رغم الجدل والاستياء الواسع الذي خلّفته آخر حلقة من “البرنامج” قبل أن يتم توقيفه بقرار من إدارة قناة الـCBC، بسبب استعمال مُقدمه الإعلامي الشهير باسم يوسف لإيحاءات ومفردات جنسية، خطفت أغنية “بعد الثورة جالنا رئيس”، التي بثت وسط الحلقة، الأضواء ونالت اهتمام العديد من شرائح المتتبعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى صارت شعارا يُردده بعض شباب مصر في الميادين المشتعلة بالاحتجاجات.
ولا تزال الأغنية، التي لا تزيد مدتها عن 3 دقائق، تنتشر بشكل متواصل على مواقع “اليوتيوب” و”فيسبوك” حيث شاهدها أزيد من 3 ملايين من روادها عبر فيديوهات متفرقة، حيث قدم فيها باسم يوسف عرضا ساخرا من الإخوان المسلمين وفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي بعد ثورة 25 يناير 2011، إضافة إلى تغطية الإعلام المصري لأحداث مظاهرات 30 يونيو، التي تدخل على إثرها الجيش، إضافة إلى سخريته من تعظيم المصريين للفريق الأول عبد الفتاح السيسي.
وتتحدث الأغنية، التي يؤديها باسم رفقة فريق البرنامج، عن مجيء الرئيس مرسي للحكم عبر صناديق الانتخابية، بالقول “بعد الثورة جالنا رئيس.. كان مفكرنا قراطيس.. جاء بالصندوق وسبنا يسوق عشان عايزنه بالنهضة ندوق”، ليلخّص، وفق منظروه الساخر، فترة حكمه التي لم تطل لسنة واحدة بـ”والرئيس طلع كداب.. والنهضة كانت فكرة هباب.. خوف شعبه بالإرهاب.. ساق في غبوته ولم جماعته ولبسنا في الشلة بتاعته.. والشعب قرر يثور.. ياخد جماعته ويغور.. مش عايزين إخوان any more..”.
بعدها تصف الأغنية المثيرة للجدل كيف أن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي تدخل يوم 30 يونيو من العام الحالي ليرسم سيناريو الثورة/الانقلاب، وتقول الكلمات “حارب الشعب فنزل الشعب حرق للشعب وكمل لعب.. والسيسي طرقع بيان قرر يفشخ الإخوان.. قاله معاك يومين كمان.. قاله أحيه بتعمل كده ليه معايا شرعية تمشيني ليه.. “، أما عن ردّ جماعة الإخوان المسلمين فكان حسب الأغنية “السيسي لعبها صح.. الإخوان ابتدوا بالدح.. حسوا إن الكرسي بح.. اعتصموا في رابعة والنهضة وجيزة والهتافات كانت لذيذة.. أحيه أحيه بتعمل كده ليه معايا شرعية تمشيني ليه..”.
كما تحدثت “بعد الثورة جالنا رئيس” عن الاعتقالات التي طالت قيادات الإخوان بعد عزل الرئيس مرسي “والسلطة بدأت تضيع قفشوا خيرت وبديع.. صفوت اللي طلع فظيع عمل سكسوكة هرب في فلوكة كان ناقص يلبس باروكة اعتصم في رابعة والجيزة والهتافات كانت لذيذة”، مضيفة أن الإعلام المصري مارس ترهيبا وقمعا للرأي المساند لمناهضي “الانقلاب” بالقول “والإعلام ما سابش حد لو قلت رأيك تتشد.. تبقى إرهابي وتتمدّ تبقى إخوان وعميل وجبان وكمان مسنود من الأمريكان”.
وكانت إدارة قناة الـCBC قد قررت، دقائق قبل موعد بث الحلقة 2 من الموسم الجديد من “البرامج” في فاتح نونبر الجاري، إيقاف بثه لحين حلّ مشاكل فنية وإدارية خاصة بالبرنامج، فيما ركز بيان التوقيف، الذي تلاه الإعلامي خيري رمضان، على عدم التزام باسم يوسف بالسياسة التحريرية للقناة، الرافضة لمضامين آخر حلقة أذيعت في 25 أكتوبر الماضي، بداعي “دعم ثوابت الشعور الوطني وإرادة الشعب المصري، والحرص على عدم السماح بالاستهزاء بمشاعر الشعب أو رموز الدولة المصرية”.
وتعرض باسم يوسف في حلقته “هي ثورة ولا انقلاب”، بشكل ساخر إلى عدلي منصور، رئيس مصر المؤقت، حيث انتقد قُصر خطاباته ونقَل جهل المصريين بشخصه، فيما تناول بسخرية كبيرة تعظيم المصريين وبعض وسائل الإعلام للفريق أول عبد الفتاح السيسي، خاتما حلقته بالتشديد على رفضه منطق التكفير والتخوين والاعتقال بشكل ظالم وكذا “التأليه والنفاق والفرعنة”.
هسبريس – طارق بنهدا