الرئيسية » أرشيف - تقارير » غضب بالمملكة من الإعلامية السعودية صفاء الأحمد بعد عرض فيلمها الوثائقي عن الحراك السري في السعودية

غضب بالمملكة من الإعلامية السعودية صفاء الأحمد بعد عرض فيلمها الوثائقي عن الحراك السري في السعودية

وطن ـ غضبت السعودية من عرض محطة بي بي سي فيلما وثائقيا الجمعة عن الحراك السري في المملكة العربية السعودية.

واثار الفيلم جدلا واسعا في المواقع الاجتماعية والمواقع السعودية التي اعتبرت الفيلم طائفيا ونعتت الإعلامية السعودية التي اعدت الفيلم على مدار عامين بـ الرافضة.

وكتبت صفاء الأحمد عن تجربتها في اعداد الفيلم في موقع بي بي سي ما يلي:

شاهدة على الحراك السري في السعودية

صفاء الأحمد

معدة وثائقي السعودية: الحراك السري

صفاء الأحمد

تمكنت بي بي سي من الاتصال، و بشكل غير مسبوق، ببعض النشطاء المناهضين للحكومة السعودية في المنطقة الشرقية للمملكة، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة للقضاء على أي اضطرابات مدنية.

وقد شهدت المنطقة الشرقية من المملكة احتجاجات خلال الاعوام الثلاث الماضية. ومع التطورات التي صاحبت الربيع العربي منذ عام 2011، بدأ المحتجون يعبرون عن غضبهم تجاه الحكومة. إلا أن احتجاجاتهم لم تحظ الا بالقليل جدا من التغطية الاعلامية، فمن شبه المستحيل أن يتمكن الصحفيون من العمل بحرية في المنطقة الشرقية.

ولم تكن أخبار الاحتجاجات داخل القطيف على الساحل الشرقي للمملكة، تصل حتى للناس داخل المملكة الا بالكاد.

سافرت إلى المنطقة الشرقية عدة مرات خلال العامين الماضيين دون علم السلطات السعودية.

أردت أن أعرف المزيد عن هذا الصراع الذي يخاطر فيه أفراد من الأقلية الشيعية في البلاد بحياتهم في التظاهر ضد ما يعتبره كثيرون نظاما ملكيا قمعيا.

أنا أعرف هذه المنطقة جيدا لأنني ولدت ونشأت في مدينى قريبة منها.

المنطقة الشرقية موطن معظم المسلمين الشيعة في البلاد. وتشير تقديرات إلى أنهم يشكلون أقل من 15 بالمئة من تعداد السكان، ويقول كثيرون منهم إنهم يتعرضون للتمييز الطائفي.

كانت مهمة صعبة أن أعد تقريرا عن تلك الاحتجاجات.

قد أكون سعودية لكن التجول بكاميرا كان أمرا شديد الصعوبة، إذ يعرضني ذلك للاعتقال.

واعتمدت في تقريري بشكل جزئي على صور زودني بها نشطاء والتي تظهر كيف تطور هذا الصراع على مدى الأعوام الثلاث الماضية.

وثق المحتجون ما يقومون به بشكل كامل في محاولة لإيصال رسالتهم إلى العالم. فقد صوروا أنفسهم لدى قيامهم بأعمال تمثل استفزازا كبيرا للسلطات، مثل نزع وإحراق ملصق يحمل صورة الملك، وهو أمر لا يتصوره كثير من السعوديين.

حصار في العوامية

لقد حضرت أيضا اجتماعات سرية للمحتجين. وأتضح لي أنهم لا يتفقون على ذات المطالب، لكنهم جميعا ينشدون إصلاحات شاملة.

وعلى الرغم من أن المنطقة تضم أكبر حقول للنفط في العالم، يقول النشطاء الشيعة إن سكان المنطقة يتعرضون للتهميش الاقتصادي والسياسي منذ وقت طويل.

وذات صباح في شهر فبراير/شباط من عام 2013، كنت أجلس في غرفتي عندما تلقيت رسالة مفادها أن قوات الأمن داهمت منزلين لاثنين من النشطاء المطلوبين، هما فاضل الصفواني ومرسي الربح، في منطقة العوامية إلا أنهما تمكنا من الهرب. وقد طوقت قوات الأمن المنطقة بنقاط تفتيش عقب المداهمة، لكني تمكنت من اختراق الحصار وأنا أحمل آلة تصوير.

لم يغامر أي من فاضل أو مرسي بالحديث إلى الإعلام من قبل، لكنهما قررا الآن أن يرويا لي قصتهما.

يقول فاضل: “عاملونا كإرهابيين. كان واضحا جدا أنهم يريدون قتلنا. أنتي تقفين الآن فوق آبار نفط تغذي العالم بأسره. لكننا لا نستفيد منها شيئا. الفقر والجوع وغياب الشرف وانعدام الحرية السياسية. ليس لدينا شيئ. ماذا بقي إذن؟ وبعد كل هذا يهاجموننا ويحاولون قتلنا.”

اللجوء الى السلاح

وعلى مدى ثلاثة أعوام من الاضطرابات، قتل عشرون شخصا بينما سجن وأصيب المئات.

وتقول الحكومة السعودية إن النشطاء مسلحون. إلا أن النشطاء نفوا ذلك في حديثهم لي. لكن في الشهور التي قضيتها بين رحلاتي إلى المنطقة، دققت في مئات الساعات من المشاهد المصورة.

وفي أحد المقاطع فوجئت بناشط يطلق النار على الشرطة من سلاح يدوي.

اتخذت الحكومة السعودية خطوات للقضاء على المعارضة.

أنفقت الحكومة خلال الاعوام الثلاث الماضية مبالغ هائلة على المناطق الهامة، كما شجعت رجال الدين الذين تدعمهم الدولة على إدانة المعارضة بوصفها غير اسلامية، والتشكيك في المطالبة بالإصلاح وتشويه المحتجين ووصفهم بانهم تحت قيادة شيعية و طائفيون.

وتشمل المعارضة الشيعة في الشرق، والنساء في بريدة اللائي يحتججن على اعتقال اقاربهن من الذكور دون محاكمة، ورجال دين بارزين، ونشطاء في مجال حقوق الانسان يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.

ويبدو أن الأمور تغيرت. فقد سألت أحد القياديين من النشطاء ما إذا كانوا يستخدمون الأسلحة. رد قائلا: “طبعا إذا هاجمت قوات الأمن السعودية أي بيت فنحن نرى أن من المقبول استخدام أي طريقة للدفاع عن النفس.” وعندما سألته بوضوح: “حتى السلاح؟” كان رده: “نعم حتى بالسلاح”.

في أواخر العام الماضي اكتشفت أن مرسي الربح، الناشط الذي التقيت به في زيارتي الأولى، قد قتل. ويقول أصدقائه إن الشرطة أردته قتيلا خلال استعدادات لإحياء مناسبة دينية في شوارع العوامية. وخلال العام الحالي قتل رجلا شرطة في أعمال العنف.

ودخلت قوات الأمن والمحتجون في حلقة من المواجهات العنيفة. وأصبحت القطيف منطقة عسكرية تحيط بها نقاط التفتيش والعربات المدرعة.

وطلبت بي بي سي إجراء مقابلات مع السلطات السعودية للتعليق على الموقف إلا أنها لم تتلق ردا.

وبعد عامين من الزيارات المتكررة تبين لي أن من الخطورة بمكان متابعة التحقيق في هذه القضية، واضطررت إلى مغادرة وطني.

اعترى الخوف والشك الناس من حولي، وعاد كفاحهم سرا لا يعلم عنه الناس شيئا.

يمكنكم مشاهدة البرنامج الوثائقي السعودية: الحراك السري ، على قناة بي بي سي العربية في الساعة 1710 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة، 30 مايو/أيار ، وتعاد إذاعته أيام 2، 3، 4 يونيو/حزيران.

وكتب موقع (سبق) السعودي تعليقا على الفيلم ما يلي:

إعلامية سعودية تدافع عن مطلوبين في فيلم طائفي بتمويل BBC

بندر الدوشي – سبق – واشنطن: في فيلم طائفي حمل العديد من التناقضات، قدمت الإعلامية السعودية صفاء الأحمد فيلماً وثائقياً طائفياً عنونته بـ “الحراك السري في السعودية” وبتمويل من قناة البي بي سي حيث استطاعت الوصول إلى أبرز المطلوبين الآمنين الذين تلطخت أيديهم بدماء رجال الأمن بكل سهولة.

وفي التفاصيل، قدمت الأحمد في الفيلم الوثائقي على أنهم نشطاء يطالبون بالعيش الكريم والكرامة ودخلت داخل أحياء وأزقة لبعض الأحياء القديمة في القطيف والعوامية لتوهم الناس بأن السعودية تقوم باضطهاد أبناء الطائفة الشيعية في السعودية، وقامت بزيارة قبور أبناء الشيعة وقالت بأنهم قتلوا على أيدي رجال الأمن السعودي.

وفي مخالفة واضحة لأصول المهنية التي تدعيها BBC، لم تقم الإعلامية بعرض أسر الشهداء من رجال الأمن والذين تجاوز عددهم العشرات من القتلى والجرحى جراء غدر هذه المجموعات الإرهابية ولم تسلط الضوء على مصير رجال الأمن وانتهاج أقصى قدر من الحكمة والمسؤولية تجاه بعض الاستفزازات والتي كلفتهم حياة الكثير من زملائهم.

وعلى النقيض تماماً قدمت الإعلامية صفاء الأحمد المطلوبين الأمنيين والإرهابيين على أنهم أبطال حقيقيون وقادة للثورة ووصفتهم بقادة الحراك السلمي في القطيف.

وكانت تصريحات معظم من التقت بهم كاذبة وتحمل تناقضات كبيرة حول الأسباب الحقيقية حول حراكهم وإثارتهم للشغب والقيام بأعمال إرهابية حيث ذكر الكثير منهم بأنها لأسباب معيشية فقط في إشارة هدفها فقط إثارة المنظمات الدولية والحقوقية عبر وضع تصور لهم بأن الفقر والجوع هو سبب خروجهم.

وكانت صفاء أحمد قدمت أعمال في مهرجان برلين للأدب العالمي تدعي فيها أنها تنتقد الطائفية والمجتمعات العربية تعاني من الطائفية.

وفي سابقة خطيرة قالت في إحدى المحاضرات على هامش هذا المهرجان أثناء قراءتها لأحد الكتب في لقاء معها أنا سعودية وآسفة تماماً بأني سعودية وسط تصفيق كبير من الحضور.

يشار إلى أن العديد من أبناء هذه الطائفة يقومون بنشاطات خارجية هدفها فقط الإساءة لبلدهم السعودية بكل الوسائل والطرق التي يستطيعون الوصول إليها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.