الرئيسية » الهدهد » “الجبير” يحاول تغيير جلد الدبلوماسية السعودية فهل ينجح بجعلها ذات أنياب ومخالب

“الجبير” يحاول تغيير جلد الدبلوماسية السعودية فهل ينجح بجعلها ذات أنياب ومخالب

وطن- مجدالدين العربي

6 أشهر ونصف تقريبا، هي المدة التي قضاها عادل الجبير على رأس الدبلوماسية السعودية حتى الآن، وهي فترة قصيرة بكل المقاييس لأي شخص يتولى منصب وزير خارجية لبلد ينوء بالتزامات ثقيلة مثل المملكة العربية السعودية، تجاه قضايا عالم عربي وآخر إسلامي تتفجر فيهما الصراعات والمشاكل تباعاً، كما ينفجر مستودع ذخيرة أصابته شرارة.

وإذا كانت الدبلوماسية تمثل القوة الناعمة، فإن الدبلوماسية السعودية تميزت خلال عقود بنعومتها المفرطة وهدوئها اللافت في مقاربة ملفات المنطقة، بل وكلاسيكيتها الزائدة، التي لا يمكن عدها عيباً بقدر ما كانت تجسيداً لمدرسة وعقلية، ترى أن الدبلوماسية لايصح أن تكون ذات أنياب ولا مخالب، بل يكفيها أن تعتمد الرسائل المبطنة والعبارات المنمقة.

ومن هذا المنطلق كانت مهمة الجبير الذي يحاول إخراج دبلوماسية بلاده من تقليديتها بالغة الصعوبة بل والخطورة، لكن يبدو أن الوزير الجديد يسير في هذه الطريق بشكل حثيث، آخذاً دبلوماسية الرياض ودبلوماسيي بلاده الكبار سناً إلى مواقع لم يسبق لهم أن تخيلوا الوقوف فيها، وكأنهم جنود تولى أمرهم قائد عسكري ميداني.

لم يكن إلباس دبلوماسية الرياض جلد نمر أمراً هيناً، خصوصا عندما يتعلق الأمر بصراع إرادات كبرى تجول على حلبته أمريكا وروسيا وإيران والصين وتركيا، ولكل دولة وكيان فيها أهدافه، وتلعب مع هذه الدول وبدرجة أقل أنظمة مثل نظام دمشق وبغداد ومصر والإمارات واليمن، وتتدخل على خطه مليشيات من مختلف الألوان والتوجهات.

“الجبير”: هذا ما اتُفق عليه بين أردوغان والملك سلمان

لقد برز اسم الجبير  كمهاجم في موقع رأس حربة داخل ملعب الدبلوماسية، فكان صارما جدا في موقفه من إيران المدججة بإرث شعبوي طائفي، وحادا في كثير من الأحيان تجاه موسكو بكل جبروتها، وحازما إلى أقصى الدرجات التي تسمح بها الدبلوماسية تجاه نظامي دمشق وصنعاء تحديدا.

هذه الصرامة والشدة غير المعهودة في الدبلوماسية السعودية وضعت الرياض في مواقف محرجة كادت تؤدي إلى صدام فعلي مع هذه العاصمة أو تلك، لكنها من جهة أخرى أظهرت لدول العالم وجها مغايراً تماماً لذلك الذي ترسخ في أذهانهم عند ذكر الأداء السياسي للمملكة، وربما أدهشت بعض الدول التي كانت تراهن على أن يبقى هذا الأداء حبيس قوالبه الجاهزة.

لاشك أن الجبير يحاول أن يحدث انقلابا في شكل السياسة الخارجية لبلاده، وربما يريد أن يطال هذا الانقلاب بعض جوهرها، لكنه لا يستطيع المجاهرة بنواياه، لأن الحرس القديم موجود في السعودية كما في كل مكان، وسيكون بالمرصاد لهذا الانقلاب، سواء لأنه يهدد مراكز هذا الحرس أو لأنه لا يروق له، ولكن الجبير بالمقابل لا يستطيع أن يخفي بصمته أو كلماته ما تكشفه مواقفه وأفعاله، التي تتجه لتزويد سياسة بلاده الخارجية بأنياب ومخالب، وترحيل المجاملات والمصطلحات المواربة والمعلبة إلى الثلاجة، لتكون دبلوماسية الرياض أكثر التصاقا بجوها الساخن معظم أوقات العام.

حديث “الجبير” الجديد القديم: “الاسد”سيرحل .. بالقوة أو بالمفاوضات

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول ““الجبير” يحاول تغيير جلد الدبلوماسية السعودية فهل ينجح بجعلها ذات أنياب ومخالب”

  1. و الحق يقال ان الجبير استطاع استيعاب المرحلة التاريخية,و التحولات الدولية,و مسك زمام الأمور من عنقها.فهو على إلمام تام بتحولات الأمم و ما تفرضه مرحلة التجاذبات الدولية,في حين أن الموازين الدولية تتارجح بين هبوط و صعود و انكشاف أسرار استراتيجيات تكاد تعصف على ابواب امم المنطقة و تتلاعب بمصائرر دول اخرى.
    نعم ان المطامع الفارسية بعد أن بدت أسنانها و غرزت براثنها على الحدود السعودية و رمت ثقل رحالها و سط العالم العربي,ان خير ملك للمرحلةالملك سلمان وخير دبلوماسية هي في حكمة الجبير.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.