إيران تتمدد: “حزب الله السوري” يأخذ طابعا رسميا بعد حزب الله العراقي واليمني

وطن- أفاد موقع “كلنا شركاء”، السوري المعارض، أن إيران أسست بالفعل ما يُسمّى (حزب الله السوري) في سورية كذراع عسكري ضارب تابع مباشرة لها، يقفز فوق القوانين السورية، ولا يخضع لسلطات النظام السوري بمختلف مستوياتها، وهذا استنادا لمسؤولين غربيين ومعارضين سوريين.

ووفقا لهؤلاء، فإن (حزب الله السوري) هو نسخة جديدة (مُنقّحة) عن حزب الله اللبناني، يمتلك الإيديولوجيا والأهداف نفسها ويختلف في طريقة عمله وتنظيمه عن حزب إيران في لبنان.

وأشار تقرير الموقع إلى أن القرار السوري على كافة المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية أصبح بيد إيران.

ونقل الموقع عن مصدر أمني أوربي أن حزب الله السوري يتكون من عدة آلاف من المقاتلين الإيرانيين من الحرس الثوري، مُنحوا أوراقا ثبوتية سورية، بعضهم يعيش فيها منذ أشهر وبعضهم منذ سنتين، يقيمون في شقق مستأجرة وفي شقق تمتلكها الدولة السورية، وأبنية أخرى تم تفريغها من سكانها عنوة أو أخلوها نتيجة الحرب، يتنقلون دون سلاح ظاهر ولا تظهر عليهم أي علامة عسكرية، فيما تعتبر مقراتهم درعا مسلحا، ولا تريد إيران لهؤلاء أن يتحركوا الآن، فهم مستودع الاحتياط لهذا الحزب السوري الجديد.

وكشف التقرير أن البنية التكميلية الأخرى لهذا الحزب شيعية صرفة، مقاتلون سوريون شيعة، وآخرون شيعة عراقيون ويمنيون وأفغان، كانوا موزعين على ميليشيات متعددة لكن إيران قررت توحيدهم الآن، وتحديداً منذ منتصف العام الجاري، ليكونوا حزباً وجبهة واحدة، تمتلك حرية اتخاذ القرار ولا تمتلك السلطات السورية أي نفوذ عليها، بل على العكس، يُجبر النظام السوري في الكثير من الحالات على تنفيذ كل ما من شأنه تقوية نفوذ هذا الحزب وانتصاره في معاركه المحلية.

وليس سرا دعم إيران للنظام السوري سياسياً وعسكرياً خلال الثورة، وهو الدعم الذي تطور من دعم سري ومبطّن إلى دعم علني، ولا يقتصر على الجانب السياسي والعسكري التقليدي، بل يتجاوز ذلك لإرسال قوات إيرانية سرية من النخبة ومن الحرس الثوري لمساعدة القوات الأمنية والعسكرية السورية، وفقا لما أورده التقرير.

ونقل التقرير عن المعارض السوري، ناصر النقري، قوله إن حزب الله السوري أخذ طابعاً رسمياً، وأن قادته إيرانيون ولبنانيون، وأوضح: “لقد تم تشكيل حزب الله منذ فترة، لكنّه أخذ مؤخراً طابعاً رسمياً إلى حد بعيد، وتشرف إيران عليه بشكل مباشر وغير مباشر، سواء عبر قادة من الحرس الثوري الموجودين في سورية أو عبر قادة ميدانيين من حزب الله اللبناني”.

وعن تركيبة ومقاتلي هذا الحزب، كشف المصدر الدبلوماسي الأوربي للموقع: “إنه حزب شيعي صرف، ويعتبر الجميع بمن فيهم العلويون درجة ثانية، لا تُكشف الأسرار لهم، وهناك عدد غير قليل من الشيعة السوريين، هم أحد أعمدة هذا الحزب مع نظرائهم من لبنان والعراق وغيرها، ومن المرجح في وقت لاحق أن يلفظ هذا الحزب العلويين المقاتلين فيه”.

