الرئيسية » تقارير » هذه هي الفوارق بين محمود عباس ومحمد دحلان

هذه هي الفوارق بين محمود عباس ومحمد دحلان

بقلم: نظام المهداوي

من حسن حظ محمد دحلان ان خصمه عباس.. لا لون ولا طعم ولا رائحة ولا حتى قنبلة صوتية تشبه بقية القنايل الصوتية المنتشرة في عالمنا، وذلك كي لا يحاسب على التحريض ويتهم بالإرهاب.

واذا فكر فلسطيني ان يسأل نفسه ما الفرق أصلاً بين دحلان وعباس؟ سيجد الجواب ان لا فروق تذكر. فدحلان مثلا لا يدعو إلى كفاح مسلح آو بدائل عن المفاوضات والتنسيق الأمني لأنه يعرف جيدا وهو الذي وضع أسس هذا الاتفاق حين كان يفاوض الإسرائيليين أمنيا بأن وقف التنسيق الأمني معناه أن تحمل السلطة، التي يسعى إليها، مفاتيحها ويغادر عباس مقاطعته في رام الله وذلك لأن مهام السلطة التي ساهم دحلان وعباس بوضع أسسها مع الإسرائيليين هي منع العمليات الفدائية ضد إسرائيل وضد مستوطنيها.

لا يحمل دحلان شأنه شأن عباس أي برنامج بديل عن التفاوض والفرق بين الإثنين أن الأول يطلق قنابله الصوتية من قصور أبوظبي ويعاير عباس ويحرجه بقصة التنسيق الأمني والثاني يخرج إلى شعبه يائسا محبطا يتحدث عن بؤسهم ثم لا ينسى ان يعيد تظلمه واستجدائه بان يوافق نتنياهو على التفاوض معه مؤكدا ومشددا على ان السلطة باقية والتنسيق الأمني مستمر والذي لولاه لن يعرف ان يعود عباس من بيت لحم إلى مقره في رام الله.

والاثنان دحلان وعباس ليسا على وفاق مع حماس. ولا يختلف الأول عن الثاني سوى ان دحلان يتعامل بالرصاص والقمع والسجون والإعلام المزيف والقتل والسحل ضد حماس ضمن معركة ستكون ام المعارك حتي تتصفى آخر قطرة دم من القضية الفلسطينية فتهنأ إسرائيل.

أما عباس اليائس المكسور الذي اقتصرت انجازاته على علم يرفرف في مقر الأمم المتحدة وكلمة من على نفس المنبر الذي نحرت فيه فلسطين، ومحكمة جنايات دولية ستحاكم سلطته أيضا كدولة على جرائم الحرب كما ستحاكم إسرائيل لأن القانون لن يفصل بين محتل ومقتول، نقول يقف عباس متجمداً أمام حماس: لا تصالح ولا حرب إبادة. وغزة قطاع شارد عن الوطن يجسد انسلاخه فلا يزوره ولا يقتدي بعرفات الذي قبل رأس أحمد ياسين من أجل وحدة شعبه.

كان ذلك في زمن يعتبر فيه من يطعن بوحدة الشعب ضد المحتل خائناً وقبل أن تصاب ذاكرة الكثيرين بالعطب لدرجة ان يصاب المرء بالدهشة: فلا حماس المتمسكة بالإسلام تدفعها شهامة وشجاعة الأنبياء وسيرة قادة الإسلام العظام فينهوا مهزلة الانقسام هذه من أجل الانتباه إلى العدو الذي بلع الوطن وتجشأ. ولا يستفيق عباس في أرذل العمر منتفضا من حلم يشاهد نفسه فيه ميتاً وقد ترك وراءه شعبا مقسوما على نفسه وغزة شاردة كأنها كيان آخر من وطن قسمه الإحتلال إلى كانتونات تلتف حولها المستوطنات كالأفاعي.

كان على حماس على الأقل غير المكبلة بقيود أمريكا والمجتمع الدولي أن تسعى لانهاء هذ الانقسام المقيت، الذي هزم الفلسطينيين ولم تهزمهم إسرائيل، بأي ثمن كان ولن يكون بكل الأحوال اغلى من الانشغال عن معركة الاحتلال. وكان عليهم ان يلعنوا السلطة بمفهومها الحالي وهم يعرفون ان السلطة العظيمة والمترسخة تستمدها أي حركة مقاومة للمحتل من شعبها وليس من أوسلو وملحقاتها.

