الرئيسية » أرشيف - الهدهد » (داخلية غزة) تكشف مخططاً لإحداث (فرقعة) بتوجيهات محمود الهباش

(داخلية غزة) تكشف مخططاً لإحداث (فرقعة) بتوجيهات محمود الهباش

كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، عن أن معظم عمليات “الإخلال بالأمن” في القطاع، يقف خلفَها “جهاتٌ أمنية وسياسية في السلطة الفلسطينية برام الله”

وخلال مؤتمرٍ صحفي عقدته داخلية غزة، اليوم الاربعاء، أكدت أن تلك الجهات حاولت مؤخراً استغلال حالة الصراع على الصعيد الإقليمي لإدخال قطاع غزة في دوامة من الفوضى من خلال استنساخ نماذج ومجموعات بأسماء وأشكال مختلفة بما يتوافق مع تلك الحالة.

ولفتت إلى أن تلك الجهات تهدف من وراء ذلك “القيام بأعمال تخلُ بالحالة الأمنية المستقرة في غزة، وكذلك العمل على محاولة ضرب حالة التوافق بين فصائل المقاومة التي أجمعت عليها بما يخدم الشعب الفلسطيني ويقدرُ ظروفه الصعبة”.

ونوهت الداخلية إلى أن “تلك الجهات المشبوهة قامت باستغلال بعض الشباب الفلسطينيِ بطرقٍ مباشرة وغير مباشرة لتحقيق أهدافهم الخبيثة، مشددةً على لسان المتحدث الرسمي باسمها إياد البزم أن ما يجري يمثل مسَّاً خطيراً بمجتمعنا الفلسطينيِ وأعرافه وتقاليده”.

وحمَّلت الوزارة الرئيس محمود عباس وأجهزته الأمنية المسئولية الكاملة والمباشرة، حيث أنّ من يقوم بهذه “الأعمال الإجرامية” شخصياتٌ أمنية وسياسية تتقلدُ مناصبَ رسمية في السلطة.

وطالبت رئيس الحكومة ووزير الداخلية د.رامي الحمد الله بموقفٍ واضحٍ وصريح مما يجري، وإجراءات عملية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال التخريبية مبديةً استعدادها الفوري لوضع ملفات التحقيق كاملة تحت تصرفه.

وأكدت الداخلية أنها لن تسمح بعودة الأمور إلى الوراء، منوهةً إلى أنّ الفلتان الأمني الذي قُضيَ عليه عام 2007، لن يعرف طريقَه إلى القطاع مجدداً، وستفشلُ كلُّ المحاولات الرامية لذلك.

وذكر المتحدث الرسمي باسم الداخلية إياد البزم، أن الأجهزة الأمنية رصدت عشرات مواقع الانترنت وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعيِ تديرُها جهاتٌ أمنية بأسماءٍ وهمية تحاول استغلال تأثر بعض الشباب بأفكارٍ خارجةٍ عن العادات والتقاليد.

وأكد أن الاجهزة الأمنية ستواصل عملها في متابعة وملاحقة كلِّ المتورطين في أي أعمالٍ مخلةٍ بالأمن، حتى يتم تقديمهم إلى العدالة , لافتةً إلى وجود ملفات أخرى يجري التحقيق فيها.

وعرضت الداخلية خلال مؤتمرها نموذجاً على هذه الأعمال الإجرامية؛ موضحةً أن الأجهزة الأمنية في شهر مايو الماضي أحبطت عملية تفجير سيارة مفخخة وُضعت عند مفترق الشجاعية المكتظ قبيل انفجارها.

وظهر في الفيديو الذي عرضته الداخلية اعترافات المُدان نعيم ديب أبو فول 55 عاماً من سكان مخيم جباليا شمال القطاع , وهو أحد المتعاونين مع أجهزة أمن رام الله منذ سنوات.

وأكد أبو فول _خلال اعترافاته_ تورطه في محاولة تفجير سيارة بالقرب من مفترق الشجاعية بتوجيهات من اللواء سامي نسمان مستشار رئيس جهاز المخابرات للمحافظات الجنوبية.

وبدأت علاقة المُدان _ صاحب مخرطة حديد_ مع أجهزة أمن السلطة بدايات عام 2003، حينما تم اعتقاله من قِبل جهاز الأمن الوقائي على خلفية اتهامه بتفجير الموكب الأمريكي على دوار حمودة شمال غزة.

وفي أثناء فترة اعتقاله تعرف على الضابط في الأمن الوقائي سعيد عودة، حيث تم الإفراج عنه في حينها دون أن يتم إدانته في القضية.

زادت العلاقة بين أبو فول والضابط سعيد أكثر وطلب منه قبيل أحداث الــ 2007 الحضور إلى منزله , ذهب إلى هناك وتفاجأ بوجود اللواء سامي نسمان.

