الرئيسية » أرشيف - تقارير » مسجد للنساء في لوس أنجلوس يسبب انقساما وسط المجتمع الأمريكي المسلم

مسجد للنساء في لوس أنجلوس يسبب انقساما وسط المجتمع الأمريكي المسلم

وطن- أنشأت منظمة غير ربحية مشروع مسجد مخصص للنساء، وكان من المنتظر أن يحدث هذا المسجد اختلافات حوله وسط المجتمع الأمريكي المسلم، ولم يكن أحد من بين المسؤولين التنفيذيين لهذه المنظمة يتوقع أن يكون هناك إجماع عند تدشينه، فقد كان هذا المسجد في أحسن الأحوال طليعيًا وفي أسوأ الأحوال يعتبر بدعة.

أنشأ هذا المسجد في ولاية كاليفورنيا المشمسة وفي قلب الفضاء الحضري، ولا يفتح أبوابه إلا للجنس اللطيف، وهكذا أصبح المسجد الصغير للنساء في لوس أنجلوس محل خلاف، ليتسبب في حالة انشقاق ليس فقط بين الرجل والمرأة، ولكن أيضًا داخل المجتمع الأمريكي المسلم، من بين الذين يقيمون في كاليفورنيا أو في أي مكان آخر، وهكذا أصبحنا نشهد معسكرين: المناصرين بقوة والمعارضين بشراسة.

من جانب المنظمة غير الربحية التي أنجزت هذا المشروع، فإنه لا مفر من هذه الانقسامات في الرأي، ولا أحد من بين المسؤولين التنفيذيين للمنظمة كان يتوقع أن يكون هناك إجماع عند تدشينه.

أما بالنسبة لمارسي الحامدي، من ولاية إلينوي، فقد كان رأيها واضحًا، وهو يتوافق مع العديد من المسلمين الأمريكيين من الذين اتصلت بهم، حيث إنّها تدعم هذه المبادرة قائلة: “على الرغم من أننا أحرزنا تقدمًا كبيرًا، لا زلت أعتقد أن أكثر المواضيع ذات الصلة بالنساء، سواء التي لها علاقة بالعمل والحياة الأسرية أو المنظمات الدينية، لا تحظى بالاهتمام الكافي أو أنها محجوبة تمامًا في مساجدنا التقليدية“. كان هذا رأي المتخصصة في مجال الكمبيوتر والتي تتطلع إلى الاستفادة أكثر من هذا الفضاء الديني المخصّص للنساء، حيث سيتم إيلاء اهتمام خاص بالموضوعات التي لها علاقة بالمرأة.

وتضيف مارسي الحامدي: “تخيّل، كيف أن هذا الفضاء سيمكّن النساء من التطرق ومن معالجة قضايا الحياة اليومية، أو قضايا أكثر وجودية، فبالتأكيد سيكون ذلك أمرًا رائعًا“. كما تكشف مارسي عن بعض موضوعاتها المفضلة من بين العديد من الأفكار التي تتبادر إلى ذهنها: لباس الحجاب في العمل، أفضل طريقة لتشجيع الزوج على الوفاء بواجبه الديني، وخاصة أداء الصلاة، تدريس السيرة النبوية للأطفال، المحافظة على مواقيت الصلاة،… والقائمة طويلة وليست شاملة.

التايمز: أول مسجد خاص للنساء سيبنى في برادفورد ببريطانيا

وحظي هذا التمجيد من جانب مارسي الحامدي لهذا الفضاء الديني الجديد باصطفاف عدة نساء من بينهم ريجا الزيدي، من ولاية تكساس، والتي أصبحت تلعب دور السفيرة المتحمسة لمسجد النساء في لوس أنجلوس في عديد الأماكن من ولايتها، وهي على قناعة كبيرة بمزايا هذا الفضاء الديني، الذي سيمكن عديد النساء ومن جميع الأعمار من تعميق معرفتهم بالدين الإسلامي، من خلال التطرق لمواضيع لها علاقة بنشأة الإسلام والدور التاريخي الذي لعبته الشخصيات النسائية اللامعة في نشر الدين الإسلامي.

وقد اكتشفت ريجا الزيدي، وفي سن مبكرة جدًا، الشخصيات النسائية النبيلة في التاريخ الإسلامي، كما أنها تقول: “أتيحت لي الفرصة لأخذ دورات تكوينية لإشباع تعطشي الكبير للمعرفة، وحان الوقت الآن بالنسبة للمرأة أن تشعر بالأمان والثقة في مكان مخصص للعبادة، إذ يعتبر هذا المسجد المثالي للنساء، كما أتصوره، وعلى حد السواء، مكانًا للعبادة وبيتًا للمعرفة“.

بالنسبة للرأي الآخر، المعادي لهذا المسجد الانتقائي في لوس أنجلوس، هناك سوء فهم مختلط بالسخط وحتى ببعض الغضب، وحتى بالاستياء في صفوف الذكور، فمعظم الرجال يتساءلون عن ضرورة هذا المسجد المخصص للنساء في ظل وجود مساحات منفصلة في كل المساجد، كما أن الاجتماعات والمناقشات التي لها علاقة بالمواضيع التي تعنى بالمرأة موجودة في المساجد والمراكز الإسلامية التقليدية، في حين ترى النساء المعارضات أن هذا المسجد للنساء قد يتسبب في الخلاف بشكل عام، وخصوصًا داخل الأسر.

وشعرت نورا فيتزجيرالد، التي حضرت أحد الدروس التي أمنها المسجد المخصص للنساء، بالحزن العميق بسبب ما يمكن أن يتسبب فيه مثل هذا الفضاء الديني من فصل نهائي بين الرجال والنساء، وشرخ رهيب في المجتمع الإسلامي والذي سيكون من الصعب التعافي منه.

وتأكيدًا لموقفها، قالت نورا فيتزجيرالد: “إنه لأمر محزن جدًا أن نصل إلى هذا الحد، حيث لا يمكن لي أن أتصور صلاة الجمعة في مكان آخر لا يجمعني مع باقي عائلتي“. كما ترى نورا أن لهذا المسجد المخصص للنساء في لوس أنجلوس أبعادًا نسوية أكثر منها روحية، قائلة: “عند دخولك هذا المسجد تشعر أنك في مكان يعزز تمكين المرأة من خلال إنشاء فضاء مكرس لها، وبالنسبة إليّ فإن هذا ليس دور المساجد“.

مسجد للنساء في لوس أنجلوس يسبب انقساما وسط المجتمع الأمريكي المسلم

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.