الرئيسية » الهدهد » معهد ابحاث الأمن الإسرائيلي: قمع السيسي للإخوان سيدفع بتسلل جماعات متطرفة

معهد ابحاث الأمن الإسرائيلي: قمع السيسي للإخوان سيدفع بتسلل جماعات متطرفة

“خلف الاستقطاب السياسي الحاد في مصر وتشتت الإخوان المسلمين مستودعا ضخما من الشباب الغاضب والمحبط والمتعطش للانتقام من النظام”.

“صحيح أن هناك مسافة إيدولوجية هامة تفضل بين “الدولة الإسلامية” والقاعدة وبين جماعات الإسلام السياسي، لكن ضعف الإخوان المسلمين، إلى جانب القمع المتصاعد من قبل النظام المصري، إضافة إلى  فقدان الثقة في تحقيق التغيير بالطرق السلمية وتزايد التأثيرات السلفية، قلص من تلك الفجوات”.

كنت هذه مقتطفات من دراسة نشرها “معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” بعنوان “الإخوان المسلمون في مصر..إعادة تنظيم”، حذرت فيها من تسلل جماعات متطرفة إلى الفراغ الذي خلفته جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

واعتبر الباحث الإسرائيلي “”إريز شتريم” أن  القاسم المشترك للقمع من قبل قوات الأمن يطمس بالضرورة الخطوط الفاصلة بين التيارات الإسلامية المختلفة، محذرا من مغبة الاستمرار في قمع الإخوان على الأمن الإقليمي.

وتطرقت الدراسة للتغييرات بعيدة المدى التي طرأت على هيكل وإيديولوجيا وطبيعة نشاطات الجماعة ومؤيديها في مصر، وكذلك لما وصفتها بالتأثيرات السلفية على شباب الجماعة الذين يأسوا من النضال السلمي.

إلى نص الدراسة..

جماعة الإخوان المسلمين في مصر، هي إحدى الجماعات السياسية المؤثرة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. حتى  صيف 2013، عندما أسقط نظامها على يد الجيش المصري، كانت الجماعة تعد أكبر المنتصرين في “الربيع العربي”، والقائد المتوقع لسنوات طويلة لمصر، أكبر دولة عربية تكدسا بالسكان.

ليس هذا فقط، فقد اعتُبر الإسلام السياسي إيدلولوجيا يتوقع أن تجتاح العالم العربي بأسره في عصر ما بعد انهيار الديكتاتوريات القديمة. أيضا في الماضي، خلال حكم عبد الناصر والسادات، عرفت الجماعة فترات قمع وأزمات من قبل النظام.

لكن خسارة الحكم والقوة غير المسبوقة لقمع الحركة بعدها، أدت إلى أن أصبحت الأزمة التي تعصف بها هذه الأيام هي الأكثر حدة في تاريخها.

دلالة هذه الأزمة أن هي أن الإسلام السياسي، بنموذجه الإصلاحي، المؤيد للتغيير التدريجي، ومعارض للعنف، ومتقبل للدولة العربية كإطار شرعي، بات يفقد تأثيره بسرعة. صحيح أن الإسلام السياسي، كوجهة نظر عالمية  ذو جذور راسخة في مصر ولا يمكن أن يختفي من الخارطة، لكن الخطر الذي بدأ بتحقق، هو أن تتسلل عبر الفراغ الذي تركه الإخوان المسلمون عناصر تحمل إيدلولوجيات أكثر تطرفا، بما في ذلك جماعات الجهاد العالمي.

في يوليو 2013 بعد الإطاحة بمحمد مرسي ونظامه من الحكم على يد الجيش لوحظ تصعيد في الصراع العنيف بين الإخوان المسلمين ومؤسسات الدولة المصرية.

 الضغط الذي مورس منذ ذلك الوقت على الجماعة تضمن قتل آلاف المتظاهرين من مناصريها، واعتقال عشرات آلاف الإسلاميين معارضي النظام، وحظر الجماعة، وتصنيفها كتنظيم إرهابي وتفكيك بنيتها الاقتصادية والاجتماعية، بدء من الجمعيات الخيرية والمستشفيات مرورا بالمساجد والمدارس، التي أغلقت أو جرى تأميمها على يد النظام. الوضع الكئيب لجماعة الإخوان المسلمين أدى لتغيرات بعيدة المدى في هيكل وإيديولوجيا وطبيعة نشاطات الجماعة ومؤيديها في مصر.

تغيرات هيكلية- ضعف القيادة وكسر البنية الهرمية

الطبيعة المركزية والهرمية الصارمة التي ميزت جماعة الإخوان المسلمين على مدى سنوات نشاطها لم تعد قائمة. عملية اتخاذ القرار أصبحت غير مركزية، وباتت الخلايا الناشطة على الأرض تتمتع بحرية كبيرة في العمل.

