الرئيس علي عبد الله صالح صلاحية هذا الرجل لم تنته بعد

وطن _ في اللعبة الخطيرة للسياسة اليمنية الرئيس علي عبد الله صالح هو الأكثر بقاء. الحملة الجوية التي تقودها السعودية هي المرة الرابعة التي حاول بها السعوديون ترتيب إزالته من السياسة اليمنية. صالح نجا من العزل، والعقوبات، والحرب الأهلية، والاغتيالات، بانيًا لتحالف مع أعدائه السابقين (الحوثيين)، ليزيل نائبه السابق من السلطة.

الرئيس علي عبد الله صالح ذو الـ73 عامًا، زيدي المذهب انضم للجيش اليمني كعريف في 1958. في الكلية الحربية اليمنية وقاتل لجانب المصريين ضد الملكيين الزيديين المدعومين من السعودية في 1960، إلى أن أصبح رئيس اليمن الشمالي في 1978 بعد أن مات سابقه بعملية اغتيال رتبها رئيس اليمن الجنوبي في ذلك الوقت. الرئيس اليمني الشيوعي أرسل مبعوثه لزيارة نظيره الشمالي مع رسالة يقال إنها تحمل رسالة سرية؛ إلا أنها كانت قنبلة انفجرت، قاتلة المبعوث وسلفه صالح.

قيل كثيرًا إن صالح لن يكمل ستة أشهر، إلا أنه نجا من عدة محاولات انقلابية قبل تأمين وحدة اليمن الشمالي والجنوبي في 1990، عندما لم يستطع الاتحاد السوفييتي إبقاء الشيوعيين بالسلطة في عدن. صالح حاز على الكثير من الدعم الشعبي للوحدة.

لاحقًا في ذلك العام، صالح وقف مع صدام حسين والعراق عندما احتلت الكويت. اليمن كانت الداعم الوحيد لصدام في مجلس الأمن. اعتقد السعوديون أنه كان يملك صفقة سرية مع صدام لاستعادة حكم اليمن على المحافظات التي خسرتها لصالح السعودية في حرب عام 1934 بين الدولتين. وبالعمل بقرب مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، سعى الملك السعودي فهد لعزل صالح عقابًا له على علاقاته الداعمة للعراق.

طردت الرياض ما يقارب مليون عامل يمني وعائلاتهم من السعودية انتقامًا لانحياز اليمن تجاه بغداد، آملة أن هذا قد يحث على انقلاب ضده، إلا أنه نجا.

في 1994، دعم السعوديون جهدًا من الماركسيين السابقين في جنوب اليمن لاستعادة الاستقلال، مرسلين الأسلحة والمال للانفصاليين الجنوبيين. صالح طحن الانفصاليين بحرب أهلية دموية سريعة، واستعاد السيطرة على عدن. الرياض خسرت مجددًا.

بعد أن دمرت القاعدة المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن عام 2000، ادعى صالح أن خطة أمريكية للسيطرة على المدينة فشلت، ثم وعد بهزيمة القاعدة، مما دعا الرئيس جورج بوش لاعتباره حليفًا بالحرب على الإرهاب.

بعد أن بدأ الربيع العربي في اليمن بداية 2011، واجه صالح مطالب شعبية للتنحي عن الرئاسة، كما كان هدفًا لمحاولة اغتيال في مسجد في حزيران/ يونيو 2011، حيث أصيب إصابات بالغة. بعد تشافيه في مستشفيات السعودية وأمريكا، سلم صالح الرئاسة كرهًا لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي باتفاقية رتبتها السعودية في 2012 ضمنت لصالح حماية مدى الحياة من المحاكمة.

ما وراء الكواليس، قام صالح بصفقة مع الحراك الحوثي الزيدي للعمل ضد هادي والسعوديين. صالح حارب الحوثيين لأعوام قبل 2009 وقتل زعيمهم الأول، لكنهم رحبوا بدعمه، خصوصًا أن صالح لا زال يملك دعمًا معتبرًا في الحرس الجمهوري السابق ووحدات الجيش الرئيسة الأخرى وسلاح الجو.

صالح كذلك يرتب دور ابنه ليكون الرئيس القادم لليمن. أحمد علي، ذو الـ42 عامًا، لاعب أساسي بانقلاب الجيش ضد هادي، الذي عينه سفيرًا في الإمارات ليخرجه من البلاد، لكن هذا لم يجد نفعًا. الكثير من اليمنيين يعتقدون أن صالح الأب والابن كانا أكثر أهمية في نجاح الحوثيين من الإيرانيين؛ إذ بدون الأب، لم يمكن للحوثيين السيطرة على العاصمة.

مفاجأة .. علي عبد الله صالح أصبح “الرئيس السابق” ولم يعد “المخلوع” في الإعلام السعودي..لماذا؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على صالح، بما في ذلك منع سفر وتجميد ممتلكات لعمله مع الحوثيين ضد هادي في تشرين الثاني/ 2014. كان السعوديون أساسيين بتمرير هذه العقوبات. خبراء الأمم المتحدة اتهموا صالح بالعمل مع القاعدة بشبه الجزيرة العربية لترتيب اغتيالات لداعمي هادي.

صالح هو العدو اللدود للسعوديين، الذي أرادت العائلة المالكة السعودية إزالته لما يقارب من عقدين ونصف. قريته وموطئ قدمه تلقت ضربات جوية هذا الأسبوع من الطيران الملكي السعودي. وتنسب لصالح كلمة قالها، إن حكم اليمن المتشظي يشبه الرقص على رؤوس الأفاعي. صالح هو أمهر الراقصين على رؤوس الأفاعي.

لا زال يرقص. في 28 آذار/مارس، بخطاب متلفز على قناة الحوثيين، ظهر صالح مطالبًا بإنهاء الهجمات الجوية “البربرية” لترتيب وقف لإطلاق النار وانتخابات، واعدًا أن لا يكون هو وابنه مرشحين للرئاسة، لكنه طالب كذلك باستبعاد هادي. بظهوره العلني مجددًا، يبدو أن صالح يلعب دور رجل الدولة الكبير. هناك إشاعات أن أحمد صالح كان في الرياض لترتيب صفقة. يتحمل صالح مسؤولية كبيرة بكارثة البلاد، ومواجهة جيرانه الحالية، والدولة الفاشلة التي تتحول الآن إلى مستنقع؛ إلا أن الباقي لا زال يريد اللعب.

المونيتور – التقرير

“شاهد” علي عبد الله صالح يظهر على قناة “المسيرة” ويثير جدلاً واسعاً

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث