الرئيسية » أرشيف - المجلة » لاجئون سوريون في أميركا: فقدنا الوطن والأحلام

لاجئون سوريون في أميركا: فقدنا الوطن والأحلام

تشرع الولايات المتحدة ابتداء من هذا الشهر في استقبال 10 آلاف لاجئ سوري جديد.

وكان الرئيس باراك أوباما أمر في بداية الشهر الماضي ببدء الإجراءات لتسهيل وصول هذا العدد مع تزايد موجات الفارين من النزاع الدموي في سورية.

وكانت طلائع الهاربين بأرواحهم من سورية قد بدأ  الوصول إلى الولايات المتحدة منذ 2011، لكن العديد منهم يشكو صعوبة الاندماج وتكاليف الحياة اليومية.

ووصلت درجة الإحباط ببعضهم إلى تمني العودة إلى بلده الأصلي، لكن ذلك “ليس واقعيا”.

ويحكي لاجئون سوريون تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست عن معانتهم اليومية مع الايجار والبطالة وأحيانا غياب التعاطف مع اللاجئين.

صعوبة الاندماج والحياة

في أحد أحياء بالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة استقر المقام بعائلة اللاجئ السوري إبراهيم سعيد الفاروق: “أشعر بالسعادة لأننا آمنون هنا، لكنني لا أتوفر على أي عمل”.

بلغته العربية يشرح فاروق كيف عاش شهورا من المعاناة لاجئا في لبنان، قبل أن يحالفه الحظ ويحصل على حق اللجوء في بلد العم سام.

لكن بلد العم سام الذي كان الفاروق يسمع عنه لم يجده كما كان يتوقع، فالعيش والنجاح في البلد يتطلبان عملا شاقا.

يقول الفاروق إنه “فقد أحلامه ووطنه” وعليه أن يندمج في المجتمع الأميركي ويجد فرصة عمل لتوفير حاجاته اليومية.

أما محمد الحلبي الذي وصل إلى أميركا سنة 2012 فقد تمكن من الحصول على وظيفة كسائق لشاحنة، ورغم أن هذا العمل يوفر له بعض احتياجات أسرته المكونة من زوجة وابنة، يشتكي من أن راتبه “يذهب للإيجار وفواتير الماء والكهرباء”.

بيد أن الايجار والتكاليف ليست هي كل ما يشكو منه الحلبي، فزوجته تقول إن ابنتها تتعرض للمضايقة من ابن الجيران لأنها ترتدي حجابا.

ماذا بعد وقف المساعدات؟

توفر السلطات الأميركية للعائلات اللاجئة سكنا ومساعدات مالية وغذائية لها لمدة ثمانية أشهر، ووجدت بعض العائلات نفسها بعد هذه المدة عاجزة عن توفير مستلزماتها لأن معيليها لم يكونوا قد حصلوا على وظائف بعد، بينما تمكن آخرون من العمل وإن كان ذلك في مجال بعيد عن تخصصه الأصلي.

من بين هؤلاء الخبير السابق في تكنولوجيا المعلومات طارق عزم الذي مازال ينتظر في شمال ولاية فرجينيا أن تقبل واشنطن طلب اللجوء الذي قدمه.

وصل عزم إلى الولايات المتحدة سنة 2011، وبمساعدة أقارب له تمكن من تسوية وضعيته وهو الآن يشتغل بائعا للبيتزا في انتظار الحصول على عمل أفضل.

ويوضح مدير مجلس اللجوء في أميركا نعوم ستينبرغ أن “هذه السياسات وضعت لتمكين اللاجئين من الاعتماد على أنفسهم”.

ويضيف: “لقد منحوا الوقت والمساعدات الإضافية ليكونوا قادرين على الوقوف على أرجلهم، الآن عليهم أن يفعلوا ذلك”.

وفي ظل شعور بعض اللاجئين بـ”العزلة” يؤكد عدد منهم على أهمية روح التضامن الموجودة بين اللاجئين السوريين في أميركا، لكنهم يعتبرونها غير كافية لأن لكل واحد مشاكله وتحدياته الخاصة.

ومع ذلك، يعبر اللاجئون عن سعادتهم لكونهم في مكان آمن بعيدين عن أصوات القصف ومشاعر الخوف.

إلا أنهم لا يخفون حاجتهم إلى مساعدة أكبر لإعالة أطفالهم الذين التحقوا بالمدارس الأميركية وباتوا يتعلمون لغة البلد.

المصدر:  واشنطن بوست (بتصرف)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.