رأسها السليمة علانية (والتشديد على علانية) إلى قلب الصراعات الدامية المريضة الموجودة داخل الإسلام، مثلما نوصي باستمرار تحت شعار “استغلال الفرص”؟ بشكل منفصل.

‫3 تعليقات

  1. وين فهد الحربي الفرخ ليش مايعلق هنا اريد التاكيد بان ال سلول ونظامهم الحاكم لايمثلوننا نحن السنة لأنهم اصحاب مذهب شاذ وهابي تكفيري مزق امتنا السنية وهم سبب البلاوي التي حلت بِنَا لقد حكمنا المرحوم صدام وقد انقلبوا ضده بل استنجدوا بالامريكان وفتحوا قواعدهم لكي يضربوا بلد عربي مثل العراق فأي بلدان حقيرة هذه وقد وصفهم المرحوم بأوصاف كثيرة منها الكلاب او لقد غدر إلغادرون وقد ضربهم بصواريخ ارض ارض انتقاما منه لأنهم حكام خونة ماجورين

  2. كل مايجري في هذه المنطقة يسير حسب الخطة المرسومة من قبل امريكا والغرب . وهي اضعاف المعسكر المعادي لاسرائيل اكان ايران ام التيار الضعيف اساسا في السعودية المعادي لاسرائيل . وخير دليل على ذلك الحرب التي اختلقتها وعززتها اميركا والغرب بين ايران والعراق والذي ما يحصل الان هو ارتدادات تلك الحرب . ولكننا كعرب ومسلمين دواب لا نستفيد من عثراتنا ولا نتعلم من دروسنا وق اعتدنا الاستكانة والاستعباد والركوبة للغرب . والسبب حكامنا الاشاوس الذين يجثمون على صدور شعوبهم ويتحكمون في مقدورات دولهم مما يجعل الشعوب مغلوب على امرها ومستسلمة لهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى