الرئيسية » أرشيف - الهدهد » هجوم على قادة إسرائيل: نتنياهو أهدى النصر للمقاومة وتوسل لإيقاف الحرب

هجوم على قادة إسرائيل: نتنياهو أهدى النصر للمقاومة وتوسل لإيقاف الحرب

شنَّ العديد من الخبراء والمحلّلين العسكريين الإسرائيليين هجومًا شديدًا على قادة الدولة العبريّة واتّهموهم بأنّهم أهدَوا للمقاومة الفلسطينية نصرًا بسبب فشلهم في إدارة ملف الحرب، بسبب عدم تمكّنهم من وقف صواريخ المقاومة التي طالت العديد من المدن الإسرائيليّة، وكذلك إخفاقهم في تدمير الأنفاق في قطاع غزة. وفي هذا السياق، أشار المحلل السياسي الإسرائيليّ، آمنون لورد، المعروف بتحيزّه السافر لليمين، في مقال نشره في صحيفة (مكور ريشون) إلى أنّ قدرة حماس على استهداف قادة ألوية الصفوة الكبار في الجيش الإسرائيليّ بشكلٍ دقيقٍ يدلّ على أنّ لدى هذه الحركة معلومات استخبارية دقيقة.
وقد نصّبت كتائب القسام كمائن لوحدات إسرائيلية مختارة في طريقها لتنفيذ عمليات خاصة في عمق القطاع يؤكد هذه المخاوف، وتابع قائلاً: نجاح حماس في استهداف ضباط كبار يمنحها القدرة على الادعاء بأنّ عمليات التسلل التي تقوم بها تهدف فقط لقتل ضباط كبار وليس لاستهداف المدنيين، كما تفعل إسرائيل، على حدّ تعبيره. أمّا الرئيس السابق لبلدية سديروت، إيلي مويال، فقال لإذاعة جيش الاحتلال إنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يتوسّل وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنّ الحرب الحالية ضدّ قطاع غزة كشفت عن عدّة فضائح، منها عدم اكتشاف الأنفاق وعدم اتخاذ قرار استراتيجي بإسقاط حكم حماس في غزة، على حدّ قوله.
من ناحيته، قال يوآف شاروني، وهو خبير استراتيجيّ إسرائيليّ في مقالٍ نشره تحت عنوان (هزيمة جيشنا المدلل العزيز) إنّه أُصيب بالذهول من هذا التسجيل (لعملية ناحل عوز) الذي فاق تأثيره ألف صاروخ على تل أبيب، على حدّ تعبيره. وتابع في المقال الذي نُشر في موقع (عنيان ميركازي) لقد أظهر الجنود من الجيش الإسرائيليّ جبناء، وحطّم قوّة الردع إلى الأبد، لافتًا إلى أنّه برأيه سيكون هذا التسجيل محطّة فارقة إلى الأبد. وساق الخبير قائلاً الجيش الإسرائيليّ أصبح يريد أنْ يُقاتل دون أن يموت، ويريد أنْ ينتصر دون أن يتقدم على الأرض، نحن أكثر جيش في العالم ينفق المليارات على حماية جنوده محولين إياهم إلى أتكالين على النظم الحديثة التي يتفوق عليها العقل البشري.
علاوة على ذلك، لفت إلى أنّ جيش الاحتلال شهد مجموعه من الظواهر المخزية في الآونة الأخيرة، ستتسبب في كارثة في نهاية المطاف مثل السماح للشواذ بالخدمة في الوحدات القتالية والكتائب المختلطة بين المجندين والمجندات ناهيك عن الحفلات والترفيه والرحلات وقضايا الفساد والاختلاسات، وزاد: الجيش هو خط دفاعنا الأخير وبدأ يتصدع في هذه الحرب أمام مقاتلي حماس، جيشنا أصبح من أشد جيوش العالم نعومة وتراخيًا وتباكيًا على حياة الجنود. وبرأي الخبير شاروني فإنّ الجيش هُزم في هذه المعركة هزيمة واضحة، وهذه الهزيمة ستُطيح برؤوس سياسيّه وعسكريّة كثيرة وكبيره، لكن هل ستكون هناك إصلاحات واستنتاج للدروس والعبر؟هل سيعود جنودنا مقاتلين بدلا من ممارستهم لألعاب الكمبيوتر العسكرية؟ هل سيمنحنا الجيش الإسرائيليّ من الكارثة التي اسمها حماس، على حدّ وصفه. وساق قائلاً إنّه عندما وُلدت دولة إسرائيل من رحم الألم والمعاناة خاضت معارك وجوديه وحاربت على كل الجبهات العربية مجتمعة، كان المقاتل اليهودي مقاتلاً صلبًا عزيزًا يعتز بانتمائه وقضيته، كان مقاتلاً يعيش بحد سيفه على الشظف والبساطة والخشونة، هزمنا كل دول المنطقة وأجبرناها على اتفاقيات سلام يمكن أن نسميها سلما رومانيا تحت سلاح القوي.
ولفت أيضًا في سياق مقاله إنّ الجيش الإسرائيليّ لم يعرف الهزائم، فقد كان جيشًا صلبًا وخشنًا، انتصر في حرب الاستقلال 48 وحرب الأيام الستة 67 وفي حرب الغفران 73 استطاع أن يرد الهجوم ببسالة وان يقوم بهجوم معاكس جبّار، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً: لكنّ الكارثة التي طالما حذّرنا منها حصلت، وفات الأوان، لقد تحول الجيش الإسرائيليّ من جيش خشن صلب لا يهاب الموت إلى جيش ناعم جبان، فبدلاً من اعتماده على صلابة المقاتل أصبح يعتمد على صلابة تصفيح الدبابة التي فتتها كورنيت حماس ويعتمد على جدران الاسمنت التي حفرت حماس الأنفاق الشيطانية تحتها، ليخرج مقاتلو حماس في مشهد هوليودي من عين النفق باتجاه موقعنا ثم يقومون في خلال أقل من دقيقتين بذبح عشرة جنود من النخبة مثل الخراف المر تعبه. وخلُص الخبير شاروني إلى القول إنّ هذه الكارثة يتحمل مسؤوليتها قسم التخطيط والتعبئة في الجيش الإسرائيليّ الذي قام بتحويل الجيش إلى كتلة هلاميّة ضخمة من الأجهزة الالكترونية المعقدة لتنحط قدرات الجندي القتالية ويُصبح معاقًا عسكريًا، جلّ اعتماده على وسائل الإسناد التكنولوجية، وفي هذه الحالة تقل قدرات الجندي القتالية ويصبح جنديًا كسولاً في حين أنّ العدو يعتمد على الجندي الصلب البسيط الذي لا تستعبده التكنولوجيا العسكرية، على حدّ قوله.

زهير أندراوس

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.