الرئيسية » أرشيف - الهدهد » «نيويوك تايمز»: اعتراف «حزب الله» بوجود جواسيس لإسرائيل في صفوفه «مثير للدهشة»

«نيويوك تايمز»: اعتراف «حزب الله» بوجود جواسيس لإسرائيل في صفوفه «مثير للدهشة»

وطن- كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن حزب الله اللبناني أقر وجود جاسوس اخترق صفوفه العليا، موضحًا أنه كان يعمل لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في تقرير أعدته «آن برنارد» من بيروت، أن اعتراف نائب «حزب الله» الشيخ «نعيم قاسم» كان «مثيرا للدهشة»، حيث قال إن الحزب «يخوض معركة ضد الجاسوسية في صفوفه»، وقام بالكشف عن بعض الاختراقات الكبيرة للحزب. وتضيف إن تعليقات المسؤول تبدو للمحللين، وحتى لبعض الموالين للحزب، كتأكيد للتقارير التي تحدثت عن اعتقال مسؤول كبير، اتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، وقام بإفشال سلسلة من العمليات التي خطط لها الحزب في الخارج.

وبحسب التقارير التي نشرت في الصحافة اللبنانية والعربية، التي اعتمدت على مصادر لم تذكر اسمها، فإن الجاسوس اللبناني الذي يُدعى «محمد شواربة»، وهو الرجل الذي كلفه الحزب بالتخطيط لعمليات انتقامية لاغتيال إسرائيل القيادي العسكري المعروف في الحزب «عماد مغنية» عام 2008، الذي اغتيل في العاصمة السورية دمشق. وقام «شواربة» بتغذية إسرائيل بمعلومات ساعدتها على إفشال 5 عمليات انتقامية.

فرطت المسبحة.. صحيفة كويتية تكشف تفاصيل هدنة طويلة بين حزب الله وإسرائيل ويا دار ما دخلك شر

ولفت التقرير إلى أن «نعيم قاسم»، نائب الأمين العام للحزب، قد تحدث لإذاعة النور التابعة للحزب، لكنه لم يشر إلى قضية محددة، بينما اكتفى بالتأكبد أن الحزب لديه القدرة على احتواء أي أضرار ناتجة عن الجاسوسية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن تلك ليست هي المرة الأولى التي يعترف فيها حزب الله بوجود جواسيس في صفوفه. ولكن هذا الاختراق، إن تم تأكيده، فإنه «يأتي في وقت توسع فيه الحزب في عملياته، وتحول من حزب يقوم على الخلايا الصغيرة الموجهة لقتال إسرائيل، إلى حزب يرسل مقاتليه بشكل مفتوح للوقوف مع الرئيس بشار الأسد ومنع سقوطه».

وتبيّن «نيويورك تايمز» أن قرار حزب الله بإرسال مقاتليه إلى سوريا أدى لإغضاب السنة، الذين يتهمونه بخرق الإجماع الوطني، الذي يقوم بدوره على دعم استقلالية الحزب وحفاظه على سلاحه من أجل قتال إسرائيل فقط.

كما نقلت الصحيفة عن «رندة سليم» من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قولها إن «توسع الحزب في عملياته في سوريا ربما كان سببا في فقدانه التركيز على إسرائيل وعملياتها الجاسوسية»، مبينة أن الاختراق المفترض يعد ضربة قوية «تذهب عميقا في شعار المقاومة الذي يرفعونه».

وترى الكاتبة «برنارد» أن إشارة «قاسم» للاختراق الجاسوسي كانت الأولى الصادرة عن قيادة الحزب، وإن كانت بطريقة غير مباشرة، من حزب يتحكم فيما يُقال، حسب «سليم».

وأضافت أن «القصد منها القول إننا مثل غيرنا من المنظمات، لدينا مشاكلنا، وكلما كبر الحزب وتوسع وأصبح مؤثرا فستكون هناك محاولات كثيرة للاختراق، ولكن الأمور تحت السيطرة»، على حد قولها.

كما لفت التقرير إلى رفض متحدث باسم حزب الله التعليق على تصريحات «قاسم»، مؤكدًا أن الأمين العام سيقوم بإلقاء خطابه العادي يوم الجمعة المقبل. وقد قال «قاسم» من ناحيته، إن حزب الله يحاول تأكيد «طهورية صفوفه، ولكنه مكون من بشر يرتكبون الأخطاء».

وذكرت الصحيفة أيضًا أن المحللين يرون أن توقيت تصريحات «قاسم»، الذي يؤدي دورا في طمأنة القطاعات المؤيدة للحزب، يعطي مصداقية للتقارير. فقد قال عدد من الموالين للحزب إن الاختراق حقيقة وقعت بالفعل. بينما وعلى الجانب الآخر، رفض المسؤولون الإسرائيليون، الذين نادرا ما يعلقون على قضايا التجسس، التعليق على الحادث اللبناني.

وقال «يعقوب عميدور»، المستشار السابق للأمن القومي، إنه يعرف «شواربة»، وعلى عائلته توقع عودته للبيت سريعا، بحسب الصحيفة.

وتابعت الكاتبة بأن تعليقات «قاسم» والتقارير التي تحدثت عن جاسوس، تظهر أن الحزب كان يعمل بجدية لشن هجمات انتقاما لمقتل «مغنية»، وأن غياب الهجمات على إسرائيل لم يكن بسبب عدم محاولة الحزب، بل «لأن الرجل المسؤول عن العمليات الانتقامية كان نفسه جاسوسا»، على حد قول «سليم».

وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن هذا رسالة لإسرائيل، وأن الحزب طهر صفوفه، وأنه مستعد لمعاودة الهجمات الانتقامية لاغتيال القيادي مغنية. وتتوقع سليم أن تكون العمليات كبيرة؛ نظرا لموقع مغنية، وقد تقود إلى حرب جديدة.
ويجد التقرير أنه في الوقت الذي يرى فيه مقاتلون في الحزب أهمية تغيير كل شيء له علاقة بعمل «شواربة»، إلا أن «طلال عتريسي»، الكاتب اللبناني المقرب من حزب الله، يرى أن الاختراق «خسارة، ولكنه ليس خسارة كبيرة؛ لأن الحزب يعمل من خلال دوائر ضيقة، حتى إن أفراد الحزب لا يعرفون بعضهم البعض».

وكان «شواربة» (41 عاما) من النبطية في جنوب لبنان، اعتقل الشهر الماضي بعد 7 أشهر من التحقيق، ويخضع للمحاكمة أمام قاض من الحزب مع 4 متورطين، كما أوردت صحيفة «ديلي ستار» اللبنانية.

وهناك بعض التقارير تربطه باغتيال مغنية، وأخرى تربطه بمقتل «حسن اللقيس»، الذي اغتيل عام 2013 في بيروت.

وكشفت الصحيفة عن أن الحزب بدأ بالشك في نشاطات «شواربة» بعد قيام السلطات البلغارية بتوجيه اتهامات لعنصرين من حزب الله، في حادث تفجير حافلة سياح عام 2012، وقد مرر الإسرائيليون الإسمين للبلغاريين، بعدما حصلوا عليهما من «شواربة».

واختتمت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرها بالإشارة إلى قول صحيفة «المنار» المقدسية بأن العميل أخبر الإسرائيليين عن شحنات أسلحة للحزب موجودة في دمشق، وقام الطيران الإسرائيلي بضربها.

سوريا لن تعود.. حزب الله “يخفي” وإسرائيل “تكشف” 1500 مقاتل من الحزب فقدوا في سوريا

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.