الرئيسية » أرشيف - الهدهد » النظام السوري يورث وظائف قتلى العلويين إلى زوجاتهم

النظام السوري يورث وظائف قتلى العلويين إلى زوجاتهم

وطن – لجأ النظام السوري مؤخراً إلى ما يسمى «توريث الوظائف» في مناطق الساحل بدءا من اللاذقية مرورا بجبلة وبانياس وانتهاء بطرطوس، كمحاولة لتهدئة العلوين بعد إزدياد قتلاهم.

بدوره، قال «أبو محمد» من مدينة اللاذقية: «يوجد جنود سوريون قتلوا في صفوف الجيش خلال المعارك مع المعارضة، إلا أنهم لا يتمتعون بأي حقوق عند الدولة، ولا يلقَّبون بشهداء في حين أن المقاتلين العلوين يتمتعون بامتيازات أثناء حملهم السلاح ضد المدنيين السوريين وبعد مقتلهم ينالون نصيبا جيدا من الدعم الحكومي، العديد من نساء الطائفة العلوية تسلَّمت الوظائف التي كان يديرها أزواجهن بعد مقتلهم، وفق قرار حكومي بمساعدتهم، ولكن هذا القرار يبقى مطبَّقا فقط على العلويين».

وأكد ناشطون من اللاذقية أن النظام السوري لا يستبعد تطبيق أي وسيلة من شأنها تهدئة العلويين، وعائلاتهم بعد أن أصبح هناك قتيل أو اثنان في كل منزل فتارة يطلق حملات دعم لقتلاه، وتارة يقدم خدمات تخص ذوي القتلى، وتارة يقدم «الماعز» كهدية لأمهات القتلى، كما أطلق في بداية العام الماضي صندوق أطلق عليه «صندوق القتلى».

“فيديو”: عناصر النظام السوري يهربون كـ”فئران” أمام ضربات المعارضة في حلب

من جهته قال «أحمد» الهارب حديثا من الخدمة الاحتياطية، والفارَّ إلى تركيا: «يعطون الشاب منا ـ ويقصد الشباب من الطائفة السنيّة ـ 12 ألف ليرة سورية كراتب، فقط يستمر لثلاثة أشهر وبعدها لا نستطيع أن نطلب قرشا واحداً خوفا من العقوبة، وبعدها إما أن نموت برصاص إخوتنا في صفوف المعارضة، ولا أحد يقدّم لقمة خبز لذوي القتلى في حين أن العلويين تحولوا إلى شعب الله المختار بنظر الموالين» بحسب قوله.

وعبَّر ناشطون عن قلقهم إزاء هذه الخطوة التي تهدف إلى إجبار السنة على بيع ممتلكاتهم في سياق خطة تهجير تؤدي إلى تغيير ديموغرافي يشمل الساحل يؤدي في نهاية المطاف إلى إقصاء السنة بشكل نهائي.

كيف حكم العلويون سوريا وما هي نظرتهم لـ«الأسد»؟
في غضون ذلك نشرت صحيفة «لوريون لوجور» الفرنسية، أمس الثلاثاء، تقريرا حول تاريخ الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس السوري «بشار الأسد» والمخاوف التي تحركها في ظل الصراع الدائر في سوريا، وقالت إن هناك من يتهم هذه الأقلية اليوم بدعم نظام «الأسد»، فيما يدافع آخرون عنها باعتبارها ضحية للحركات «المتطرفة» التي تنشط في سوريا.

وينقل التقرير عن «برونو باولي»، الباحث في المركز الفرنسي لدراسات الشرق الأوسط، أن العلويين يمثلون حاليا بين 10 و12% من الشعب السوري، حيث يبلغ عددهم بين مليونين ومليونين ونصف المليون نسمة، يتمركزون بشكل خاص على الساحل في اللاذقية وطرطوس.

ويوضح التقرير أن العلويين ليسوا طائفة واحدة متجانسة، إذ يوجد بينهم من ينتمون للطائفة المرشدية (نسبة إلى سلمان المرشد) التي تمثل بين 10 و20% منهم، كما أنهم منقسمون لعدة قبائل، من بينها الحدادين والخياطين والمطاورة، ولكن هذه التقسيمات لم تعد بارزة اليوم، ولم يعد لها تأثير على العلاقات، باستثناء الانقسام بين العلويين والمرشدية، الذي بقي حاضرا بقوة، حيث تعد إلى اليوم علاقات المصاهرة والصداقة بينهما أمرا نادرا.

