الرئيسية » أرشيف - الهدهد » صحيفة أمريكية: (معركة الربيع) تهدد عرين الأسد

صحيفة أمريكية: (معركة الربيع) تهدد عرين الأسد

وطن – “معركة الربيع، التي تختمر بالقرب من العاصمة دمشق، تهدد عاصمة بشار الأسد” .. هكذا عنونت صحيفة (إنترناشونال بيزنس تايمز) الأمريكية تقريرها حول معركة القلمون الحالية بين تنظيم حزب الله اللبناني وعدد من فصائل المعارضة السورية، وتداعياتها حال انتهاءها لصالح فصائل المعارضة.

وإلى نص التقرير:

تستعد فصائل المعارضة السورية لما يمكن وصفه بالمعركة الحاسمة شمال سوريا على الحدود مع لبنان، ويتزامن تنامي القتال حول تلك المنطقة الحدودية مع عمليات يقوم بها المسلحون جنوب سوريا ما يجعلها إحدى أكبر العمليات الموحدة التي يتقدم خلالها الثوار نحو الأراضي التي تسيطر عليها القوات النظامية في الفترة الأخيرة وقد تهدد الحصن المنيع للنظام بوسط دمشق.

(بالفيديو): عكاشة.. (سوريا) الباب الرئيسي لاسقاط (السعودية).. وبشار الاسد بطل و(اسم على مسمى)

العملية العسكرية على الحدود بين لبنان وسوريا، والتي وصفتها وسائل إعلام محلية بمعركة الربيع، بدأت الاثنين الماضي وفقا لمصادر تابعة للثوار على الأرض، بتحريض من المسلحين الموالين للأسد التابعين لتنظيم حزب الله اللبناني “الجماعة الشيعية التي تساند بشار”، ضد فصائل الثوار الذين تقودهم جبهة النصرة “فرع تنظيم القاعدة في سوريا” والتي تتألف من مسلحين سنة.

مقاتلو حزب الله قاموا بتأطير المعركة، التي تشهدها منطقة القلمون الحدودية، بأنها معركة وجودية للحفاظ على معاقلهم في المنطقة الحدودية ولحماية خطوط الإمداد الحيوية للنظام من لبنان إلى دمشق، حيث تقاتل المعارضة قوات الأسد لتضييق الخناق على النظام من ضواحي العاصمة.

ويقول فيليب سمايث وهو باحث بجامعة “ميرلاند” متخصص في الشؤون السورية واللبنانية: “قبل ذلك، كانت الهجمات تتم شيئا فشيئا، فلديك جبهة النصرة على سبيل المثال تقوم بالمهمة (x) وثلاثة فصائل أخرى تقوم بالمهمة (z) و (y)، لكن اﻵن هناك جهد موحد تجاه أهداف استراتيجية”.

الثوار الذين يقاتلون حزب الله في القلمون من المرجح أن يكون قد تم تنسيق بينهم وبين نظراءهم في مناطق جنوب وحول دمشق لبدء العمليات، وبنهاية الأسبوع الماضي، شنت فصائل الثوار، التي تعمل مع مقاتلي النصرة، عشرات الهجمات الناجحة ضد قوات النظام داخل دمشق، حيث أعلنت النصرة مسؤوليتها عن هجوم انتحاري بواسطة دراجة نارية ما أسفر عن مقتل جنرال تابعة للنظام في حي ركن الدين وسط العاصمة.

القوات الموالية للأسد شنت أيضا هجوما استطاعت خلاله السيطرة على خط إمداد رئيسي الواصل بين ميدعا  والغوطة الشرقية، والذي قد يحجب الإمداد عن الثوار جنوبا، لكن خسارة معركة القلمون ستكون اللطمة الأكبر لنظام الأسد.

وترى جنيفر كافاريلا محللة الشؤون السورية في معهد دراسات الحرب أن الأراضي الرئيسية في منطقة القلمون الحدودية ترتبط بأمن دمشق لأن خطوط الإمداد التي تمر من هناك ضرورية لنظام الأسد.

