الرئيسية » أرشيف - الهدهد » ليبيا تتفاوض بالسلاح وأشلاء الجثث تتناثر في كل مكان

ليبيا تتفاوض بالسلاح وأشلاء الجثث تتناثر في كل مكان

ليبيا تتمزق.. تنقسم.. تشتعل.. عبارات أصبحت لغة الحوار بين الفرقاء الليبيين، منذ أكثر من أربعة شهور، أشلاء الجثث تتناثر في كل مكان، تخوين واعتراك طائفي، حدود مفتوحة للجميع، وسماء يصدر الموت في كل وقت عبر قصف لطائرات مجهولة، برلمانان وحكومتان وجيشان، وشعب يتقاتل، ومصالحة تتأرجح، هذا هو حال الجمهورية الليبية.
بعد أن اشتد الاقتتال بين الليبيين في الآونة الأخيرة، كانت وافقت كافة الأطراف المتنازعة في ليبيا على دعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، بعقد حوار وطني منذ أيام، وذلك من أجل إنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات، الأمر الذي هدد المصالحة.
ورفض تحالف مجموعات إسلامية في بنغازي الحوار الوطني الليبي الذي أعلن مبعوث الأمم المتحدة لليبيا.
“الأمم المتحدة”
وعقد نواب متخاصمون في البرلمان الليبي أول اجتماع للحوار السياسي برعاية مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون وتعهدوا بمواصلة الحوار لإنهاء العنف والفوضى المؤسساتية في البلاد.
وكان قال ليون: “لقد اتفقنا على بدء عملية سياسية وأن نتناول كل القضايا سلميًا”، مضيفا أن الاجتماع اختتم بـ”نداء من كل الأطراف الحاضرة إلى وقف إطلاق نار كامل”.
عقب الاجتماع التصالحي قال مجلس شورى ثوار بنغازي في بيان: إن “هذه الدعوة للحوار لم تبنَ على أسس شرعية صحيحة بل أحق ما توصف به أنها دعوة لتنازل صاحب الحق عن حقه”، مضيفًا أنه “لن يكون طرفًا في دعوات الحوار هذه ولن يدخل فيها”، ومجلس شورى ثوار بنغازي وهو ائتلاف يضم كتائب الثوار الإسلامية المسلحة وعلى رأسها جماعة أنصار الشريعة، ويسيطر على مدينة بنغازي بشكل شبه كامل.
“الإفتاء الليبية”
من جهة أخرى طالبت دار الإفتاء الليبية في بيان لها بتعليق الحوار الذي انطلق بين الفرقاء السياسيين في ليبيا أول أمس، وقال بيان لدار الإفتاء الليبية إن “العلماء يطالبون بتعليق الحوار مع برلمان طبرق، في الوقت الحاضر، وتأجيله، إلى أن يقول القضاء كلمته في التجاوزات الدستورية، والقرارات الخطيرة الصادرة عنه”، موضحًا أن “القرارات الخطيرة” الصادرة عن البرلمان المنتخب تتمثل في “مطالبتهم بالتدخل الأجنبي وفرض الهيمنة الدولية على البلاد، ووصف عامة الثوار، وعامة من يخالفونهم في الرأي من أبناء الشعب الليبي بالإرهاب”.
وبعد فشل جلسات الحوار الوطني الذي نادي به مبعوث الأمم المتحدة، والبرلمان الليبي، تجددت الاشتباكات المسلحة، بين قوات الجيش الليبي وقوات بـ”فجر ليبيا” في منطقة النوفلين وسط طرابلس والذي أسفر عن سقوط عشرات الجرحى بعد محاولة فجر ليبيا السيطرة على مبنى حكومي .
ودافع البرلمان الليبي المنتخب حديثًا، عن الحوار الوطني الذي انطلق الاثنين الماضي في غدامس، برعاية الأمم المتحدة.
“غدامس ليبيا”
وشدد مجلس النواب الليبي في بيان على “أن الليبيين قادرون على حل خلافاتهم وحدهم، وأنهم ما أن يجتمعوا حتى تتبدد كل المخاوف والشكوك”، في رد على رفض ميليشيات مسلحة “متشددة”، وفصائل سياسية داعمة للحوار.
وحسب شهود عيان فإن الاشتباكان بين بـ”فجر ليبيا” وبعض الأهالي انتقلت إلى منطقة العزيزية جنوب غرب العاصمة الليبية وهو ما أسفر عن سقوط 5 قتلى و13 جريحًا، وفي بنغازي، اغتال مسلحون مجهولون ضابطا متقاعدا بجهاز الأمن الخارجي الليبي سابقًا بإطلاق وابل من الرصاص عليه.
“درع الوسطي”
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد أن أعلنت قوات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس رفضها دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، عبر صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
في المقابل نفى الناطق الرسمي باسم درع الوسطى أحمد هدية المحسوب على مدينة مصراتة علمه بالبيان الذي نشره موقع فجر ليبيا، الرافض للحوار الذي تشهده مدينة غدامس، قائلاً: «لم يصلنا أي شيء رسمي بالخصوص».
وشدد هدية في تصريح لقناة ليبيا الأحرار، على أنه ناطق باسم درع الوسطى فقط، وليس باسم عملية فجر ليبيا، مؤكدًا أنّ الدرع لم يتخذ أي موقف ولم يصدر أي تصريح بشأن حوار غدامس «لا مع الحوار ولا ضد». بحسب وصفه.

أيمن الأمين

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.