فيما بعد، اتصل به الضابط سعيد قبل انتهاء أحداث 2007 بثلاثة أيام وأعطاه رقم مُعين وطلب منه التواصل مع صاحب الرقم والتنسيق لتوصيله إلى معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع.

يقول أبو فول : “التقيتُ بالشخص صاحب الرقم في شارع فهمي بيك بمدينة غزة واكتشفتُ حينها أن الشخص هو محمود الهباش”.

يُتابع : “طُلب مني توصيله نظراً لأن الجيب الذي كنتُ أستقله كان معروفاً لدى جميع التنظيمات بأنه جيب تابع للألوية , وفعلاً قمتُ باصطحابه إلى معبر بيت حانون”.
وفي موسم الحج من العام 2009 التقى أبو فول بالضابط سعيد عودة الذي بدوره جعله يقابل محمود الهباش هناك , حيث وعده في ذلك الوقت بتعويض مالي نتيجة الأضرار التي حدثت بمنزله والمخرطة جراء قصف الاحتلال لهما عام 2006.

يُكمل : “بدأتُ بتلقي 1400 شيكل من اللواء سامي نسمان شهرياً , وبعد وفاة الضابط سعيد عودة طلب مني اللواء نسمان توفير رقم حساب بنكي , لم يكن لدي حينها حساب فاضطررتُ إعطاءه حساب أحد أصدقائي”.

بعد شهر تم إرسال مبلغ 3000 دولار إلى الحساب , وطلب “نسمان” من “أبو فول” إعطاء نصف المبلغ لشقيقه سعيد نسمان , ليستمر فيما بعد تلقي المُدان لمثل هذا المبلغ شهرياً.

وفي بداية شهر أبريل من العام الحالي اتصل اللواء نسمان على أبو فول وطلب منه عمل “فرقعة” في مكان ما بمقابلٍ مادي.

ويتابع أبو فول : “بعد أسبوع اتصل بي محمود الهباش وطلب مني ما طلبه اللواء نسمان بحجة أن حماس لا تُريد مُصالحة , وفي مقابل ذلك وعدني بتعويض الأضرار مادياً”.

وفي خطة تبادل الأدوار يوضح أبو فول قائلاً : “تواصلتُ مع نسمان وأبلغته بما حدث معي مع الهباش وطلب مني عدم التعامل معه إطلاقاً وإغلاق الجوال” واصفاً إياه بـ (الحرامي).

بعد ذلك طلب اللواء نسمان من المُدان تجهيز سيارة ووضع عبوة ناسفة فيها حتى يقوم “الزلمة الكبير” بالموافقة على صرف الأضرار.

ويُعد “الزلمة الكبير” حسب الوصف أحد الشخصيات الكبيرة والمهمة التي من شأنها أن تُثير القلاقل وتمس المنظومة الأمنية في قطاع غزة بالتخطيط لمثل هذه الأحداث الخطيرة.

يُتابع : “توجهتُ إلى سوق السيارات وقمتُ بشراء سيارة قديمة من نوع “رينو” بمبلغ 500 دولار لا تحتوي على أي أوراق , وأبلغته بذلك حيث أبدى سعادة الزلمة الكبير الذي وعد بصرف مبلغ الأضرار في حال سماع خبر الانفجار على الفور”.

تم التوافق بينهما على المكان وهو مفترق الشجاعية، بعدما اقترح نسمان تغيير المكان من مفترق الشجاعية إلى مفترق دولة بمدينة غزة، أو مفترق السوق بمخيم النصيرات وسط القطـاع , على اعتبار أنها أماكن مزدحمة.

عاين أبو فول المكان المُستهدف بعدما وضع عبوة قديمة تزن 27 كجم في السيارة، وذهب في ذلك اليوم ووضع السيارة في المكان المناسب , وقد كان اللواء نسمان على تواصل مستمر معه طيلة تجهيز السيارة.

يختم أبو فول : “ضبطتُ موقت العبوة على 7 دقائق وهو نصف الوقت الطبيعي , وطلب مني اللواء نسمان البقاء على الخط الهاتفي حتى سماع دوي الانفجار”
انتظرَ حتى انتهاء الوقت، وحينما لم تنفجر السيارة بسبب خللٍ معين في الموقت والصاعق توجه إليها وحاولَ سحب الموقت والصاعق ولكنه لم يستطع , قرّرَ سكب البنزين عليها وإشعال النار فيها بهدف تأخير الانفجار، وأسرع إلى السيارة الخاصة به في محاولةٍ منه للهرب إلا أن الشرطة باغتته وألقت القبض عليه بسرعة.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.