واستعد كلا الطرفين لمعركة القلمون منذ سبتمبر الماضي، لكن الاشتباكات توقفت خلال أشهر الشتاء، ومع حلول نهاية الأسبوع الماضي، بدأت وحدات تابعة للنصرة في المنطقة الجبلية بين لبنان وسوريا، دعوة المقاتلين السنة للانضمام للمعركة، فيما أفادت تقارير بأن قوات حزب الله كانت تفعل الشيء نفسه مطالبة الشيعة والعلويين في سهل البقاع بلبنان بالانضمام لمعركة القلمون.

الهجمات عالية التنسيق في القلمون وضواحي دمشق من الممكن أن تقرب الثوار أكثر فأكثر من مركز نفوذ الأسد عن أي وقت مضى، وإذا نجحت تلك الهجمات فقد تقع معاقل النظام مثل اللاذقية وحلب تحت التهديد، فضلا عن أنها ستحد من قدرة حزب الله على التحرك وستطرد مقاتليه من معاقلهم الرئيسية على الحدود، ما سيعد ضربة كبيرة للمنطقة التي يتركز بها العلويون.

ويعود سمايث للحديث عن المعركة قائلا “نجاح المتمردين في تلك المعركة له عدة نتائج هامة فهو يفصل معاقل العلويين عن العاصمة دمشق وسيؤدي أيضا لضرب حزب الله وسيتعرض التنظيم لمأزق في البقاع والقلمون ما يجعل التواصل مع هؤلاء المحاصرين أمرا صعبا ويجعل إرسال المزيد من المقاتلين أكثر صعوبة”.

ذلك الهجوم يكشف عن اتحاد غير مسبوق بين فصائل المعارضة المسلحة تحت رعاية وإرشاد جبهة النصرة، وجزء من الاستراتيجية الناجحة للنصرة في الأشهر الأخيرة كان أساسه الشراكة مع عشرات الفصائل المسلحة، والتي تراوحت بين الألوية المتشددة إلى الجماعات الإسلامية الأكثر اعتدالا، خلال العمليات ضد قوات الأسد والهجمات المباشرة ضد حزب الله.

استراتيجية الثوار في القلمون مستمدة من استراتيجية “غرفة العمليات المشتركة” التي استخدمت للمرة الأولى بنجاح في معركة استعادة إدلب الشهر الماضي، حيث استطاع تحالف تقوده جبهة النصرة السيطرة على المدينة من أيدي قوات النظام، وهي ثاني محافظة من أصل (13 محافظة سورية) تقع في أيدي المتمردين منذ بداية الحرب وأولى المحافظات التي تقع بكاملها بأيدي التنظيمات المسلحة كانت الرقة (عاصمة تنظيم داعش).

وتقول كافاريلا “في أي وقت تستطيع جماعات المتمردين زيادة التنسيق فيما بينها، نرى مستوى مرتفع من الفعالية في العمليات ضد نظام الأسد، وهذا التنسيق من الممكن أن يزيد من الزخم لسلسلة الانتصارات الأخيرة للثوار”.

تشكيل تحالف جديد للثوار قد يستفيد من زيادة دعم دول المنطقة، ففي الأسابيع الأخيرة أفادت تقارير عدة أن تركيا والسعودية تعملان مع عشرات الفصائل المتمردة للتجهيز لتدخل بري يهدف للإطاحة بالأسد.

بالصور.. حملة بشار الاسد الرئاسية تنشر صوراً نادرة من طفولته وصولاً للرئاسة

زهران علوش، وهو قائد فصيل جيش الإسلام أحد الفصائل المشاركة في معركة القلمون، يتواجد حاليا في تركيا منذ منتصف إبريل الماضي، وتفيد التقارير بأنه هناك لإجراء مفاوضات بين فصائل الثوار وتركيا والسعودية، وتظهر صور ومقاطع فيديو تم تداولها على شبكة الإنترنت امتلاك الفصيل لأسلحة متطورة للغاية.

أما الفصيل الأخر وهو “أحرار الشام” فيتلقى مساعدات من تركيا، ويمكن أن تزيد القوى الإقليمية من مساعداتها إذا حقق الفصيلان مكاسب واضحة ضد نظام الأسد، بحسب خبراء.

وتقول كافاريلا “من الممكن أن يتزايد الدعم من السعودية أو تركيا في حال اندماج الفصيلين سويا أو وضع إطار عمل جديد، ويبدو أن الأمور ستتغيرا كثيرا في الفترة المقبلة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.