الرئيسية » أرشيف - الهدهد » بعد (عاصفة الحزم).. (الجهاد) بالمفهوم السعودي لمحاربة داعش وإيران

بعد (عاصفة الحزم).. (الجهاد) بالمفهوم السعودي لمحاربة داعش وإيران

وطنطالب الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الدولة السعودية، بأن تحول “عاصفتها” إلى مشروع استراتيجي شامل تجاه إيران؛ لأنهم يزعمون أنهم في “جهاد” من أجل “دولة إسلامية عادلة تنصر المستضعفين” محذرا من النظر إلى شبابهم أو “ميليشياتهم” على أنهم مجرد مرتزقة، مؤكدا أنهم عقائديون مؤمنون بقضية ومشروع، حتى وإن لم نرَ منهم جهاداً حقاً ولا دولة إسلامية.

كما استعرض خاشقجي في مقاله الأسبوعي السبت بصحيفة الحياة ما تعرض له مفهوم الجهاد من تشويه حتى ضاعت ملامحه وبات فكرة مستغربة، ولكنه سنة ماضية إلى يوم القيامة، وقال: “حان الوقت ونحن على أعتاب أكبر مواجهة مصيرية أن نعيد له الاعتبار باعتداله في التطبيق، وبسمو أهدافه بنصرة المظلوم والضعيف”، مشيرا إلى أن “جهادنا غير جهاد «داعش» وإيران، ودولتنا غير دولتهم، الدولة الديموقراطية التعددية التي يسعى إليها السوري واليمني، هي في جوهرها «دولة إسلاميّة» دستورية، نيابية، تقوم بالعدالة والقسط، وتحمي حقوق الأقليات، وتسودها الحرية للجميع، نموذج يلغي المشروع الطائفي الصفوي الذي يزعم أنه دولة إسلامية، ويلغي كذلك الكيان المسخ المفرّق لأهل السنّة والجماعة، والمشوّه لصورة الإسلام الذي يزعم «داعش» أنه الدولة الإسلامية”.

عام على “عاصفة الحزم”: ملامح صفقة تتشكل بين الحوثيين والسعودية !

واستعرض خاشقجي الإعلانات التي تقوم بها إيران لفتح باب التجنيد علانية للشباب في بغداد، واصفا إياها أنها بلغت حد “الوقاحة”، ولكنه يعتقد أن السبب في ذلك أن القلق زاد بعد “عاصفة الحزم”، التي انطلقت من اليمن وباتوا يرونها مهددة لمشروعهم الطائفي، مما دفعهم إلى أن يزجّوا بمزيد من شباب العراق في “صراع القرن بين مسلمين ومسلمين”، مشيرا إلى أنه لا بد وأن هناك مكاتب مماثلة في أفغانستان وإيران نفسها.

وحذر خاشقجي من النظر إلى هؤلاء على أنهم مجرد مرتزقة، بل إنهم عقائديون مؤمنون بقضية ومشروع، مرّوا بتدريب عسكري وإيماني، وقال: “لا يهم أننا نرى قضيتهم ومشروعهم جملة من الخرافات الغيبية، فبالنسبة لهم هي حقائق كافية لأن تجعلهم يقتلوننا ثم يسجدون لله شكراً”.

وأكد خاشقجي أن هناك مشروعا طموحا يحرك إيران وأصولييها منذ 30 عاماً، جعلهم يتحملون العقوبات الدولية، ويؤسسون الخلايا السرية في عالمنا، ويوفرون المنح الدراسية لشباب منتقى من أطراف العالم الإسلامي، ويهرّبون الأسلحة، ويوزعون المال، ويجعلون دولتهم واستخباراتهم وجيشهم واقتصادهم في خدمة المشروع، فهل يعقل أن يتخلوا عن جهد السنين وصبر الأيام بعدما لاح لهم النصر والظفر في الأفق، لمجرد أن السعودية هبّت فجأة وتحولت من سياسة الصبر واكتفاء الضرر إلى «حزم» ومواجهة؟

وأجاب: بالطبع لا، سيقاومون بشراسة، ويجب على السعودية أن تحول عاصفتها إلى مشروع استراتيجي شامل.

الفرق بين الجهادي والمجاهد:

كما استعرض خاشقجي تجربة أفغانستان في الثمانينيات التي شهدت واحدة من أجمل تجليات مفهوم الجهاد الحق، فعندما كان ضد غزو سوفييتي صريح، كان هناك «مجاهدون» وكان هناك «جهاديون»، ولم يكن عموم الشباب هناك يحتاجون إلى فقيه يشرح لهم الفرق، فالمجاهد يُعرف فوراً بالتزامه شروط الجهاد وفقهه، أما «الجهاديون» فهم قوم بدعة، جعلوه في حد ذاته عبادة وفريضة تقف وحدها من دون جملة التفاصيل والشروط التي تهذبه، واعتبروه الأداة الأساسية للتغيير، فانتهوا إلى الغلو والتكفير.

وتابع: بقدر ما يكون «المجاهدون» الأقدر على مواجهة عدو صائل كبشار الأسد ونظامه وحلفائه، أو الحوثيين ومخلوعهم، فإنهم الأقدر على مواجهة «الجهاديين التكفيريين»، والمجاهد صفة تمتد إلى كل من خرج «لكي تكون كلمة الله هي العليا»، ونصرة المظلوم ودفع الصائل، فقائد الطائرة الذي يقصف مواقع الحوثيين في اليمن مجاهد يستحضر نية الجهاد في كل طلعة، وكذلك تلك القوات الخاصة التي وصلت إلى ميناء عدن، وقبلهم كل ثائر صادق في شامنا ويمننا.

وتأتي دعوات خاشقجي للعودة لإحياء مفهوم الجهاد، وأنه يمكن مواجهة إيران وداعش بأدواتهم، ليتسق مع تغيير اللهجة السعودية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد إعلان “عاصفة الحزم”، وبعد أن كانت السعودية تحذر الشباب من الانسياق لدعوات الجهاد، والكل يذكر فتوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء في أغسطس الماضي، حينما دعا الشباب ألا ينساقوا وراء دعاوى الجهاد التي يطلقها أناس ينتهجون مبادئ وصفها بـ«المنحرفة»، ضمن حملة تقوم بها المؤسسة الدينية في المملكة، كما وصف هذه الدعوات أنها “العدو الأول للإسلام” وهي الرسالة التي تناقلتها خطب الجمعة في أرجاء البلاد لفترة بعدها، لنجده الآن يدعو إلى التجنيد الإجباري للشباب في المملكة قائلا: “لا بد من تهيئة شبابنا التهيئة الصالحة؛ ليكونوا لنا درعاً للجهاد في سبيل الله ضد أعداء الدين والوطن”.

(عاصفة الحزم): ميليشيات الحوثي تحضر لعملية عسكرية عند حدود السعودية

كما أقر مجلس الشورى السعودي مشروع قانون يكفل أسرة الشهيد، ومن قبل ذلك أمر ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان بصرف كفالات ضخمة لشهداء العمليات العسكرية في اليمن.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.