لم تعد قيادة الجماعة التي يتواجد معظمها في السجن أو المنفى قادرة على فرض قراراتها على الناشطين المنوط بهم تنفيذ هذه السياسات.

أدى الإحساس الصعب بالتوهان وانعدام الرؤية بين شباب الجماعة، فيما يتعلق بالتعامل مع الإجراءات القمعية التي يتخذها النظام لتغيرات شخصية في القيادة، وشرخ داخلي متصاعد، وكذلك لانتقادت لاذعة من قبل الشباب ضد جيل القيادة القديم، المتهم بكونه منعزلا.

هؤلاء القادة الجالسون بشكل مريح في تركيا أو قطر ويدعون الشباب للتضحية بأنفسهم في صراعات الشارع عديمة الجدوى، في الواقع، ضد قوات الأمن.

كذلك أثار الانتقادات تحفظ أعضاء في القيادة عن ممارسة العنف والتمسك بالنضال السلمي، رغم الفشل المتواصل لهذا النهج في تهديد استقرار النظام.

تفكيك الطابع المركزي يحدث أيضا، جزئيا، بشكل إرادي، بهدف مواكبة نشاطات الجماعة للظروف الحالية المشبعة بالقيود والعقبات، وتقليص التوترات بين الميدان والقيادة.

لا يسمح الضغط الذي يمارسه النظام، وكذلك الانفصال بين القيادة في خارج البلاد والنشطاء داخل مصر نفسها، بالعمل عبر الهيكل الهرمي التقليدي الذي ميز الجماعة على مدى سنوات.

تغيرات إيديولوجية- تأثيرات سلفية ويأس من النضال السلمي

الانتقال لنشاطات أقل مركزية كشف جماعة الإخوان المسلمين التي كانت في الماضي حركة مغلقة ومتجانسة نسبيا لتأثيرات خارجية لناشطين ورجال دين سلفيين، يتبنون موقفا أكثر تشددا حيال النظام الحالي في مصر بشكل خاص والدولة المصرية عموما.

حدث التعاون بين ناشطي الجماعة وبين ناشطين سلفيين في أيام الاحتجاجات التي التئمت في اعتصام رابعة العدوية ضد عزل مرسي، ما عمق بشكل كبير التوتر بين النظام والمعارضة.

الكثير من رجال الدين الذين يحرضون على المعارضة العنيفة ضد النظام في قنوات التلفزة التي يبثها الإخوان المسلمون من تركيا هم شيوخ سلفيون، ليسوا محسوبين تقليديا على الجماعة. يطمس القاسم المشترك للقمع من قبل قوات الأمن الخطوط الفاصلة بين التيارات الإسلامية المختلفة.

كذلك شهد خطاب قادة الجماعة عملية تصعيد، مع تزايد القمع الذي يمارسه النظام. في يناير 2015 نشر موقع الانترنت التابع للجماعة بيانا، أزيل بعد وقت قصير، ودعا ناشطيها ومناصريها للاستعداد لـ “مرحلة طويلة ومتواصلة من الجهاد”.

في يونيو من العام نفسه تبنت قيادة الجماعة بيانا تحريضيا، وقعه 159 رجل دين مسلم، بعضهم محسوبين على الجماعة، يدعو لثورة على النظام ويشجع على استهدافه ومؤيديه.

علاوة على ذلك، يزعم الكثيرون من قيادات الجماعة، أنه رغم اعتراضهم على العنف، فهم يتفهمون من “يسعى للانتقام” من قوات الأمن لاستهدافها أقاربه، وأنه ليس بمقدورهم منع ذلك.

 كثيرا ما ردد قادة الجماعة أن “ما دون الرصاص سلمية”- وهو بيان يعد لعمليات تخريب ممتلكات وإلقاء حجارة وزجاجات حارقة.

يمكن القول، إن قادة الإخوان المسلمين يدركون تبعات الإعلان الرسمي عن كفاح مسلح ضد نظام السيسي. فسلك هذا الطريق سوف يقيد قدرة عمل الجماعة على الساحة الدولية، ويقدم مبررات إضافية لمزاعم النظام ضدها، بل يمكن أن يبعد جزءا كبيرا من أعضائها التقليديين.

لذلك، تعود الجماعة وتعلن رسميا عدم تأييدها للعنف، لكن في ظل الإحباط المتزايد بين الشباب، فإن التمسك بالكفاح السلمي يهدد القليل مما تبقى من سيطرة قيادة الحركة على أعضائها. لهذا، تسير الحركة في طريقى وسطي يطلق عليه “ثورية”- تعريف غامض عمدا، يتغير معناه ويمكن تفسيره بطرق مختلفة. يتراوح مداه بين الاحتجاج والانتفاضة الشعبية، مرورا بعمليات تخريب كإحراق أعمدة الإنارة، وتفجير البنى التحتية للمواصلات، وصولا إلى عمليات إرهابية مركزة ضد قوات الأمن.