مقاتلو حزب الله في سوريا.. هجروا “قيام الليل” في قتال إسرائيل وتمسكوا بـ”النرجيلة والقهوة” في قتل السوريين

وأضاف: “هناك المئات من الحرس الثوري والباسيج من أذربيجان الإيرانية ومناطق كردية إيرانية ضمن تركيبة حزب الله السوري، توكل لهم مهام حراسة مخازن السلاح حول دمشق، والقواعد العسكرية الهامة، فهذه المهمة الخطرة ما عادت مقتصرة على الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بل أصبحت مناصفة بيد الطرفين، الأسد وإيران، فإيران لا تثق حتى برأس النظام وأسرته وتشكك في قدرتهم، وتريد أن تحفظ مستقبل رهانها في سورية حتى لو فشلت أسرة الأسد”.

ومن جهته يقول المعارض النقري، وفقا للتقرير: “يضم حزب الله السوري في صفوفه، أيضا، الشيعة السوريين وبعض العلويين الذين تشيعوا عملياً، خاصة ممن خضعوا لدورات قتالية ونفسية في إيران، كما يضم في صفوفه مقاتلين شيعية لبنانيين، قسم منهم ينتمي مباشرة إلى حزب الله اللبناني وقسم آخر ينتمي إلى مناصري حزب الله، وهناك مقاتلون سوريون من غير الشيعية أيضا”.

وشدد على أن هذا الحزب “لا يتبع التراتبية القيادية التقليدية ولا يخضع لأي سلطات سورية، بشكل مباشر أو غير مباشر، وعلى العكس تماماً، جميع الوحدات العسكرية وشبه العسكرية السورية هي التي تخضع لهذا الحزب خاصة في المعارك”.

كما نقل الموقع عن وائل دوس، أحد قادة الكتائب في بصرى الشام جنوب سورية، قوله: “استقطب الإيرانيون وحزب الله اللبناني مئات الشيعة في بصرى، وبعد أن كان هؤلاء الشيعة السوريون جزءاً من النسيج المنسجم للمدينة، باتوا أعداء لكل أهلها، على الرغم من أن نسبتهم لا تتعدى 3%، ويفاخرون علناً بأنهم حزب الله السوري، ويقاتلون المعارضة السورية بشراسة تفوق شراسة حزب الله اللبناني، ويشرف عليهم ضباط إيرانيون يزورون المدينة بين الفترة والأخرى بمروحيات، ورغم أنهم مدنيون ولا علاقة لهم بالجيش السوري إلا أن أوامرهم للجيش لا تُرفض”.

وقال التقرير إن طهران حاولت تغييب الصفة الطائفية عن دعمها للأسد لكنها لم تنجح، وظهر جلياً أن كل الدعم والتدخل الإيراني في سورية أخذ طابعاً طائفياً، فقد حشد النظام الإيراني الشيعة السوريين ودفعهم للانضمام لقوات النظام السوري غير النظامية عبر ادّعاء الدفاع عن المراقد الشيعية، كما أعطى الضوء الأخضر لحزب الله اللبناني الشيعي للتدخل بشكل مباشر بالحرب إلى جانب النظام من خلال عشرات آلاف مقاتلي الحزب الذين دخلوا إلى سورية بشكل علني، وكذلك نظّم النظام الإيراني مجيء ميليشيات شيعية موالية له من العراق واليمن وأفغانستان وباكستان وغيرها من الدول واستخدمها في القتال ضد السوريين، ولم يتوان كل هؤلاء من إظهار هدفهم الديني من وراء المجيء إلى سورية.

ورأى الموقع أن التدخل الإيراني المباشر في الشأن السوري منع سقوط النظام وانهياره، لكن تشكيل حزب الله السوري سيعطي للصراع في سورية بعداً جديداً، فحزب الله الثالث، بعد حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي، هو بداية الطريق لتهميش آل الأسد ونظامهم ورجالهم، وليس من المستبعد أن يتمرد على الدولة السورية ويعطل كل ما فيها ويرهنها له كما يفعل حزب الله في لبنان، ويفرض نفسه طرفا أساسيا في المعادلة السورية، رغم أنه صناعة غير سورية، رديئة ومُقلّدة.

معهد واشنطن: الحرب السورية حولت حزب الله من “حزب مقاوم” إلى “أداة” بيد قوى أخرى

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث