الرئيسية » أرشيف - تقارير » جنود إسرائيليون عائدون من غزة: الجيش استخدمنا وألقى بنا في القمامة ولا نجد قوت يومنا

جنود إسرائيليون عائدون من غزة: الجيش استخدمنا وألقى بنا في القمامة ولا نجد قوت يومنا

جنود خدموا في عملية “الجرف الصامد” ولم يستطيعوا الخروج للعمل يتحدثون عن أزمة اقتصادية كبيرة، وديون تثقل كاهلهم، يقولون إن الجيش تخلى عنهم، وإنهم لا ينامون في الليل بسبب الوضع الذي يقض مضاجعهم، ويعترفون أنهم ليس لديهم المال لشراء الطعام”.
بهذه الكلمات عبرت القناة الثانية الإسرائيلية عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها الآلاف من جنود الاحتلال الذين شاركوا في العدوان على غزة، وأدار الجيش ظهره لهم، بعد ذلك.

“شحار” جندي بسلاح الهندسة، توفيت والدته، وانقطعت علاقته بوالده الذي غادر إلى الخارج، ولم يعد له أي قريب يساعده في إسرائيل، يقول إنه نظرًا لظروفه المادية كان القادة يسمحون له بالخروج في إجازات للعمل، لكن في الشهرين الماضيين وخلال العملية بالجنوب، تضاعفت الفوائد البنكية عليه، ووصلت لـ15 ألف شيكل.
وتابع بالقول: ”لا أستطيع شراء الطعام، أنا وحيد ولا أعرف حتى أين سأحتفل برأس السنة”، وأضاف واصفًا الراتب الذي يتلقاه من الجيش الذي يصل إلى 700 شيكل شهريًا (حوالي 1380 جنيهًا مصريًا)، بأنه “مبلغ مهين”.
وأضاف: ”ليس لدي أحد، أخبرني القادة أنه ليس هناك ما يمكن القيام به، وطلبوا مني التوجه لهيئة القوة البشرية، لكنهم طلبوا مني الكثير من الموافقات، كل شيء يتم عرقلته بشكل فظيع ويستغرق وقتًا طويلاً، بينما أنا في أزمة، فقير. البنوك غير معنية بمشاركتي في الحرب غزة”.

“عيدان” جندي آخر يعمل على بطاريات القبة الحديدة، أب لابن معاق 100%، ولأم يتم احتجازها بين فترة وأخرى في المصحات النفسية، تراكمت عليه الديون لتصل إلى 100 ألف شيكل.
يقول الجندي بجيش الاحتلال: ”كنت أعمل ليلاً في محطة وقود، ثم أتوجه في الصباح لتوزيع الصحف، كنت أتحصل على ما بين 6 إلى 7 آلاف شيكل شهريًا. لكن بسبب هذه العملية توقف كل هذا، أخبروني أنه لا يمكنني الخروج فيما تراكمت الديون والفوائد وطاردتني الأزمات”.
حتى قبل العملية واجه “عيدان” الكثير من الصعوبات، حيث كان يعود للقاعدة كل ليلة دون نوم، ويضيف: ”ليست هناك آلية للجيش لمساعدتك باستثناء السماح لك بالخروج للعمل كل مرة، ما عدا ذلك هراء، إنها مبالغ هزيلة، لا تجدي نفعًا – كمن يعطي الباراسيتامول لمريض قلب”.

الجندي الغاضب تابع بحدة: ”أخبرني القادة أنه لا يمكن الخروج للعمل لأن هناك عملية، ليس هناك ما يمكن القيام به. هذا هو حال جندي في هذه الدولة – يقومون باستغلاله ويلقون به في القمامة – كل ما يحدث لميزانية الدفاع هو تأمين رواتب الكبار، لكنهم لا يقلقون بشأننا”.
ومضى قائلاً: ”سأنهي الخدمة بعد عدة شهور وأخرج للمدينة والديون تثقل كاهلي – وفي الوقت الذي يمول الآباء دراسة أبنائهم، أبدأ أنا فقط بالتفكير في كيفية سداد الديون – ببساطة ليس لي مستقبل”.

جمعية “بيت دافئ لكل جندي”، التي تساعد الجنود في الأزمات الاقتصادية، بدأت مؤخرًا حملة لجمع تبرعات لصالح الجنود والأسر الفقيرة التي أصيب أبناؤها في الحرب.

وتكشف “شابيرا شحار”: رئيسة الجمعية عن تزايد معدلات الطلبات التي يقدمها الجنود للحصول على مساعدات اقتصادية في الفترة التي تلت “الجرف الصامد”، لتصل إلى مئات الطلبات يوميًا.

وقالت: ”راتب الجنود لا يسمح لهم بالعيش بكرامة. الجنود الذين يصمدون هم فقط من لديهم والدان يكفلوهم. بالنسبة لأكثر من 40% من جنود الجيش الإسرائيلي لا يتوافر ذلك، والديون تثقل كاهلهم للغاية. يتوجهون للجمعيات والمنظمات الخيرية ليتمكنوا من الصمود خلال الخدمة العسكرية”.
“شابيرا” ختمت بالقول: ”مع اقتراب الأعياد لا يمكن أن يكون هناك جنود قاتلوا بـ”الجرف الصامد”، ولا يكون لديهم أو لدى أسرهم طعام على مائدة العيد”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.