لا فروق كثيرة إذن بين عباس ودحلان حلفاء الأمس الذي جمعتهما خصومة عرفات، وهذا من حظ الأخير ومن حظ الأمريكيين والإسرائليين والمصريين والإماراتيين ويكفي هذا، فالمملكة السعودية بثقلها لا يتربع على عرشها إلا بعد أن يمر الملك المرتقب في دوائر البيت الأبيض والكونغرس والإستخبارات ويحصل على ختم الموافقة فما بالك بسلطة انشأتها إسرائيل وأمريكا غير ان هذا لا يقنع الكثير من الفلسطينيين بأنهم لا يختارون رئيسهم وانهم يخدعون أنفسهم ان اعتقدوا ذلك.

عباس نفسه ضغطت أمريكا وإسرائيل على عرفات كي يعينه رئيسا للوزراء فرضخ بعد رفض.

ودحلان وقف بجانب الرئيس جورج بوش يضع الأخير يده على كتفيه مبتسما وقائلا: هذا الفتى يعجبني.

كان الإثنان مجتمعان وثالثهما رئيس الإستخبارات الأمريكية في البيت الأبيض.

ونوعية دحلان من البشر تعجب واشنطن ووكالاتها الإستخبارتية باستمرار فهو مثل احمد الجلبي الذي باع بلده وساعد علي غزوه. وتجد آمريكا بين تلك النوعية أشياء مشتركة: المال العلاقات الإستخباراتية النفوذ الخيانة الخسة النذالة القذارة.

ورغم كل هذا سيتحسر الفلسطينيون على عباس اذا تولى دحلان أمرهم. فالأول مسالم بلا لون ولا طعم ولا رائحة والثاني تمرس وتغطرس كثيراً وطويلاً في حروب الثورات المضادة فقد كان بطلها على الدوام من ليبيا إلى تونس مرورا بمصر وسيدمي دحلان بسياطه الوطن النازف ولن يسمح لطير يسقط ريشة واحدة فوق رأس مستوطن صهيوني.

لا تصدقوا عنترياته الفارغة منذ ان انتصب امام الكاميرا في غزة صارخا: “قناصة مش قناصة خلي حماس تطخني”. وما قنابله التي يقذفها أمام عباس كل حين بغباء معتقدا انها تنطلي على الفلسطينيين إلا لترويج نفسه زعيما بديلاً استكمالاً لخطته التي بدأها برشق المال الإماراتي والمال الذي اختلسه قبل أن يفر هاربا لشراء الذمم والمؤيدين ودفع مخصصات ورواتب وتأسيس امبراطورية إعلامية تسبح ببطولاته ونضالاته الفريدة من قصر ولي عهد أبوظبي حاكم الإمارات.

ومن الطبيعي ان تجد الجدال بين الفلسطينيين على هذا النحو:

دحلان يحضر نفسه للرئاسة؟ يعني عباس احسن منه؟ وإلا جبريل الرجوب؟ وإلا المفاوض الكبير صائب عريقات؟ وإلا ياسر عبد ربه؟

كلهم “أوسخ” من بعض؟

صحيح كل الموجودين والبارزين على الساحة “زي” بعض! أو في تعبير آخر: ان السلطة لا تحل ولا تربط. ما هي إلا بلدية وشركات تجني الملايين وأمن فلسطيني يفسح الطريق للجنود المدججين والمستعربين ليقتوا ويعتقلوا ويهدمو البيوت. ومن يحكم الفلسطينيين هو يوئاف مردخاي حسب ما جاء باعترفات عريقات بعد عقدين من المفاوضات الفاشلة وهي اعترافات لا تخرج أيضا عن صراعات السباق إلى كرسي الحكم الوهمي.

وبعيدا عن كل هذا لم ينشغل فلسطينيون يتزايدون يوما بعد آخر في شؤون السلطة وحكمها وفسادها انشغلوا كل بمفرده بهذا الإحتلال الجاثم كالأخطبوط يبتلع الأرض والزيتون والبشر وقرروا ان يقاوموه كل على طريقته طعنا أو دهسا أو قتلا. تركوا وراء ظهورهم الفصائل التي اصابتها الشيخوخة حتى أفلست وتناحرت على لعبة قذفها الاحتلال عليهم اسمها السلطة.

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “هذه هي الفوارق بين محمود عباس ومحمد دحلان”

  1. خنزيران عميلان صهيونيان قوادان سيبصقهم الشعب الفلسطيني بصقا ويدعس على جباههم بنعال مغمسه بخرا

    رد
  2. الأخ الكاتب العزيز ، مقالك جميل ولكن لماذا حشرت حماس في الموضوع ، ولماذا تلقي اللوم على حماس في الإنقسام الحاصل ، ألم تقبل حماس بكل شروط السلطة لإنهاء الإنقسام ومن الذي إنقلب على الإنقسام ، مع أننا كشعب فلسطيني ضد وقف الإنقسام فالبرنامجان مختلفان تماما ، السلطة عميلة ومواقفها نجسة ، وتعتمد على التنسيق الأمني ، أما حماس فهي حركة مقاومة تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني ، ،،

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.