الرئيسية » تقارير » نظام الأسد يواجه تصويت الكونغرس بـ”الصيام والاستغفار”

نظام الأسد يواجه تصويت الكونغرس بـ”الصيام والاستغفار”

يواجه النظام السوري جلسة تصويت الكونغرس يوم الإثنين على تفويض الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية ضده بدعوات لـ"الصيام والاستغفار".
 
ودعت، قبل يومين، وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري إلى الصيام، يوم الاثنين القادم، موعد الجلسة المرتقبة للكونغرس وإلى حملة مليونية في ذات اليوم لقراءة أدعية "حسبنا الله ونعم الوكيل وأستغفر الله وأتوب إليه"، وذلك بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
 
وأثارت تلك الدعوة إلى الصيام والحملة المليونية للاستغفار، ردود أفعال غاضبة وساخرة لدى معارضي الأسد، حيث قال زهير سالم عضو المجلس الوطني، أكبر تكتل داخل الائتلاف السوري المعارض، "إن تلك الدعوة تتنافى مع علمانية الدولة التي يدّعي بشار الأسد أنها طابع للحكم في سوريا بفصل الدين عن الدولة خاصة أن وزارة الأوقاف هي من وجهتها"، فهذا يثبت أن النظام "يستخدم ويسخّر الدين والمذهب والطائفة في خدمة مشروعه للبقاء في السلطة"، حسب تعبيره.
 
وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، أضاف سالم، الذي يشغل منصب مدير مركز الشرق العربي للدراسات في لندن، أنه إن كان بشار الأسد خائفاً على سوريا ولا يريد توجيه ضربة عسكرية لها فعليه أن يقوم بالتنحي لتجنيبها تلك الضربة، خاصة أن تلك الضربة موجهة ضده وتأتي عقاباً له على قتل السوريين المعارضين له بدم بارد على مدار 30 شهراً الماضية، بمختلف أنواع الأسلحة كان آخرها الكيمياوي.
 
ويتزايد الحديث عن احتمالات توجيه ضربة عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد النظام السوري؛ رداً على اتهام قوات بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية في منطقة الغوطة بريف دمشق (جنوب) يوم 21 أغسطس/ أب الماضي؛ مما أسفر عن مقتل نحو 1500 شخص وإصابة 10 آلاف آخرين، معظمهم نساء وأطفال، حسب المعارضة السورية، في حين ينفي النظام استخدامه لتلك الأسلحة، ويتهم المعارضة بالأمر، كما يتهم الغرب بمحاولة اختلاق ذريعة لشن هجوم على سوريا.
 
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أعلن السبت الماضي، أنه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، لكنه طلب من مجلس النواب الأمريكي تفويضه للقيام بهذه العملية وينتظر أن يعقد مجلس النواب جلسة في التاسع من الشهر الجاري (الاثنين) لاتخاذ قراره بتفويض أوباما لشن العمليات العسكرية أم لا.
 
وحول معارضة البعض لتلك الضربة، أشار عضو المجلس المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، إلى أنه لا يغفل على أحد حق الموافقة أو المعارضة على الضربة المحتملة إلا أن على المعارض لها أن يواجه معادلة وحيدة، فـ"إما أن يستمر بشار الأسد في قتل السوريين وإبادتهم وإما أن تقوم جهة ما بغلّ يده عن ذلك"، على حد قوله.
 
من جانبه، قال محمد الخالدي، ناشط إعلامي في مدينة دير الزور (شرق سوريا)، "إن دعوة النظام للسوريين للصيام والاستغفار مثيرة للسخرية"، وتساءل "أين كانت صلوات الأسد واستغفاره عندما قام بقصف مئات المساجد وتدميرها وأين كانت حين قتل أكثر من 100 ألف مواطن سوري منذ انطلاق الثورة".
 
ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
 
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين، ودمار واسع في البنية التحتية، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
 
ويتهم معارضون قوات الأسد بهدم أكثر من 1450 مسجداً منذ بداية الثورة السورية، وذلك بحسب إحصائية أعدّتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية مقرها لندن.
 
وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، رأى الخالدي، "من سيقوم بالاستجابة لتلك الدعوة في حال لم تكن شكلية، هم أنفسهم من قاموا بالرقص وتوزيع الحلوى بمناسبة "مجزرة الكيمياوي" التي حصلت بالغوطة قبل أيام كنوع من الاحتفال بالنيل من السنة".
 
وتحدث ناشطون في مدينة دمشق بعد ساعات من حصول "مجزرة الكيمياوي" عن قيام أشخاص في مناطق ذات سكان من الطائفة العلوية التي ينحدر منها رئيس النظام بشار الأسد قاموا بالاحتفال وتوزيع الحلوى على بعضهم احتفالاً بالمجزرة التي حصلت في مناطق سنّية.
 
ولفت الناشط إلى أنه لا يُكّفر أو ينال من دين أحد إلا أن تسخير الدين في خدمة النظام تم الاعتياد عليه وهو لطالما انتقد "الاسلام السياسي"، في حين يلجأ له اليوم.
 
فيما أثارت دعوات وزارة الأوقاف موجة غضب وسخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أكد علي الناصر، موظف في منظمة إغاثية تابعة للمعارضة، على صفحته على الفيسبوك "النظام احتار كيف يحافظ على توازنه، فتارة يدعو لمقاومة من سيهاجمه حتى لو خاض حرباً عالمية ثالثة، وتارة يدعو للصيام والنسك والعبادة".
 
وأضاف الناصر "فليقل لنا النظام هل هو قوي مقاوم أو هو ضحية مسكين لكي نعرف كيف نتعامل معه؟"، على حد قوله.
 
من جانب آخر رأى سالم الحمود، موظف حكومي، في تغريدة على تويتر "من يهدم المساجد ويمنع أن تقام فيها الصلوات كيف له أن يدعو غيره للصيام والاستغفار، يأمر بالمعروف ويقوم بفعل المنكر، بالفعل مهزلة"، حسب تعبيره.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.