الرئيسية » أرشيف - الهدهد » (الإندبندنت): إذا قطع (داعش) هذا (الطريق الحيويّ) .. فسيتستقبل الغرب ملايين السوريين

(الإندبندنت): إذا قطع (داعش) هذا (الطريق الحيويّ) .. فسيتستقبل الغرب ملايين السوريين

قال الكاتب البريطاني “باتريك كاكبيرن”، في مقال نشر بموقع صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إنّ تنظيم “داعش” هدد بالسيطرة على طريق سريع حيوي بسوريا قد تؤدي تبعات سقوطه إلى نزوح الملايين من سكان سوريا بالمناطق التي تديرها قوات بشار الأسد مما يعمق من أزمة اللاجئين الحالية .

وفي مقاله يضيف ” كاكبيرن” أن بداية الأزمة حلت عندما نجحت مليشيات التنظيم المسلح في السيطرة بلدة القريتين ذات الأغلبية المسيحية من السكان والموقع الإستراتيجي الهام، بوقوعها شمال شرق العاصمة دمشق وعلى بعد 22 ميل فقط من الطريق السريع M5 الذي يربط بين المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات بشار الأسد في شمال وغرب البلاد والعاصمة دمشق في مطلع الشهر الماضي أغسطس.

 وقال “كاكبيرن” إن عدد اللاجئين السوريين خارج سوريا بلغ حتى الآن 4 ملايين لاجئ أغلبهم كان يعيش بالمناطق التي تسيطر عليها التنظيمات المسلحة المعارضة للقوات السورية الحكومية، والتي كانت ولا تزال تتعرض لقصف طائرات بشار الأسد بشكل متكرر جعل الحياة بداخل تلك البلدات والمدن شبه مستحيل.

وأضاف “كاكبيرن” بمقاله أن عدد السوريين المتواجد بالمناطق التي يحكمها بشار الأسد يبلغ 17 مليون مواطن، قد يبدأ وفي الخروج من سوريا في حال شعورهم باقتراب مليشيات التنظيم المسلح داعش من بلدانهم، تخوفا من سياسة التنظيم القاسية في اعدام من يعارضه، لافتا إلى أن عدد اللاجئين السوريين بالخارج قد يقفز إلى 8 ملايين على الأقل فى حال استمرار تقهقر قوات بشار الأسد أمام تقدم مليشيات التنظيم المسلح.

 وأشار كاكبيرن إلى سلسلة الهزائم التي منيت بها قوات بشار الأسد بدءا بنجاح تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة في السيطرة على مدينة إدلب بشهر مارس الماضي، ومرورا بسقوط مدينة تدمر تحت قبضة داعش بشهر مايو الماضي، مع تواصل تقدم نفس المليشيات صوب الطريق الذي يمثل العمود الفقري لنظام بشار الأسد، والذي نجح في الحفاظ عليه خلال الأعوام الأربع الماضية من الحرب الأهلية السورية.

ويقول “كاكبيرن” أن تلك الهزائم التي هزت صورة النظام أمام تابعيه قد تؤدي إلى هروب العديد من الأقليات والتجمعات السكانية إلى خارج سوريا، فهناك طائفة العلويين الشيعية التي يبلغ عددها 2.6 مليون مواطن، وهناك أيضا المسيحيين ويبلغ عددهم 2 مليون مواطن، والأكراد وعددهم 2.2 مليون مواطن، والدروز الذين يبلغ عددهم 650 ألف نسمة، وهي جميعا طوائف مهددة بالتطهير العرقي على يد مليشيات التنظيم، بالإضافة إلى الملايين من أبناء الطائفة السنية الذين يدعمون نظام بشار الأسد.

وحذر “كاكبيرن” من تفاقم أزمة اللاجئين الحالية اذا قرر السوريون الذين يعيشون بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الخروج من سوريا الآن في الوقت الذي يستطيعون فيه الخروج قبل وصول مليشيات التنظيم المسلح داعش أو مليشيات التنظيمات الأصولية مثل جبهة النصرة أو أحرار الشام إلى المدن التي يعيشون بها.

 يقول “كاكبيرن” أن السكان الذين يعيشون تحت ظل حكومة بشار ليسوا بالضرورة مع بقائه بالسلطة لكنهم يخشون وصول قيادات أصولية غير متسامحة إلى السلطة في حال سقوطه، علما بأن التنظيمات الأصولية هي التي تحرز نجاحات أمام قوات بشار الأسد، وتطرد قواته من المدن، يصاحب ذلك ضعف ظاهر بين مليشيات ما يسمى بالتنظيمات المسلحة المعتدلة داخل الجبهة السورية.

وكانت المفوضية السامية للاجئين قد أعلنت قريبا أن سوريا صارت المصدر الأول للاجئين بالعالم بعد أن كانت أفغانستان تسيطر على هذه المرتبة لمدة فاقت الثلاث عقود، ومع اهتزاز صورة نظام بشار الأسد الذي اعترف مؤخرا بنقص عدد جنوده قد يقفز عدد اللاجئين السوريين إلى رقم لم يتكرر من قبل.

و يرى كاتب المقال أن على أوروبا والدول الغربية التعاون مع نظام بشار الأسد لدحر مليشيات التنظيمات المسلحة كما فعلت مع وحدات حماية الشعب الكردية، وذلك مقابل أن يتوقف بشار عن قصف المدن التي تقع تحت سيطرة داعش أو نظرائها من التنظيمات الأصولية، معتبرا أن تلك هي الطريقة الأمثل لإيقاف مزيد من تدفق اللاجئين السوريين على أوروبا وباقى دول العالم. 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.