وأضاف التقرير أن الصراع الدائر حاليا تسبب بتهجير الملايين من السوريين، بمن فيهم العلويون، حيث أن الحرب كانت مناسبة لممارسة التطهير الطائفي، إذ قام طيران ومدفعية النظام بتدمير أحياء بأكملها في دمشق وحمص وحلب ودير الزور، بالإضافة لمدن أخرى في وسط سوريا، لطرد المقاتلين السنة وطرد المدنيين أيضا، وفي المقابل مارست بعض المجموعات المسلحة التطهير الطائفي في المدن المختلطة، مثل بيت رابعة الواقع قرب حمص، التي شهدت في صيف 2012 طرد المسلحين المسيطرين عليها لثلاثين عائلة علوية تعيش هناك منذ سنة 1959، كما تقول الصحيفة الفرنسية.

ونقلت الصحيفة عن «فابريس بالانش»، الخبير في الجغرافيا السياسية لسوريا ولبنان، أن العديد من العائلات العلوية في دمشق وحمص عادت لتستقر في منطقة الساحل، لأنها كانت مهددة في المدن الكبرى، حيث شهد «بالانش» هجرة عائلة بأكملها من مدينة حلب نحو مدينة طرطوس، لأنها تعرضت لتهديد كبير، رغم أن أفرادها ولدوا وعاشوا في حلب، ولكن في هذه الفترة سيطرت مشاعر الكراهية على جميع الأطراف، كما يقول «بالانش».

وتلفت الصحيفة إلى أن العلويين لعبوا على شعارات القومية والعروبة، واعتمدوا على «حزب البعث» للبقاء في السلطة وتجنب أي حساسيات مذهبية قد تعصف بحكمهم، ولكن ما إن اندلعت الحرب في سوريا حتى تحول الأمر بسرعة كبيرة إلى صراع طائفي بين السنة والعلويين.

وقد فسر «فابريس بالانش» هذا الأسلوب بأن العلويين، وعدة أقليات أخرى في سوريا، دخلت تحت مظلة الإيديولوجيا البعثية لتصعد إلى سلم السلطة والنفوذ، وتؤمن لنفسها الحماية من التهميش الذي قد تتعرض له من قبل الأغلبية.

وأضاف أن الطائفة العلوية بقيادة عائلة «الأسد» احتاجت لفكر سياسي تخبئ وراءه نزعتها القبلية والطائفية، ووجدت ضالتها في «حزب البعث».

وأشار التقرير إلى أن الصراعات الطائفية كانت ولا زالت موجودة في سوريا كما في لبنان، ولكن الفرق بينهما هو أنها لم تكن ظاهرة، لأن بطش النظام السوري جعل الجميع يردد شعار «كلنا عرب سوريون».

وتساءل التقرير حول وضع العلويين في سوريا بعد مرور أربع سنوات على بداية الثورة، وأضاف أن السؤال الأهم هو: هل سيبقى العلويون ملتفين حول بشار الأسد، أم أن هذه الطائفة ستشهد انقسامات بسبب سوء تعامل النظام مع الأزمة؟

وأكدت في هذا السياق أن الانشقاقات حدثت بالتأكيد، حيث إن جزءا من العلويين التحق بالمعارضة، من بينهم مثقفون يساريون ينحدرون من عائلات مهمة كانت قد تعرضت للتهميش من قبل النظام البعثي، لكن الأغلبية الساحقة من هذه الطائفة بقيت ملتفة حول «بشار الأسد» بحجة خوفها الكبير من عمليات الانتقام التي قد تتعرض لها في حالة انهيار النظام.

وأشار التقرير إلى أن حوالي 90% من العلويين يعملون في الوظائف الحكومية، مثل الجيش والشرطة والإدارة والمصانع المملوكة للدولة، وهذا يعني أنهم يواجهون أيضا خطر فقدان وظائفهم على الأقل إذا تغير نظام الحكم في سوريا.

كما لفت التقرير إلى أن العلويين يتصفون بنزعة قبلية حادة، وقدرة على الصمود والمواجهة بسبب قرون من الصراعات الطائفية التي شهدتها المنطقة، وهم اليوم يظهرون أكثر صلابة مع اتخاذ الحرب بعدا طائفيا، حيث أصبحت هذه المعركة بالنسبة لهم معركة وجود، لذلك هم مجبرون على الوقوف وراء نظام نجح في استغلال أخطاء خصومه، ليقدم نفسه كمنقذ للأقليات من تطرف المجموعات المسلحة التي تحارب ضده، بحسب التقرير.

القدس العربي

“فيديو”: ظن نفسه في قبضة عناصر النظام السوري فإعترف بقتل معارضين في الداخل والخارج

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.