الرئيسية » أرشيف - تقارير » وحدات من الجيش الليبي تنضم إلى جيش “حفتر”

وحدات من الجيش الليبي تنضم إلى جيش “حفتر”

اكتسبت العملية العسكرية التي يقودها الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر لتطهير البلاد من الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة والمرتبطة بتنظيم القاعدة، المزيد من الزخم والقوة، حيث انضمت إليها وحدات جديدة من الجيش، وقال قائد القوات الخاصة إنها انضمت إلى اللواء حفتر لتطهير ليبيا من الإرهابيين، وأعلنت القاعدة الجوية في طبرق انضمامها إلى حفتر.

 

وفي خطوة تراجعية أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة أنها طلبت من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) تعليق أعماله إلى حين إجراء الانتخابات العامة المقبلة، كما طالبت بإلغاء انتخاب رئيس الوزراء عبدالله الثني في محاولة لاحتواء الوضع المتدهور . وأعلنت الخارجية الليبية أن البعثات الدبلوماسية السعودية والجزائرية والتركية غادرت طرابلس، وأعلنت الجزائر إغلاق الحدود مع ليبيا، وأعربت الجامعة العربية ومصر وعواصم غربية عن قلقها من أعمال العنف ودعت الأطراف الليبية إلى تجنب سفك الدماء .

 

وقررت الحكومة الانتقالية الليبية تعليق البرلمان وإلغاء انتخاب رئيس الوزراء، وذلك بالتزامن مع إعلان قائد القوات الخاصة وآمر القاعدة الجوية في طبرق انضمامهما الى عملية “كرامة ليبيا” التي أطلقها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد من اسماهم الجماعات الإرهابية في بنغازي وطرابلس .

 

وأعلنت الحكومة المؤقتة في ختام اجتماع طارئ لها أمس الاثنين، أنها قدمت “مبادرة وطنية” إلى المؤتمر الوطني العام تقضي بان يدخل هذا المؤتمر في “إجازة برلمانية” حتى انتخاب برلمان جديد . وجاء في بيان صادر عن الحكومة نشر على موقعها على الإنترنت أن الحكومة المؤقتة إيماناً منها ب “خطورة المرحلة الحالية من تاريخ ليبيا، ورغبة منها في تجنيب الوطن الانزلاق إلى مهاوي الاقتتال الداخلي، فإنها تتقدم إلى المؤتمر الوطني العام بمبادرة وطنية لرأب الصدع” .

 

وتضمنت هذه المبادرة نقاطا عدة أبرزها دعوة المؤتمر الوطني العام للدخول في “إجازة برلمانية” .

 

وجاء في مبادرة الحكومة انه “بعد انتهاء استحقاق إقرار ميزانية الدولة الليبية لسنة ،2014 يدخل المؤتمر الوطني العام في إجازة برلمانية حتى يتم انتخاب البرلمان القادم وتسلم له السلطة التشريعية عند ذلك” .

 

ولحظت هذه المبادرة أيضا أن “تتقدم كامل الحكومة المؤقتة باستقالتها في أول جلسة للبرلمان الجديد” .

 

وتأتي هذه المبادرة للحكومة غداة هجوم لمجموعات مسلحة على مقر المؤتمر الوطني الليبي العام مطالبة بحله، وبعد أن قامت الجمعة، قوات تابعة للواء حفتر بشن هجوم واسع على ما سمته “مجموعات إرهابية” إسلامية في بنغازي (شرق) الجمعة .

 

كما تضمنت المبادرة تصويتاً جديداً من أعضاء المؤتمر الوطني لإعطاء الثقة لرئيس الحكومة احمد معيتيق بعد أن جرى التصويت بالثقة له في مطلع مايو/ أيار بشكل فوضوي دفع الكثير من النواب إلى التشكيك باختياره .

 

وكان العقيد الليبي مختار فرنانة، قائد الشرطة العسكرية قد أعلن في بيان باسم الجيش الوطني، تجميد عمل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) وتكليف لجنة الستين، المنوط بها صياغة الدستور، بالمهام التشريعية والرقابية “في أضيق نطاق” .

 

ودعا بيان فرنانة الحكومة المؤقتة إلى الاستمرار في عملها حتى انتخاب البرلمان والرئاسة، وأشار إلى أن ما تم من “حراك في طرابلس ليس انقلابا على السلطة، بل هو انحياز لإرادة الشعب الليبي” .

 

في غضون ذلك، أكّد آمر قاعدة طبرق الجوية الليبية العقيد إبراهيم عبد ربه ل”بوابة الوسط” الإخبارية أن القاعدة بصدد إصدار بيان تُعلن فيه الانضمام إلى الجيش الوطني الليبي التابع للواء الركن السابق خليفة حفتر .

 

من جانبه اعلن قائد القوات الخاصة الليبية ونيس بوخماده أن قواته انضمت إلى قوات اللواء حفتر الذي قال إنه يريد تطهير البلاد من المتشددين الاسلاميين .

 

إلى جانب ذلك، شدد الرائد محمد الحجازي المتحدث باسم الجيش الليبي الوطني بقيادة خليفة حفتر على أن جميع “القيادات والعناصر الإرهابية” مرصودة من قبلهم وسيتم القبض عليها وإحالتها لجهات الاختصاص القضائية .