تورط الإخوان المسلمين في الإرهاب- تبعات على أمن إسرائيل والمنطقة

من الصعب قياس مدى تورط الإخوان المسلمين في موجة الإرهاب التي تجتاح مصر وفي الاعتداءات التي تقع بشكل يومي تقريبا، والتي حصدت أرواح رجال قوات أمن، وقضاة، وسياسيين مؤيدين للنظام وغيرهم.

معظم الناشطين الإسلاميين في مصر ليست لهم عمليا انتماءات حزبية، لذلك فإن النشاطات الإرهابية الإسلامية لا تشهد بالضرورة على صلة مباشرة للإخوان المسلمين. مع ذلك، عملية انزلاق نشطاء الإخوان المسلمين تجاه نشاطات عنيفة بمختلف أنواعها، أمر ملموس وواضح.

يعتقد أن جزءا على الأقل من الخلايا الإرهابية الصغيرة في منطقة وادي النيل جرى تأسيسها على يد ناشطين سابقين في الحركة. فمن المعروف أن عددا قليلا من الأعضاء السابقين التحقوا خلال العامين الماضيين بـ”ولاية سيناء” ذراع “الدولة الإسلامية” بشبه الجزيرة.

لهذه العملية الخطيرة يتوقع أن تكون هناك تبعات ثقيلة ليس فقط على استقرار مصر، بل أيضا على أمن المنطقة. تبذل عناصر الجهاد العالمي، المحسوبة على “الدولة الإسلامية” والقاعدة جهودا كبيرة لاختراق الفجوة التي نتجت عن تراجع قوة وتأثير جماعة الإخوان المسلمين.

صحيح أن هناك مسافة إيدولوجية هامة تفضل بين “الدولة الإسلامية” والقاعدة وبين جماعات الإسلام السياسي، لكن ضعف الإخوان المسلمين، إلى جانب القمع المتصاعد من قبل النظام المصري، إضافة عن  فقدان الثقة في تحقيق التغيير بالطرق السلمية وتزايد التأثيرات السلفية، قلص من تلك الفجوات.

خسارة الحكم، الذي وصل إليه الإخوان المسلمين بشكل ديمقراطي، يتناقض تماما مع نجاح نموذج “الدولة الإسلامية” في تأسيس حكم إسلامي بطرق عسكرية في مناطق مختلفة بسوريا والعراق وليبيا.

التمركز الذي يدور الحديث عنه لخلايا “الدولة الإسلامية” في الشهور الماضية بمنطقة القاهرة ومناطق قريبة من الحدود المصرية الليبية يشير إلى جهود لتوسيع نشاطها أيضا إلى داخل مصر، بعيدا عن مجال سيناء.

خلف الاستقطاب السياسي الحاد في مصر وتشتت الإخوان المسلمين مستودعا ضخما من الشباب الغاضب والمحبط والمتعطش للانتقام من النظام.

لهذا الفضاء تطمح تنظيمات الجهاد العالمي في الدخول ولديهم الكثير ليقدموه لمعارضي النظام الإسلاميين، بما في ذلك التمويل، وتوفير السلاح، والإرشاد والتدريب، وكذلك دعايا إعلامية على أعلى مستوى.

الهجوم على طائرة الركاب الروسية بسيناء هو نموذج لتصاعد القدرة التدميرية لقوة “الدولة الإسلامية” في مصر. بالنسبة لإسرائيل، تتراوح التهديدات المحتملة بين تمركز عناصر محسوبة على “الدولة الإسلامية بالقرب من الحدود الجنوبية- الغربية، ومزيد من تغلغل “الدولة الإسلامية” وعناصر جهادية أخرى في قطاع غزة، وكذلك زعزعة الاستقرار في مصر.

كذلك برؤية أوسع، فإن تمدد “الدولة الإسلامية” بشمال إفريقيا سوف يتأثر بشكل كبير من قدرته على استغلال أزمة الإسلام السياسي في مصر نتيجة لخسارة الحكم الذي جربته جماعة الإخوان المسلمين في تلك الدولة.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “معهد ابحاث الأمن الإسرائيلي: قمع السيسي للإخوان سيدفع بتسلل جماعات متطرفة”

  1. والله اي حاجه تضر بمصر وشعب مصر انا معه وربي يقوي اي احد يريد الضرر بمصر والمصريين ويساعد في تدميرهم ويحفظ سد النهضه ويحفظ الارهابيين اللي في سينا ويجعلهم يقتلو المصرين اظراط الارض ويجفف ارضهم وبيتليهم بالغلاء والزلازل واي حاجه تدمر مصر الله يتممها على خير ونرى مصر العهر تهوي وتتمزق شر ممزق ويسود فيها التفجير والتدمير ياقوي يارب يامنتقم ارني في مصر العهر يوم اسود من يوم فرعون وجنوده

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.