الرئيسية » أرشيف - الهدهد » باحث بمعهد أمريكي: القضاء على الإسلاميين “مستحيل” وعودتهم للحياة السياسية قريباً

باحث بمعهد أمريكي: القضاء على الإسلاميين “مستحيل” وعودتهم للحياة السياسية قريباً

تحدث شادي حامد -الباحث بمعهد بروكينجز الأمريكي، عن كتابه الجديد «إغراءات السلطة» الذي يناقش الصراع بين الإسلام والليبرالية ومستقبل جماعة الإخوان المسلمين, مؤكدا أن القضاء على الإسلاميين مستحيل وأن عودتهم للحياة السياسية ستكون قريبة, مشيرا إلى الجهود الإقليمية التي تبذل لتدمير جماعة الإخوان المسلمين.

وقال حامد في حوار مع موقع «يور ميدل إيست» البريطاني إن الكتاب هو محالة لفهم كيفية تغير الحركات الإسلامية في الوطن العربي مع مرور الوقت، مشيراً إلى أن السنوات الـ40 الماضية شهدت الكثير والكثير من التحولات، التي يضع الكتاب إطارا في محاولة لفهمها.

وأضاف حامد أن الكتاب يضم حججا جدلية منها أن القمع -خلافا للحكمة الأكاديمية والتقليدية- يمكن في بعض الظروف أن يكون له تأثير معتدل على الأحزاب الإسلامية، والجانب الثاني هو أن التحول الديمقراطي يمكن أن يدفع الجماعات الإسلامية نحو نهج ديني أكثر محافظة وتوجهات معادية لليبرالية.-بحسب ترجمة لصحيفة العرب القطرية.

وتابع: ربما لا تسير الليبرالية جنبا إلى جنب مع الديمقراطية، خاصة في الشرق الأوسط، وأعتقد أن هذا يشكل تحديا للغربيين الذين يؤمنون بالليبرالية والديمقراطية، وهذا هو السبب في أنني أعتقد أن الربيع العربي مثل تحديا كبيرا لصناع السياسة الأميركية.

وقال حامد إن كتاب «إغراءات السلطة» يسلط الضوء على احترام العملية الديمقراطية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن من القضايا الأساسية في المنطقة، ولاسيَّما في جمهورية مصر هو أن الإسلاميين من جهة والليبراليين والعلمانيين من جهة أخرى لا يستطيعون العثور على طريقة للتعايش مع بعضهم البعض.

وأوضح أنه كان مقلقا للغاية رؤية الغالبية العظمى من الليبراليين في مصر يتحالفون مع الجيش، ويدعمون الانقلاب العسكري وعمليات القتل الجماعي للمدنيين الأبرياء في مجزرة رابعة، مشيراً إلى أن ما حدث أثار تساؤلا مهما: كيف تحول من قالوا إنهم مؤمنون بالديمقراطية في بداية الربيع العربي وأصبحوا ضدها بهذه السرعة؟

وقال حامد: جوهر القضية وجزء من المشكلة هو أن الليبراليين يرون الإسلاميين تهديدا وجوديا لأسلوب حياتهم.

أنا لا أقول إن القمع له دائما أثر معتدل، لكنه يحدث في ظروف معينة فقط، وما يحدث في مصر في الوقت الراهن هو محاولة لمحو جماعة الإخوان المسلمين من الساحة السياسية.

وحول مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أكد حامد أن جماعة الإخوان سوف تعود مجددا إلى الساحة السياسية، موضحا أن الجماعة -التي تواجه حملة قمعية غير مسبوقة- ليست مجرد منظمة بل إنها تمثل فكرة، وتحظى بدعم واسع في المجتمع المصري.

وأضاف: بالنظر إلى التاريخ، مراراً وتكرار، حاولت الأنظمة الاستبدادية تدمير الإسلاميين، خاصة جماعة الإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية الأخرى المماثلة التي حققت بعض النجاح على المدى القصير، لكنه لا يدوم، وحين يفتح المجال أمام ممارسة السياسة في هذه المجتمعات نرى عودة الجماعات الإسلامية مرة أخرى لتصبح أقوى القوى السياسة في مجتمعاتهم.

وتابع: الدرس هنا، والذي يجب أن نأخذه على محمل الجد، هو أنه ببساطة لا يمكن القضاء على هذه الجماعات لأنها لها جذور راسخة في المجتمع وتمثل أيديولوجية وتحظى بدعم شعبي واسع.

وعن وصف الإخوان بالجماعة الإرهابية، قال حامد إن البيئة السياسية في مصر باتت الأكثر تحديا بشكل لم يسبق له مثيل، والجماعة لا تشهد فقط محاولة نظام عبدالفتاح السيسي لتدميرها، بل جهدا إقليميا أوسع، مشيراً إلى أن «مستوى القمع في مصر غير مسبوق، بل لا يمكن مقارنته بعصر مبارك».

وأوضح في النهاية أن مبارك كان مستبدا، لكنه لم يحاول القضاء على جماعة الإخوان المسلمين، وكان يسمح لهم دائما بهامش ضئيل من المشاركة السياسية، أما مستوى القمع الآن فهو لافت للنظر جدا، وجماعة الإخوان لم تكن على استعداد لذلك، ولم يتوقعوا أن يصبح الأمر بمثل هذا السوء.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.