الرئيسية » أرشيف - الهدهد » مجلة تنظيم «القاعدة» الإنكليزية: النبأ السار: “يمكنك تلغيم سيارة في مطبخ والدتك!”

مجلة تنظيم «القاعدة» الإنكليزية: النبأ السار: “يمكنك تلغيم سيارة في مطبخ والدتك!”

نيويورك ـ من بيتر فان بورين: «إنسباير» مجلة إلكترونية باللغة الإنكليزية تصدرها القاعدة منذ عام 2010. قرأت لتوي أحدث إصداراتها ووجدت الكثير مما كنت أتوقعه وأشياء لم أكن أتوقعها.
تهدف المجلة في الأساس لنشر الفكر المتشدد بين شباب القراء في الولايات المتحدة وبريطانيا وهي تصدر بصورة شبه منتظمة (هناك 12 إصدارا حتى الآن). تصميم المجلة التي تصدر بالإنكليزية جيد والمقالات الواردة فيها مزيج من الموضوعات التي تبث الفكر الديني والجهادي والتقارير الإخبارية وإرشادات لصنع القنابل.
أما عن إرشادات صنع القنابل فإن هذا هو أكثر جزء مثير للجدل: تلك الإرشادات الواضحة المصحوبة بالصور التي ترشدك خطوة بخطوة كيف تصنع متفجرات باستخدام مواد في المتناول ناهيك عن التشجيع على استخدامها في الأماكن الحاشدة.
كان يعتقد يوما أن المجلة من عمل أنور العولقي، وهو مواطن أمريكي باتت صورته سيئة بعد أن كان يوما خطيب مسجد بشمالي فرجينيا، كما أنه حضر مأدبة غداء في البنتاغون. لكن المجلة لا تزال تصدر رغم أن طائرة أمريكية بلا طيار اغتالت العولقي وابنه القاصر في اليمن عام 2011. ولا تزال أفكار العولقي يعاد طبعها بعد موته ولا تزال مؤثرة. وهذا يجعلك تعرف بدرجة كبيرة في جملتين كل ما تحتاج لمعرفته عن فشل الحرب على الإرهاب.
ولأن قراءة «إنسباير» أو حيازتها يمكن أن تكون غير مشروعة في المملكة المتحدة واستراليا، كما أن الاطلاع عليها في الولايات المتحدة سيضعك على الأرجح على إحدى قوائم المراقبة.. فسأعطيك لمحة عما يمكن أن تجده فيها.
العدد الحالي من «إنسباير» يبدأ بكلمة غريبة من رئيس التحرير:
«عجزت الحكومة الأمريكية عن حماية مواطنيها من قنابل وعاء الضغط الموضوعة في حقائب الظهر.. وإني لأسأل إن كانت جاهزة لمنع تفجير السيارات الملغومة. لذلك – ومن منطلق مسؤوليتنا تجاه الأمة الإسلامية عامة والمسلمين المقيمين في أمريكا خاصة – فإن»مجلة إنسباير» يشرفها أن تقدم لكم وصفة بسيطة يمكن إعدادها في المنزل لتلغيم سيارة. والنبأ السار هو أن… بإمكانك إعدادها في مطبخ والدتك أيضا.»
وللأمانة فإن إخراج هذا من مطبخ الوالدة يتطلب أن يكون ذاخرا بمواد غير معتادة إلى حد كبير مثل أجهزة القياس وصمامات إحكام الإغلاق.. لكننا سنصل إلى هذه المرحلة في لحظة.
وتنشر المجلة مقتبسات لمشاهير وأشخاص عاديين في موضوعات إخبارية معظمها انتقادات حادة للسياسة الأمريكية الخارجية، إحداها لشخص قال إنه طالب جامعي مسلم بالولايات المتحدة وجاء بها:
«أتذكر أن أستاذا قال إنه لو كان بالعراق لكان مع الطرف الآخر على الأرجح. وأتذكر أني نظرت إليه وقلت لنفسي: كنت سأسجن لو أني فكرت هكذا.»
لكن في حين أن هناك الكثير من المضمون الجهادي الدموي مكتوب بإنكليزية ركيكة فإن الأمر لا يسير كله على هذا المنوال في «إنسباير». يتساءل أحدهم إن كان هذا النهج – الساخر عرضا الجاد عمدا- ليس فعلا وسيلة فعالة للحديث إلى شباب محبط.
رغم وعدي لم أقرأ فعليا كل كلمة بالمقالات التي بدأت بـ «مر اثنا عشر عاما على معارك نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا المباركة…» وحين يسأل الكاتب «أليس من المحزن أن يكون عشاء بو – كلب أوباما- بأموال دافعي الضرائب أفضل من طعام 100 مليون أمريكي؟» أعرف إلى أين هم ذاهبون دون قراءة الموضوع بأكمله. والأمور تتبدل على هذا المنوال بالنسبة لمعظم محتوى المجلة. إنه خليط من تفكير مستغرق وكتابات هائمة غامضة غريبة وآيات قرآنية وجرعة قوية من معاداة السامية متناثرة هنا وهناك. لكن الأمر يصبح بالغ الجدية حينما يتحول الموضوع إلى تلغيم السيارات.
تقول المجلة إنها تنشر إرشادات صنع القنابل «المفتوحة المصدر» للسماح للراغبين في القتال «بالاستعداد للقتال» من داخل أجواء المنزل. لست كيميائيا لكن الوصفة تبدو سهلة بفضل تقسيمها لخطوات بسيطة مصحوبة بصور توضيحية. وتحمل الدروس العملية إشارة تقود إلى الكلام النظري عندما يتطرق الكاتبون إلى كيفية احتراق الشحنة المتفجرة أو كيفية قياس الضغط وما إلى ذلك. ويجري استعراض طرق تفجير مختلفة لتتوافق مع الغاية المرجوة.. إن كنت تسعى لتفجير في وقت محدد أو تعتزم تنفيذ تفجير انتحاري حيث يكون تفجير القنبلة يدويا.
وفي النهاية يكون هناك انطباع بأن التفجير اليدوي بسيط بما يكفي لعمل قنبلة ناجحة بالفعل.
من غير الإنصاف أن تغلق صفحات «إنسباير» وتقول «فرغت منها دون أن أشعر بشيء». في النهاية.. ما يبدأ بضحكة ينتهي نهاية جادة جدا. لذا حين تقرأ تقارير أخرى عما تحويه «إنسباير»- ومعظمها يركز على نشر خوف مبالغ فيه أو على الاستخفاف بالمجلة – اعط لنفسك فرصة لوهلة للتفكير فيما تحققه المجلة: هي تجعلك خائفا حقا. وهذا ما تفعله الدعاية الجيدة.. أن تتسلل إلى قلبك. و»إنسباير» دعاية جيدة. (رويترز)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.