وطن- الدين وضع الهى للبشر لهدايدهم وارشادهم الى الطريق المستقيم و الوسيله التى تمهد وتوضح للانسان معرفة الاله الحق المبين وتقوم الصلة بين الانسان وربه على الايمان الراسخ المطمئن الى العقيدة والمتيقن بها وارسل الله تعالى الرسل الى البشر مبشرين ومنذرين ليخرجوا الناس من الكفر الى الايمان ومن ظلمات الجاهليه الى الفضائل ومكارم الاخلاق وقال الله تعال( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً” ) الاسراء 15 وقوله تعالى : ) رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) النساء 2
فالدين الغذاء الروحى للانسان يتصل بالقلوب ويدخل الافئده وتقوى به النفوس البشرية لعظيم الاعمال الدينيه من عبادات من خبث الاعمال وحقيرها و الذى يقود الانسان الى الحلال والحرام والثواب والعقاب فلا يوجد فى الاسلام سلطه دينية لها البسط والسيطرة عى عقايد البشر سوى الدعوه والموعظة الحسنة ونشر تعاليم الاسلام ولم يجعل الاسلام لاحد ادنى سلطة على العقايد وما نراه من الالقاب الدينية مثل شيخ الازهر والمفتى وامام الا لتيسير السلطه الدينية والادارية للدولة فلا حجر او سيطرة على ايمان احد من المسلمين , فالعلاقة الايمانية بين العبد وربه علاقة خاصة ليس بينها ثالث فالايمان بلا وساطة وماجعل الاسلام كهانة او قرابين اوسكوك للتقرب الى الله تعالى ,
ويتبين لنا من خلال دراستنا لتاريخ الاسلام فى جملتة الى يومنا الحاضر , ان الخلفاء الرشدين منهم عمر بن عبد العزيز بالطبع هم من عملوا بما احتواه القران والسنه النبويه المطهره و احكام الشريعه فسادت الدولة الاسلامية وعمت ارجاء الدنيا لانها قائمة على العدل والمساواه و الحرية التى لم نعشها الى الان كما عاصروها الاولين من المسلمين , ولان غرضهم خدمة الامة الاسلامية وعلو شانها ومنزهة عن غرض وغايه شخصية او مصلحة دنيوية وبلغت الدوله الاسلامية مبلغا عظيما من التقدم والازدهار , وعندما تولى الخلافه معاويه ابن ابى سفيان فاجبر المسلمين على المبايعة لابنه يزيد بحد السيف مع انه لم يكن الاصلح لها لما عرف عنه من اخلاق ردئيه وصفات قبيحة فاصبحت الدوله الاسلاميه ارث يورث ومملكه فكان بدايه عهد الاستبداد والظلم والقهر فى الدوله الاسلامية فحل الضعف والفقر والتخلف فى ارجاء الدوله الاسلامية واصبحت مطمع لكل محتل ومستعمر وتمزقت اركان الدولة واوصالها الى دول وامارات بفضل الاستعمار والى الان لم تنعم دوله اسلامية بالحريه والعدل والمساواه وفى مجمل تاريخ الدوله الاسلامية لم تكن سوى زمن الخلفاء الراشدين وهو العصر الذهبى للدوله الاسلاميه التى شهدت عدل وحرية ومساوه وازدهار وتقدم .
ومن الاقوال التى تنسب الى الامام على رضى الله عنه فى نهج البلاغة
والله ما معاوية بادهى منى ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس ولكن كل غدره فجره وكل فجره كفره (ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة) حديث شريف والله ما استغفل بالمكيده.
الدين والسياسة والكرة فتن المغرب الكبرى !!
