الرئيسية » أرشيف - الهدهد » بعد تقديم “رجل الموساد” أوراق اعتماده للسيسي.. إسرائيل: سعداء لو أعادت مصر سفيرها لتل أبيب

بعد تقديم “رجل الموساد” أوراق اعتماده للسيسي.. إسرائيل: سعداء لو أعادت مصر سفيرها لتل أبيب

قالت مصادر سياسية إسرائيلية إنه في أعقاب تقديم السفير الإسرائيلي الجديد بالقاهرة” حاييم كورن” أوراق اعتماده صباح اليوم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فإن إسرائيل” ستكون سعيدة إذا ما قام المصريون بإعادة سفيرهم لإسرائيل”.

السفير المصري في تل أبيب عاطف سالم كان قد عاد للقاهرة للتشاور قبل نحو عامين، خلال عملية عامود السحاب، ومنذ ذلك الوقت لم يرجع لإسرائيل.

وقدم السفير الإسرائيلي الجديد أوراق اعتماده للسيسي في القصر الرئاسي بالقاهرة، ووصفت صحيفة” معاريف” ”كورن” بأنه من كبار المخضرمين بوزارة الخارجية، وخبير في شئون الشرق الأوسط، وشغل منصب السفير الإسرائيلي الأول في دولة جنوب السودان.

ويمارس” كورن” مهام عمله كسفير في القاهرة منذ ثلاثة شهور، وبحسب الصحيفة فإن تقديم أوراق اعتماده تشير إلى استعداد النظام المصري لإظهار مدى علاقته بإسرائيل.

وحتى الآن ومنذ الأحداث التي شهدتها السفارة الإسرائيلية في القاهرة قبل ثلاث سنوات حينما حاول المئات من الشبان الغاضبين اقتحامها، لا يوجد لإسرائيل مبنى لسفارتها في مصر، فيما يقوم ”كورن” بمهام عمله من منزله بالقاهرة.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عقب على تقديم أوراق اعتماد سفير تل أبيب الجديد بالقاهرة، قائلا: “ترحب إسرائيل بتقديم أوراق الاعتماد وترى في ذلك تعبيرًا جديدا وعلنيا عن العلاقات الودية بين الدولتين”.

وشغل “كورن” العديد من المناصب في قنصلية إسرائيل بشيكاغو ونيبال والإسكندرية، كما ترأس لجنة رئيس موظفي وزارة الخارجية وقاد صراعًا لإصلاح عملية تعيين السفراء الإسرائيليين بالخارج.

لكن اللحظة الفارقة في سيرة الرجل بدأت مع توليه منصب رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي بوزارة الخارجية، وهو القسم الأكثر أهمية في عملية رسم خريطة الأمن الإسرائيلي الخارجي.

في عام 2011 تم تعيينه سفيرًا لإسرائيل في تركمانستان، لكن تم إلغاء تعيينه بعد أن رفضت عشق آباد استقباله معتبرة إياه عميلاً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، يهدف وجوده إلى جمع المعلومات عن إيران الجارة الجنوبية لتركمانستان.

في يناير 2012 تم تعيينه سفيرًا لإسرائيل بجنوب السودان، وهناك قاد الرجل مهمة تحويل الدولة الوليدة إلى مستعمرة إسرائيلية وهو ما يعترف به في إحدى الحوارات النادرة التي أجراها معه الموقع الإلكتروني لقسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية بتاريخ 26 مايو2013.

ويكشف “كورن” النقاب عن الدور الذي لعبه في هذه العملية فيقول: “بالنسبة لجنوب السودان كان الوضع جديدا، خاصا، حيث تولي كل دول العالم ونولي نحن أيضا أهمية جيو- استراتيجية كبيرة للغاية هناك”.

ويضيف: “عملنا بشكل مكثف هناك، كان العمل يقتضي طول الوقت تنسيقًا ولقاءات وجولات على الأرض، قمنا بإرسال الرجال إلى هنا (إسرائيل) لدورات، زيارات عمل، ولإكمال دراستهم إلخ- وفي المقابل أرسلنا خبرائنا في المجالات المختلفة إلى هناك”.

وكانت النتيجة كما يقول السفير الداهية أنه عند الاحتفال بعيد استقلال جنوب السودان كان العديد من المواطنين يرفعون أعلام إسرائيل في سعادة، بينما ينظر هو في سعادة وفخر.

ويمضي السفير الإسرائيلي فيعترف ضمنيًا بمساعدة المليشيات في جنوب السودان على تنفيذ عمليات ضد جيش الخرطوم في الشمال فيقول:

“يعتبرون أنفسهم في مثل وضعنا.. بكلمات أخرى هم أبناء ثقافة ودين معين محاطون بالأعداء المنتمين لدين وأصول إثنية مختلفة يسعون إلى تدميرهم.وبمساعدتنا يستطيعون الصمود في بيئتهم. كذلك نحن أيضًا نجحنا في الصمود في منطقة محاطة بالأعداء وكذلك في الازدهار، لذلك يروننا نموذجا للمحاكاة”.

وأشرف ” كورن” على مشاريع زراعية في منطقة East Equatoria التي تقع شمال شرق البلاد، كذلك بناء غرف الطوارئ في عدد من المستشفيات، وإرسال وفود طبية وخبراء في مجالات التطوير.

وكشف السفير الإسرائيلي في القاهرة عن إشرافه أيضًا على إرسال السودانيين من دولة الجنوب إلى دورات خاصة بهم في إسرائيل لمدة شهرين برعاية وزارة الخارجية، في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تعليمهم اللغة العبرية، لافتًا إلى أن إسرائيل تحاول جاهدة السيطرة على جنوب السودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، تلك الدول التي تشكل الممر في القرن الأفريقي بين الصومال واليمن والبحر الأحمر، رافضًا الإسهاب في الحديث عن التوغل الإسرائيلي في تلك الدول.

واعتبر “كورن” أن جنوب السودان تملك المقومات لتصبح دولة القرن الـ21 نظرًا لاحتوائها على الذهب والنفط والمياه والأرض الخصبة والسماء التي تمطر ثمانية أشهر في العام والنيل الثري على حد وصفه.

ويختم بقوله: “فكرتنا تدور حول تنظيم حكومة تبدأ بتقديم الخدمات للمواطنين، يكون لديها وعي؛ هكذا تحدث وزير العمل الجنوب سوداني، والذي طلب مني أن أساعدهم في بناء إدارتهم العامة- ونحن قمنا بذلك أكثر من مرة في أفريقيا- وبناء المؤسسات”.

ولد حاييم كورن في 6 يونيو 1953، وعندما التحق بالخدمة في جيش الاحتلال عمل كضابط في لواء جولاني، وهو اللواء الذي احتل هضبة الجولان والضفة الغربية في حرب 1967 كما حارب القوات السورية في حرب 1973، وكاد أن يدخل دمشق لولا تدخل القوات العراقية.

بدأ سيرته الأكاديمية بالحصول على البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط والإسلام بجامعة حيفا، ثم التحق بالعمل فيما يسمى بمكتب المستشار للشئون العربية في الشمال، والذي يقوم بمهام استخبارية، وهناك أجاد اللغة العربية، وحصل على الماجستير من الجامعة العبرية ودرس لغات أخرى إلى جانب العربية كالتركية، بعد ذلك حصل على الدكتوراه في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية التابع للجامعة العبرية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.