 

وقال الحجازي في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية بالقاهرة، “سنصدر بعد قليل نحن القيادة العامة بالجيش الليبي الوطني بلاغات عامة تتضمن تحذيرات لكل من يحمل السلاح وكل العناصر المنخرطة بالجماعات الإرهابية المسلحة بأنه سيتم القبض على كل القيادات والعناصر الإرهابية التي يثبت تورطها في قضايا قتل وسرقة المال العام وستتم إحالتهم للجهات القضائية المختصة” .

 

وفي رده على تساؤل حول ما إذا ما كان سيتم القبض على المراقب العام لجماعة الإخوان بليبيا أو رئيس حزب العدالة والبناء الذي يعد الذراع السياسية لإخوان ليبيا وكذلك قيادات أنصار الشريعة وقيادات كتلة الوفاء لدماء الشهداء، أجاب المتحدث، “أي مجرم من المجرمين سواء حزب الهدم لا العدالة والبناء ممن دمروا ليبيا وأدوا بها إلى هذا الخراب وسلموها للعناصر الإرهابية الخارجية نحن نعتبرهم مجرمين مطلوب القبض عليهم وإحالتهم لجهات الاختصاص القضائية” .

 

وأضاف: “نحن سنكون جهة تنفيذ لأوامر القبض عليهم فقط وستتم إحالتهم للجهات القضائية المختصة، وكل العناصر التي ثبت تورطها وإجرامها بحق ليبيا وأهلها يتم الآن رصد تحركاتها ونعرف أماكن تواجدها وسيتم القبض عليها في وقت معين بإذن الله” .

 

السعودية وتركيا تسحبان بعثتيهما الدبلوماسيتين

 

إلى ذلك، أعرب نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن قلقه البالغ من تصاعد أعمال العنف في ليبيا، وقررت السعودية وتركيا إجلاء بعثتيهما الدبلوماسيتين بسبب الأوضاع الأمنية، وأكدت مصر وحدة التراب الليبي فيما اجتاح القلق عواصم غربية عدة إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا .

 

ودعا الأمين العام للجامعة العربي في بيان، جميع الليبيين بمختلف توجهاتهم السياسية إلى انتهاج الحوار لمعالجة القضايا الوطنية الملحة وإنجاز المصالحة الوطنية الليبية، وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ على مكاسب ثورة فبراير ومواصلة تضافر الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الليبي .

 

وكانت السعودية أعلنت غلق سفارتها وقنصليتها في طرابلس، وأجلت كافة أعضاء بعثتها الدبلوماسية لدى ليبيا بسبب “الأوضاع الأمنية” الحالية في البلاد .

 

وأكد السفير السعودي في ليبيا محمد محمود العلي أن “كامل البعثة الدبلوماسية غادرت العاصمة الليبية على متن طائرة خاصة” . وقال السفير إن عملية الإجلاء تمت “نتيجة للظروف الحالية والوضع الأمني”، وذلك “بالتنسيق مع الجانب الليبي” . مشدداً على أن البعثة السعودية “سوف تعود حال استقرار الأوضاع في العاصمة الليبية” .

 

وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية التركية أن تركيا أغلقت قنصليتها في مدينة بنغازي الليبية عقب تلقي تهديد بمهاجمتها . وذكر شهود أنه تم إنزال العلم التركي من فوق مبنى القنصلية في ثاني أكبر مدينة ليبية لكن لم يتم إجلاء المسؤولين والموظفين الأتراك .

 

من جانبها أكدت الحكومة المصرية وحدة التراب الليبي ورفض أي تدخل خارجي في شؤون ليبيا الداخلية على ضوء التطورات الجارية المتسارعة على الساحة الليبية .

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن “مصر تتابع باهتمام بالغ التطورات الجارية المتسارعة في الجارة ليبيا، وتؤكد تأييدها حكومة وشعبا إنهاء الانقسام الجاري على الساحة الليبية وحقن دماء الأشقاء الليبيين” .

 

وأضافت الوزارة إن مصر تؤكد وحدة التراب الليبي، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، كما تدين محاولات البعض داخل ليبيا وخارجها الزج بمصر في التطورات الجارية هناك والتي تعتبرها القاهرة “شأناً ليبياً خالصاً” .

 

وفي بروكسل أعرب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” أندريس فوج راسموسن عن بالغ قلقه العميق إزاء التدهور الكبير في الوضع الأمني في ليبيا .

 

وطالب راسموسن خلال مؤتمر صحفي الأطراف كافة بالامتناع عن العنف والالتزام بآلية من الحوار السياسي الوطني تقضي بالوصول إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة لإضفاء الشرعية التامة على الحكومة الليبية المقبلة .

 

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وأسفه للخسائر في الأرواح الناجمة عن أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها مدينتا بنغازي وطرابلس .

 

وقال المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي مايكل مان في مؤتمر صحفي “إن الاتحاد الأوروبي يحث جميع الأطراف على تجنب المزيد من إراقة الدماء والامتناع عن ارتكاب مزيد من العنف” .

 

وأكد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الشعب الليبي لتحقيق الديمقراطية والتحول السياسي، موضحا أن “الاتحاد الأوروبي يشدد على ضرورة توافق جميع الأطراف على إدارة فترة انتقالية لضمان الانتقال الناجح إلى ديمقراطية مستقرة” .

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.