فالسياسه لا تعرف الاخلاق ولا المبادئ انما تعرف لغه المصالح والمنفعة وهى التى تحكم العلاقات
عندما تولى عبد الملك بن مروان الخلافه وكان عبد الملك من عباد المدينةه ومن فقهاءها اغلق المصف الشريف وقال هذا اخر عهدى بك كان عبد الملك ابن مروان كثيراً ما يجلس إلى أم الدرداء فقالت له مرة: بلغني أمير المؤمنين أنك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة قال إي والله والدماء قد شربتها وقال الشعبي عن عبد الملك بن مروان : ما جالست أحداً إلا وجدت لي عليه الفضل إلا عبد الملك بن مروان فإني ما ذكرته حديثاً إلا وزادني فيه ولا شعراً إلا وزادني فيه
ومع ذلك كان فتره حكم عبد الملك بن مروان لا تخلوا من ظلم واستبداد ودماء فهو من ولى الحجاج بن يوسف الثقفى على دماء المسلمين فقتل منهم ما يزيد عن مائه الف مسلم بغير حدود الله وانتهك الكثير من المحرمات ,
قال احد المماليك ( لولا اختلاطى بالملوك لكنت من اتقى الناس واعبدهم وازهدهم ولكنى اختلطت باهل الدنيا واكتسبت اخلاقهم الرديئه واتصفت بصفاتهم الدنيئه ثم لم يحصل لى من الاخلاط باهل الدنيا الا القيل والقال والنزاع والجدال وال الامر الى ان تصدى لمعاضتى كل جاهل وجسر على مباراتى كل خامل, وكان الفقهاء و الزهاد لا يتقربون الى ملك او سلطان وكانوا يفرون منهم كما يفرون من الاسد
قال جلال الاسيوطى فى كتابه الحجه تارك المحجة يقول ان بنى العباس قامت دولتهم على الفرس وكانت الرياسة فيهم وفى قلوب اكثر الرؤساء منهم والكفر والبغض للعرب ودوله الاسلام فاحدثوا فى الاسلام الحوادث التى تؤذن بهلاك الاسلام لو عنايه الله وتدبيره.
فالسياسه بعيده كل البعد عن الدين ولا تقارب بينهما فالسياسه لا تعرف سوى المصالح والمنفعه المتبادله بين الدول وبين الافراد بعضهم البعض وتحكمها دائما المتغيرات التى تحدث على الساحه الدوليه (اقتصاديا وسياسيا ) فعدو الامس قد يكون صديق اليوم فقد تجمع المصالح بينهما طبقا لمحدثات الامور على الساحه
وكان نظام الحكم بعد الخلافة الاسلاميه يصبغ سياسته بالطابع الاسلامى وتقريب بعض رجال الدين لحث الناس على على عدم الخروج عليه رغم ظلمه واستبداده وخروجه عن الشريعه الاسلاميه ,نجحت اوربا فى تحقيق التنميه الصناعيه عندما قيدت السلطه الدينيه على الجانب الروحى للانسان لتعريف البشر امور دينهم ومنافهم واطلقت السلطه المدنيه لتنظيم شئون الدوله سياسيا وعملت الفروض والالتزامات بين الشعب والحاكم وتتشكل السلطه المدنيه من عده مجالس وهئيات تشترك جميعها فى امور الدوله و شئون الحكم فيما فيه من منفعه ومصلحة للدولة
وما جعل الدول المتقدمه دول متقدمة صناعيا واقتصاديا ومتحضره الا عندما تم الفصل بين الدين والسياسه ( السلطة الدينية والسلطة المدنية ) فمال قيصر لقصر ومال الله لله
والدوله ذات السلطه المدنيه يعيش فيها اكثر من فصيل دينى ( اسلامى –مسيحى –يهودى- بوذى) الكل يعيش تحت راية وطن واحد الوطن يتسع للجميع مع تعميم العدل والحريه والمساواه على الجميع فالعدل اساس السلطه ومقيمها
ونجد العكس الدوله ذات السلطه الدينيه تحدث بها الكثير من الصراعات والنزاعات والمواجهات الدمويه نتيجه التعصب الدينى
وما نراه من تهافت راجال الدين وما يسمى بالتيارات الاسلاميه الى السلطه ما هم الا تجار دين هدفهم الوصول الى السلطة والحكم باستخدام الدين فهم يخدعون الناس بالفضيلة وبالتظاهربانهم رجال دين وصلاح وتقوى ويخفون نواياهم الحقيقيه وراء رداء الدين
واختتم مقالى بما قالة بن خلدون ( افه العرب حب الرئاسة)